"حزب الله" يستنفر في البقاع: "الانتخابات استكمال لهزيمة داعش"

16 مارس 2018
نصر الله يخاف من الهزيمة الانتخابية (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -
عاد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، إلى استخدام الخطاب التعبوي الحاد على أبواب الانتخابات النيابية المُفترض إجراؤها في السادس من مايو/أيار المقبل، ما يعكس تخوفا من تدني نسبة التصويت بعد سنوات الحرب السبع التي قضاها الحزب في سورية ومعاناة جمهوره الطائفي - كما كل اللبنانيين - من الأزمات المعيشية التي تفاقمت بعد انتخاب حليف الحزب ميشال عون، وتشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري قبل عام ونصف.


وخلفت كلمة نصر الله خلال لقاء انتخابي مُتلفز مع أعضاء الحزب في بعلبك - الهرمل، ليل الخميس – الجمعة، انطباعاً باستمرار هذا التخوّف رغم امتلاك الحزب لمقومات سياسية ولوجستية من المُفترض أن تُريحه انتخابيا، وهي التحالف الطائفي الكامل مع "حركة أمل" في كل الدوائر المُشتركة بينهما، وامتلاكه ماكينة انتخابية صلبة ومُعبأة دينياً وسياسياً، وتسجيل طائفته عدداً قليلا من المُرشحين (137 مُرشحا) مُقارنة بالطائفتين المارونية (230 مُرشحا) والسنية (304 مُرشحين).

ولجأ نصر الله في كلمته إلى الاستثمار في المعارك التي خاضها مقاتلوه على طرفي الحدود بين لبنان وسورية ضد مقاتلي تنظيمي "داعش" و"النصرة" خلال الأعوام القليلة الماضية لدعوة جمهوره في دائرة بعلبك - الهرمل، في البقاع الشمالي (شرقي لبنان)، للتصويت بكثافة لمُرشحي الحزب.

ورغم موقعها الجغرافي النائي عن مركز صناعة القرار عند "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلّا أن هذه المنطقة تُشكّل الخزان البشري للحزب، وقد قدمت مُختلف العائلات والعشائر مئات القتلى في صفوف الحزب خلال القتال داخل الأراضي السورية إلى جانب نظام بشار الأسد وعلى الحدود بين البلدين، وهي تعاني من حرمان مُزمن بسبب غياب سياسة الإنماء المُتوازن، وهو ما أدى لارتفاع نسبة المطلوبين مع تراجع فرص العمل وارتفاع نسبة الجرائم الجنائية، كالسرقة والخطف والسطو المسلح وزراعة المُخدرات في أجزاء من البقاع الشمالي.

وقد وصف نصر الله معارضي لائحة "الأمل والوفاء" التي تجمعه مع "حركة أمل" بـ"حلفاء داعش والنصرة"، وبـ"المُقتاتين على موائد السفارات".

وأردف: "لن أسمح ولن نسمح أن يمثل حلفاء النصرة وداعش أهالي بعلبك -الهرمل، وأهالي بعلبك الهرمل لن يسمحوا لمن سلح النصرة وداعش أن يمثلوا المنطقة".

ولجأ نصر الله إلى خطاب عاطفي مبني على محبة أنصاره له شخصياً، وقال إنه "حتى ولو تعرضت للخطر، ومهما كانت الأثمان، فإنني سأذهب بنفسي شخصيا لأتجول في قراكم ومدنكم وأحيائكم للسعي إلى إنجاح هذه اللائحة في حال رأينا أن الإقبال ضعيف على الانتخابات". وذكّر نصر الله الحاضرين بأنه كان مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" بين عامي 1979 و1986، مؤكدا أن "هناك الكثير من الإنجازات التي تحققت منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم".


لكن بعض أنصار الحزب كانت لهم مواقف مُختلفة من "الإنجازات"، وهو ما عكسته المشادة الحادة التي خاضوها مع نائب المنطقة عن الحزب ووزير الصناعة في الحكومة حسين الحاج حسن، الذي غادر قاعة حسينية قبل أشهر وهو غاضب بعد أن تلقى عشرات الاحتجاجات على سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المنطقة وغياب المشاريع الإنمائية.

كما كشفت كلمة نصر الله عن تخيير الحزب لجمهوره بين التنمية وبين الأمن، مع تساؤل نصر الله: "كيف يعقل أن يسأل أحدنا ماذا قدم حزب الله للمنطقة ولا زال أهالي الشهداء يرتدون الأسود، باي ماء وجه يسأل هذا السؤال؟".