فريدمان يتراجع عن تصريحاته بعد موجة غضب فلسطينية: لا نسعى لاستبدال عباس

29 مارس 2018
عبّاس علّق الاتصالات مع الإدارة الأميركية (Getty)
+ الخط -
بعد موجة غضب فلسطينية، تراجع السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، اليوم الخميس، عن تصريحات سابقة قال فيها إن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستبحث عن بديل للرئيس الفلسطيني محمود عباس إن لم يعد إلى طاولة المفاوضات"، مؤكداً أن بلاده لا تسعى إلى "استبدال عباس".

وقال فريدمان في تغريدة نشرها على حسابه في موقع "تويتر"، إنّ تصريحه الذي نُشر اليوم، وأثار ردوداً فلسطينية غاضبة، "تم اقتباسه بشكل غير صحيح".

وأضاف: "تم اقتباس كلامي بشكل غير صحيح في تقارير مختلفة من مقابلة نشرت اليوم"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى استبدال محمود عباس. يعود للشعب الفلسطيني أن يختار قيادته".

وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد نقلت عن فريدمان قوله، لنشرة تُوزَّع في المعاهد الدينية في إسرائيل، إنه إذا لم يقبل عباس العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، فإنه "سيأتي من يقبل بها".

وأضاف: "الوقت لا يقف ساكناً، وإذا لم يكن (عباس) مهتمًا بالتفاوض، أنا متأكد من أن شخصًا آخر سيفعل".

وردت "الرئاسة الفلسطينية"، في بيان صدر اليوم، على التصريحات المنسوبة لفريدمان، حيث وصفتها بـ"التدخل السافر والمستهجن وغير المقبول، في الشأن الداخلي الفلسطيني".

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، اليوم الخميس، إنّ "التفوهات التي صدرت عن سفير أميركا لدى إسرائيل، تدخل سافر ومستهجن وغير مقبول في الشأن الداخلي الفلسطيني".

وأكّد أبو ردينة، في تصريح له، أنّ "الشعب الفلسطيني لن يسمح لأية جهة خارجية، أياً كانت، أن تقرر مصيره"، لافتاً إلى أن "فريدمان يبدو أنه يتحدث باسم إسرائيل أكثر ما يتحدث باسم أميركا، وينصب نفسه مدافعاً عنها وعن المستوطنين، وهو لا يمثل مصالح الولايات المتحدة الأميركية، إنما يمثل عقلية لا تريد سوى توتير الأجواء والإساءة إلى الشعب الأميركي".

بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان، ما قالت إنه "تهديد أميركي وهجوم إسرائيلي على الرئيس محمود عباس، في تناغم تآمري ممنهج بين التيار المسيحي الصهيوني المحافظ واليهودية الأرثودوكسية المتطرفة، وبطريقة وضيعة تستهدف ليس فقط شخص الرئيس عباس، وإنما جميع أبناء الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه العادلة".

من جانبه، رأى نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، أنّ "تصريحات فريدمان ليست بالجديدة، وإنما هي سياسة أميركية إسرائيلية تستهدف كل من يتعارض معهم سياسياً".

وأضاف العالول، في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، "ذلك يؤكد اطمئناننا أن القيادة وعلى رأسها الرئيس عباس تسير بالاتجاه الصحيح من خلال رفضها لكل القرارات والسياسات الأميركية المجحفة بحق شعبنا".

بدوره، اعتبر أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، تعقيباً على تصريحات فريدمان "الداعمة والمشجعة لمنظومة الاستيطان الاستعماري والأبارتهايد الساعية إلى استدامة الاحتلال وإطالة أمده"، أن "التصريحات السياسية التي أطلقها فريدمان منذ توليه مهامه في تل أبيت وانسلاخه عن الواقع وتشجيعه لضمّ إسرائيل لأرض فلسطين المحتلة، وحرصه شخصياً على دعم وتمويل الاستيطان، لا تعدُّ خرقاً للقانون الدولي وتهديداً لمنظومته فحسب، بل تعني أيضاً إطلاق العنان لحكومة اليمين المتطرف للقضاء على الشعب الفلسطيني ووجوده على أرضه وتصفية قضيته العادلة".

ودان المسؤول الفلسطيني بشدّة "الحملة التحريضية المدروسة التي تقودها كل من الإدارة الأميركية وإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد أبناء الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وهجومها المتواصل والمدبر على القيادة الفلسطينية والدعوة إلى استبدالها، والتي بدأت بجملة من التصريحات العلنية لشخصيات رسمية أميركية وإسرائيلية بشكل متواصل وممنهج"، مشيراً إلى "الانسجام والتعاون الوثيق في هذه الهجمة بين الجهات الأميركية وإسرائيل، وبين فريدمان والمستوطن ليبرمان، اللذين ينتميان للمعسكر ذاته".

وفي سياق متصل، شدد عريقات على أن "الهجوم المباشر والشخصي على الرئيس محمود عباس، والتحريض عليه من قبل وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بسبب دفع رواتب عائلات الأسرى والشهداء الفلسطينيين، يعدُّ تحريضاً على الحركة الوطنية الفلسطينية، ودعوةً مفتوحة لتصفية الرئيس جسدياً".

ولفت المسؤول الفلسطيني، إلى أن "فلسطين تدفع ثمن الاحتلال مالياً، وتدفع ثمن تنصله من مسؤولياته والتزاماته باعتباره القوة المُحتجزة حسب القانون الدولي، حيث توجب المادتان 81 و98 من اتفاقية جنيف الرابعة، على قوة الاحتلال دفع مخصصات للمعتقلين باعتبارها جزءاً من مسؤولياتها تجاههم، وإعالة الأشخاص الذين يعيلهم المعتقلون، إذا لم تكن لديهم وسائل معيشية كافية".

من جهتها، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن "منظمة التحرير ستواصل نضالها السياسي لملاحقة ومساءلة إسرائيل على خروقاتها المنافية لقواعد القانون الدولي في المحاكم والمحافل الدولية، ومواجهة أيديولوجية (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته المتطرفة، التي تسعى إلى تصفية قضيتنا العادلة، وإلغاء حقنا الطبيعي بالوجود، واستباحة كل ما هو فلسطيني، مستندة على دعم الإدارة الأميركية، الشريكة والمناصرة للاحتلال العسكري وسياساته الإرهابية".

في غضون ذلك، قالت عشراوي لمناسبة الذكرى الـ42 لـ"يوم الأرض الخالد"، "إننا ماضون في نضالنا لتجسيد حقوقنا الوطنية المشروعة، وتعزيز ثباتنا بمواجهة المشروع الاستيطاني الاستعماري القائم على السرقة والإقصاء والفصل العنصري والتطهير العرقي، وإفشال المحاولات العبثية لاقتلاعنا من أرضنا ومحونا من سياق التاريخ".

وطالبت عشراوي المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته القانونية والسياسية في اتخاذ التدابير والإجراءات العاجلة والجديّة والفاعلة لإنهاء الاحتلال، والاعتراف بالدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وتطبيق القرارات الدولية، ومحاسبة ومساءلة إسرائيل على انتهاكاتها، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني.

وسبق لفريدمان أن أدلى بالعديد من التصريحات التي أغضبت الفلسطينيين، ما دفع الرئيس الفلسطيني إلى شتمه ووصفه في خطاب أخير له بأنه "ابن كلب".


ويجاهر فريدمان بدعم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ويعتبر أن من حق المستوطنين الاستيطان على الأراضي الفلسطينية باعتبارها أرضهم، ويصف الضفة الغربية بأنها "منطقة متنازع عليها".


(العربي الجديد، الأناضول)