ما هي الصواريخ الذكية التي تحدث عنها ترامب لمعاقبة نظام الأسد؟

12 ابريل 2018
تكهنات عديدة لنوعية الأسلحة (Getty)
+ الخط -
إثر تغريدته عبر "تويتر"، أمس الأربعاء، التي دعا فيها روسيا إلى الاستعداد لـ"صواريخ جديدة وذكية" ستستخدم في ضرب قوات نظام بشار الأسد ردا على استهدافه المدنيين بالسلاح الكيميائي، بدا أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان يشير إلى أن رد بلاده سيكون عبر صواريخ "توماهوك" من الجيل الرابع، القادرة على إصابة أهداف برية بعيدة المدى وتخطي منظومات الدفاع الجوي الروسي.


وبحسب ما نقله موقع "واشنطن إيكزامينر" الإخباري فإن حديث ترامب عن صواريخ "ذكية" يكشف أن المدمرة الأميركية "دونالد كوك" قد يكون لها الدور الرئيسي في شن الضربات، مضيفا أنها متواجدة حاليا بالبحر الأبيض المتوسط، وعلى متنها صواريخ بعيدة المدى، على الأرجح من صنف "توماهوك" الجيل الرابع.

واعتبر الموقع أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحليفه الأسد، قد أدركا أيضا من كلام ترامب النوعية المقصودة من الصواريخ، لكنه أضاف أن بوتين والأسد قد يريان استخدام مدمرة "دونالد كوك مجرد مناورة عسكرية لشغل الأنظار عن ضربات جوية تنفذها الطائرات الحربية الأميركية والفرنسية".

وتابع تقرير "واشنطن إيكزامينر" أنه من الوارد جدا أن يتم تنفيذ غارات بالمقاتلات الجوية، لكنه لام خرجات ترامب على "تويتر" لأنها تمنح روسيا معلومات ثمينة قد تسهل عليها عملياتها الاستخباراتية وأي رد عسكري محتمل ضد الضربات التي ستنفذها أميركا وحلفاؤها ضد نظام الأسد.



من جانب آخر، نقل موقع "نيوزويك" عن الباحث والخبير العسكري البريطاني، دوغلاس باري قوله إن "القوات الجوية الروسية، وقبل ذلك، القوات الجوية السوفييتية، تدربت لوقت طويل على محاولة تحديد الصواريخ بعيدة المدى (كروز) وتدميرها، لكن ذلك لم يكن سهلا أبداً".



وبحسب باري فإن ذلك كان أحد الأسباب الرئيسية وراء تصنيع مقاتلة "ميغ 31" الاعتراضية، مضيفا أن سلسلة من الصواريخ أرض جو، كمنظومة "إس 400"، ونظام "بانتسير-إس1" للدفاع قصير ومتوسط المدى، لديها أيضا القدرة على استخدامه في اعتراض صواريخ كروز.

كما لفت باري إلى أن روسيا نشرت كلتا المنظومتين الدفاعيتين بسورية في إطار تواجدها العسكري هناك، لكنه أوضح أنه من أجل التمكن من استهداف صواريخ كروز يتعين أولا تحديد مسارها وأن تكون الأنظمة الصاروخية على مقربة منها أو بالقرب من أهداف تلك الصواريخ. واعتبر أن ذلك يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لروسيا بالنظر إلى تواجدها المحدود داخل سورية.

من جهة أخرى، أشار موقع "نيوزويك" إلى أنه منذ فترة الحرب الباردة، عكفت روسيا على تطوير الآليات العسكرية لرصد صواريخ كروز وأسلحة متطورة أخرى، مضيفا أن هذا الدافع تجدد مع عهد الرئيس بوتين وأخد منحى متسارعاً، في ظل مساعي الأخير لتحديث قوة بلاده العسكرية.

