النظام السوري وروسيا يواصلان "حرق" الغوطة الشرقية

07 مارس 2018
الغارات تتواصل على الغوطة وأهلها (عبد المنعم عيسى/فرانس برس)
+ الخط -
واصل الطيران الحربي الروسي، والتابع للنظام السوري، قصف الغوطة الشرقية بريف دمشق، موقعاً المزيد من الضحايا المدنيين، وسط محاولات للتوغّل وفصل المنطقة المحاصرة، إلى قسمين شمالي وجنوبي، بينما أعلنت المعارضة تمكنها من استعادة بعض ما خسرته في شرقي الغوطة.

وقال الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، أمس الثلاثاء، إنّ امرأة قُتلت وأُصيب 21 مدنياً بجروح، بينهم 5 نساء و3 أطفال، جراء قصف جوي وصاروخي ومدفعي مكثف، استهدف الأحياء السكنية في بلدة مسرابا، وذلك بعد 24 غارة من الطيران الحربي الروسي والسوري.

كما أُصيب العديد من المدنيين بجروح، جراء أكثر من 10 غارات جوية من الطيران الحربي الروسي، على الأحياء السكنية في بلدة جسرين وأطرافها، فيما أُصيب مدنيون بينهم طفل وامرأة، جراء غارتين على الأحياء السكنية في مدينة سقبا.


وتعرّضت الأحياء السكنية، في مدينة حرستا وأطرافها، لقصف صاروخي ومدفعي بأكثر من 50 صاروخ أرض ــ أرض، و30 قذيفة مدفعية وهاون، منذ منتصف الليل وحتى صباح اليوم، ما أوقع ضحايا بين المدنيين، لم يتبيّن بعد عددهم.



وقالت وسائل إعلام موالية للنظام، إنّ الطيران الحربي قصف لمرات متوالية، أهدافاً في بلدات حزة وعين ترما وفي كفربطنا وحرستا وعربين بالغوطة الشرقية، وسط قصف مدفعي مكثف على هذه المناطق.

وتشنّ قوات النظام السوري، مؤخراً، أعنف حملة عسكرية في الغوطة الشرقية، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 600 مدني، بينهم نحو 150 طفلاً، بينما تُحاصر 400 ألف مدني فيها، منذ عام 2013.


وتزامناً، تواصل قوات النظام محاولاتها التقدم في الغوطة، خاصة من القطاعين الشرقي والغربي، وسط مقاومة من جانب فصائل المعارضة في المنطقة.

وقالت غرفة عمليات "بأنهم ظُلموا" التابعة للمعارضة، إنّها صدّت هجمات قامت بها الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام السوري، على جبهة المشافي بالقرب من طريق دمشق حمص الدولي، بمدينة حرستا، مشيرة إلى أنّها قتلت 25 عنصراً من الفرقة، وتمكّنت من تدمير جرافة مجنزرة ودبابتين وعطب دبابة.

من جهته، أعلن فصيل "جيش الإسلام" المعارض، عن تمكّنه من استعادة عدة نقاط، في محور المزارع الغربية من بلدة الشيفونية في القطاع الشرقي، مشيراً إلى أنّ قوات النظام حاولت التقّدم إلى النقاط التي تم استعادتها، لكنها وقعت في شبكة من ألغام الأفراد، ما أوقع 12 قتيلاً منهم وجرح البقية.


وتقول مصادر المعارضة، إنّ قوات النظام تحاول التقدّم باستخدام الكثافة النارية وسياسة "الأرض المحروقة"، حيث حققت بعض التقدّم في المنطقة الزراعية المفتوحة، لكن فصائل المعارضة استطاعت وقف تقدمها، وبدأت بشن هجمات معاكسة استعادت خلالها بعض النقاط التي خسرتها.

وكانت قوات النظام السوري، تقدّمت في منطقة الأشعري ووصلت إلى نقاط قريبة من حمورية، وسط قصفٍ بجميع أنواع الأسلحة، منها "الكلور السام"، وتوغلت في محيط مدينة حرستا من جهة المشافي، واقتربت من فصلها عن مدينة دوما.



من جهة أخرى، وصف محمد علوش رئيس المجلس السياسي في "جيش الإسلام"، ما تشيعه روسيا بشأن موافقة فصائل الغوطة، على مناقشة مسألة الخروج منها، بأنّه يندرج "ضمن الحرب النفسية لزعزعة الصفوف".

وقال علوش، في تغريدات على "تويتر"، إنّ "قاعدة حميميم الروسية مهمتها الحرب النفسية ونشر الشائعات".

يأتي ذلك بعد إعلان "مركز المصالحة الروسي في سورية"، الاستعداد "لضمان خروج المقاتلين وعوائلهم بشكل آمن، وتوفير وسائل نقل بالعدد المطلوب، وتقديم الحماية على طول الطريق".

من جهته، قال حمزة بيرقدار المتحدث باسم "جيش الإسلام"، إنّ الفصائل لم تناقش مع روسيا مسألة الخروج من الغوطة الشرقية المحاصرة.

وأضاف بيرقدار، في تصريح صحافي، إنّ "فصائل الغوطة ومقاتليها متمسكون بأرضهم وسيدافعون عنها، وعلى مدار 7 سنوات ندافع عن أرضنا وعرضنا، ونكبد النظام وحلفاءه ومرتزقته الخسائر والويلات"، مشيراً إلى استعداد أهل الغوطة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2401 فوراً، وهو لا يتضمن إخراج أهل الغوطة منها.


وتواصلت حملة النظام السوري العسكرية على الغوطة، على الرغم من صدور القرار 2401  في مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في 24 فبراير/شباط الماضي، والذي يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، والسماح بدخول المواد الغذائية والإجلاء الطبي، بينما سعت روسيا إلى تجاوز القرار، عبر "هدنة إنسانية" أعلنتها من جانب واحد لخمس ساعات يومياً.

ويعقد اليوم الأربعاء، مجلس الأمن الدولي، جلسة مشاورات طارئة، حول مواصلة النظام السوري غاراته ضد المدنيين في الغوطة الشرقية، وذلك بطلب من بريطانيا وفرنسا، بينما لم تؤكّد ذلك البعثة الهولندية التي تتولّى رئاسة أعمال مجلس الأمن.

*مصدر الصور Getty