معارك عنيفة وقصف مدفعي وجوي كثيف جنوبي دمشق

حمص

خضر العبيد

avata
خضر العبيد
ريف دمشق

مروان القاضي

avata
مروان القاضي
23 ابريل 2018
E461E20D-CD9F-42A0-8DE9-A99833316E64
+ الخط -
تواصل قصف قوات النظام السوري، طيلة ساعات الليل، على مناطق سيطرة "داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود، جنوبي العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد يومٍ شنت فيه الطائرات الحربية عشرات الغارات في تلك المناطق.

وتفيد معلومات بأن هذا التصعيد العسكري من قبل النظام جاء عقب فشل التوصل إلى اتفاق مع عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، الذين طالبوا بضمانات بأن لا يتعرضوا لأي هجومٍ إذا ما خرجوا من جنوبي دمشق، نحو بادية دير الزور، شرقي البلاد.

وبالتزامن مع قصف مدفعية قوات النظام على مناطق الحجر الأسود ومخيم اليرموك، اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس، على أطراف هاتين المنطقتين، أحرزت خلالها قوات النظام تقدماً في سعيها للسيطرة على مناطق سيطرة "داعش".

وكان طيران النظام قد شنّ أكثر من مائة غارة على مناطق سيطرة "داعش"، فضلاً عن القصف بالبراميل المتفجرة.



وجرت مفاوضات، الأسبوع الماضي، بين ممثلين عن النظام وآخرين عن "داعش"، لخروج مسلحي الأخير من مناطق سيطرتهم جنوبي دمشق إلى بادية دير الزور، لكن هذه المفاوضات تعثرت، على خلفية طلب عناصر التنظيم ضمانات بأن لا يتعرضوا لأي هجوم خلال خروجهم.


توقعات بالتوصل إلى اتفاق بشأن يلدا وببيلا وبيت سحم

وعقدت اللجنة الممثلة للفصائل العسكرية والفعاليات المدنية في جنوب دمشق، اليوم الإثنين، اجتماعاً جديداً مع ضباطٍ روس، بحضور ممثل عن النظام السوري، لبحث مستقبل بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، التي تُعتبر في حالة هدنة مع النظام منذ سنة 2014، لكن نقاط التماس هناك بين المعارضة والنظام شهدت تصعيداً عسكرياً، بالتزامن مع الحملة العسكرية للنظام ضد "داعش"، في مناطق مخيم اليرموك والحجر الأسود، المتاخمة لببيلا ويلدا.

وعُقد الاجتماع، اليوم، بين اللجنة الممثلة للبلدات الثلاث وضباط روس، بحضور كنان حويجة كممثلة عن النظام السوري، وهي مُذيعة في تلفزيون النظام السوري، وابنة إبراهيم حويجة، أحد قياديي الصف الأول في مخابرات النظام.

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن "النقاش في الاجتماع دار حول التطورات في بلدة يلدا، وتعهد الروس بإدخال المواد الغذائية وإيقاف القصف على البلدة. كما جرت مباحثات حول وضع الجبهات المواجهة لـ"داعش"، وكذا اقتحام قوات النظام فيها، وتعهد الروس بإيقاف تقدمها.

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إنه تم الاتفاق على عقد اجتماعٍ آخر، غداً الثلاثاء، وهو استكمالٌ لسلسلة الاجتماعات التي تعقد، منذ أيام، بين الروس واللجنة الممثلة عن يلدا وببيلا وبيت سحم، وقد يتم فيه التوصل إلى "اتفاقِ شامل".

وكانت مصادر روسية تحدثت، في الأسبوعين الماضيين، عن أن اتفاقاً مع فصائل المعارضة جنوبي دمشق يتم إنجازه لإخراج عناصر الفصائل العسكرية ومن يرغب من المدنيين، إلى شمالي سورية. 

نحو 80 غارة ومعارك شرقي ريف حمص الشمالي 

وتشهد جبهاتٌ في ريف حمص الشمالي، منذ صباح اليوم الإثنين، معاركَ عنيفة، حيث تحاول قوات النظام التقدم على جبهات قرية سليم، في الوقت الذي تقول الفصائل العسكرية هناك إنها تصدت لهذه المحاولات، وكبدت القوات المُهاجمة خسائر مادية وبشرية.

ويأتي هذا التصعيد العسكري في مناطق سيطرة المعارضة بريف حمص الشمالي بالتزامن مع شن الطيران الحربي لعشرات الغارات منذ فجر اليوم، على مواقع سيطرة الفصائل العسكرية قرب محاور القتال في قريتي سليم والحمرات بشكل خاص.

وشن طيران الطيران السوري، اليوم، نحو ثمانين غارة في ريف حمص الشمالي، بعد يومٍ واحد من فشل عقد جلسة تفاوض بين ممثلين عن ريفي حمص الشمالي والجنوبي من جهة، وضباطٍ روس من جهة أخرى، إذ رفضت "هيئة التفاوض" عن مناطق المعارضة الخضوع لطلب الضباط الروس بتغيير مكان الاجتماع الذي كان مقرراً قرب معبر "الدار الكبيرة"، قبل أن يغير الضباط الروس مكان عقد الاجتماع، وينقلوه لمناطق خاضعة للنظام في حمص.

وقالت فصائل المعارضة السورية إن التصعيد العسكري للنظام، اليوم: "لم يؤد حتى الآن إلى أي تغيير في خارطة السيطرة على الأرض، رغم محاولات قوات النظام التقدم عبر جبهتي سليم والحمرات، شرقي ريف حمص الشمالي، والتي تهدف منها لحرمان فصائل المعارضة من طرقِ إمدادٍ هناك".

وعلم "العربي الجديد" من مصادر عسكرية بالمعارضة، أن المعارك العنيفة، اليوم، مع قوات النظام كلفت الأخير عدة آلياتٍ ومدرعاتٍ عسكرية، فضلاً عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية عشر من مقاتليه.

ويقطن في ريف حمص الشمالي وريف حماه الجنوبي نحو 350 ألف مدني. 

ورغم أن هذه المنطقة مدرجة في مناطق "خفض التصعيد"، إلا أن السكان هناك يتخوفون من تنصل النظام وروسيا من الاتفاق، إذ يهددان ببدء عملية عسكرية كبيرة هناك، ما لم تخضع الفصائل العسكرية لاتفاق "تسوية" شامل.

ذات صلة

الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.