إلى ذلك نقل موقع "ناشيونال إنترست" عن الخبير العسكري والقائد الجوي السابق بسلاح الجو الأميركي، مارك غونزينغر، تأكيده "أنه سيتم اتخاذ عناية كبيرة لقصف الأهداف الملائمة"، مضيفا أنه "يوجد عدد من الوسائل التي يمكن استخدامها في شن قصف دقيق، بما في ذلك صواريخ كروز التي يمكن إطلاقها من الجو أو من البحر، ومن الممكن الاستعانة أيضا بالمقاتلات الجوية".

هذا الأخير تابع بأن "الأسلحة التي تستخدم في ضربة (أو ضربات) قد تعتمد على عدة عوامل من قبيل نوعية الأهداف، ودرجة (صعوبتها)، وهل هي متحركة أم ثابتة، وغير ذلك".



واعتبر تقرير "ناشيونال إنترست" أن ذلك قد يعني أن الولايات المتحدة ستلجأ إلى ضربات دقيقة بالاستعانة بصواريخ توماهوك، أو صواريخ جو أرض من نوعية "أي جي أم- 86 سي" (AGM-86C)، لتدمير أهداف بعيدة المدى داخل سورية، ولتفادي أي مخاطر بالنسبة لأفراد سلاح الجو. وأضاف التقرير أن ميزة صواريخ كروز قدرتها على التحليق على علو جد منخفض والاستعانة بالميدان للتمويه عند اقترابها من الرادارات الأرضية، وهو ما يعني أنه رغم امتلاك روسيا لأنظمة دفاعية قوية، مثل "إس 400"، و"إس 300 في 4" التي نشرتها بسورية، فإنها لن تستطيع تدمير صواريخ كروز إلا في حال استهداف تلك الصواريخ لأنظمتها الدفاعية مباشرة.

وتابع التقرير أنه رغم كون الأنظمة الجوية الدفاعية الروسية توفر الحماية الجوية ضد التهديدات ذات العلو المتوسط والعالي، فإنها تظل مجرد أسلحة ذات حيز استهداف ضيق في حال استخدامها في ردع هجمات صواريخ كروز.

كما لفت "ناشيونال إنترست" إلى أن الولايات المتحدة يمكنها اللجوء إلى الطائرات الشبح، التي تستخدم تقنيات التخفي للإفلات من مراقبة الرادارات، في شن ضربات جوية بسورية. وأضاف الموقع أنه يمكن أن يكون الروس قادرين على رصد تلك الطائرات، لكن موسكو لا يبدو أن لديها "أسلحة متطورة" قادرة على تعقب تلك الطائرات وتدميرها.

كما أوضح الموقع أن ميزة استخدام الطائرات الشبح غير المسيرة هي احتواؤها على آليات جد متطورة للاستشعار، وقدرتها على حمل أنواع مختلفة من الأسلحة، ما يعني أن قائدها يمكنه اللجوء إلى السلاح المناسب لكل هدف محدد بالاستعانة بإمكانات الطائرة.

من جانب آخر، نقل الموقع عن الضابط ديفيد ديبتولا، الذي ترأس سابقا فرع الاستخبارات بسلاح الجو الأميركي، وأعد خططا لعدة ضربات جوية، قوله إن "حزمة أي ضربة محددة تعتمد على مجموعة من العوامل، تتضمن النتائج المرجو تحقيقها"، مضيفا "أن المخاطر في الطريق والمكان المستهدف، والتوقيت، أي ما مدى السرعة التي يريد الرئيس الرد من خلالها، قد يدخل في تحديد القوات الملائمة للرد ضمن الحيز الزمني المحدد، وكذا مدى قرب الهدف من المدنيين واعتبارات الآثار الجانبية، والمخلفات المحددة للأسلحة التي قد تدخل في تحديد خيارات الأسلحة المتاحة، هي كلها من بين العوامل التي تدخل في عين الاعتبار لحظة تحديد الأسلحة التي ستستخدم ونوعية الضربة".


(إعداد: محمد حمامة)

دلالات
المساهمون