الحدود السورية تقلق بغداد: هل تتوغل القوات العراقية لصد "داعش"؟

13 ابريل 2018
الحدود السورية مصدر قلق للقوات العراقية (حمود صالح/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من أنّ القوات العراقية بسطت سيطرتها على الحدود مع سورية، إلا أنّ هذه الحدود لا تزال تمثّل مصدر تهديد دائم لها، في ظل تعرّضها لهجمات من قبل "داعش"، وسط بحثها إمكانية دخول الأراضي السورية، وضرب معاقل التنظيم هناك.

خلال الأشهر الثلاثة الماضية، قتل عدد كبير من القوات العراقية، بهجمات إرهابية من قبل مسلّحي "داعش" منطلقين من داخل الأراضي السورية، في حين يحيط الخطر المحدق بأكبر مدينتين عراقيتين هما نينوى والأنبار.

وقد شدد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، على ضرورة تأمين حدودهما الغربية المرتبطة بسورية، ومنع تسلل أي من الجماعات الإرهابية إليهما، لا سيما تنظيم "داعش".

وتعرّضت القوات العراقية، خلال الأسابيع الأربعة الماضية، إلى أكثر من 10 هجمات دامية، بواسطة قذائف "هاون" وصواريخ، أو هجمات مسلّحة ينفّذها إرهابيون من "داعش"، يتواجدون داخل بادية سورية المحاذية للعراق.

وكشف ضابط رفيع المستوى بوزارة الداخلية، عن وجود طلب عراقي قُدم للنظام في دمشق، يقضي بدخول القوات العراقية داخل أراضي سورية، لضرب معاقل رئيسة لتنظيم "داعش" تم رصدها هناك.

وقال الضابط لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّه تم رصد معقل كبير لـ"داعش"، بين شمال دير الزور شمال شرقي سورية، وصولاً إلى جنوب الحسكة، موضحاً أنّ "العناصر الإرهابية تتسلل من هذه المنطقة، وتقوم بمهاجمة نقاط تواجد القوات العراقية".

وأضاف الضابط الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أنّ "العراق أخطر نظام بشار الأسد بعملية اقتحام سريعة ومؤقتة داخل أراضي سورية، حتى يقضي على وجود داعش بهذه المنطقة".

وأشار إلى أنّ "هناك توافقا بين الجانبين العراقي والسوري على إدارة ملف الحدود"، لافتاً إلى أنّ "الهجوم قد يكون قريباً جداً"، من دون أن يذكر موعداً محدداً.

وكان العبادي قد أكد في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، أنّ بغداد ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الحدود مع سورية، ومنع تنظيم "داعش" من شنّ أي هجمات محتملة عبر الحدود.

وقال رئيس الوزراء العراقي، "اتخذنا عدة إجراءات لحماية حدودنا مع سورية من بقايا داعش"، مضيفاً أن "داعش لن يتمكّن من اختراق العراق مرة أخرى".


في الأثناء، نفى عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي إسكندر وتوت، علمه بموضوع تقدّم العراق بطلب للنظام السوري، من أجل اقتحام القوات العراقية، وتطهير مناطق داخل عمق سورية.

وقال وتوت، لـ"العربي الجديد"، "إنّ تطهير المناطق السورية القريبة من العراق، هو أمر ضروري، وطالما أنّ القوات السورية لم تصل إلى المناطق المحتلة من تنظيم داعش، فيمكن لقواتنا التقدم والتخلّص من الخطر الذي يهدد أمن الأنبار والموصل".

وأضاف أنّ "قضية الحدود مهمة وحيوية، لكن طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، يمنع تقدّم القوات العراقية باتجاه بعض مناطق الحدود، لأسباب لا يعرفها أحد".

وتابع أنّ "العبادي ينفي في تصريحاته تأثير الأميركان على العمليات العسكرية التي تقودها القوات العراقية، لكن الضباط المتواجدين في أرض الحدود بين سورية والعراق، يؤكدون عدم سماح التحالف الدولي لقطعات عسكرية عراقية بالتقدّم في بعض أجزاء الصحاري في الأنبار، وهذا الأمر لا بد من توضيحه من قبل العبادي الذي يُعد القائد العام للقوات المسلحة".

بدوره، قال طارق العسل، القائد في حشد عشائر الأنبار، التابع تنظيمياً لهيئة مليشيات "الحشد الشعبي"، إنّ "قواتنا مستعدة لأي أمر عسكري من الحكومة المركزية، لتطهير مناطق الحدود، لا سيما التابعة للجانب السوري".

وأكد العسل، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مناطق شرق سورية، مثل البوكمال ودير الزور، لا تزال تشكل تهديداً أمنياً للعراق".


وأعلنت القوات العراقية، في 9 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، سيطرتها على كامل الحدود العراقية مع سورية، بعد تطهير منطقة الجزيرة في نينوى والأنبار، من تنظيم "داعش" الإرهابي.

وحدث ذلك بعد أيام من الإعلان عن تحرير كامل المدن الحدودية، من القائم إلى راوة في العراق، ومن دير الزور مروراً بالميادين وصولاً لمدينة البوكمال في سورية.