حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، من أن تنظيم "داعش" الإرهابي والجماعات المنتسبة إليه لا تزال تهدد السلم والأمن الدوليين، خصوصاً في مصر وليبيا، فيما أكد وكيل الأمين العام لشؤون مكافحة الإرهاب، فلاديمير فيرونكوف أن الحرب ضد تنظيم "داعش" تدخل مرحلة جديدة.
وقال غوتيريس، في تقرير استعرضه في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الجهود الأممية لمكافحة التنظيم، إنه "على الرغم من التقدم الذي أحرزته الدول الأعضاء في تنفيذ مجموعة واسعة من تدابير مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف، وعلى الرغم من المكاسب العسكرية التي تحقّقت أخيرًا، ضد تنظيم داعش، سواء في سورية أم العراق، ما زال هذا التنظيم والجماعات المنتسبة إليه تشكل تهديدًا كبيرًا للسلام والأمن الدوليين. وما زالت الأعمال الإرهابية تقوض التنمية المستدامة وحقوق الإنسان والعمل الإنساني".
وأوضح أن "الجماعة المنتسبة إلى التنظيم الأكثر ترسخًا في شبه جزيرة سيناء، هي أنصار بيت المقدس، التي أعلنت ولاءها لأبي بكر البغدادي (زعيم التنظيم) في نوفمبر/تشرين الثاني 2014".
وذكر غوتيريس في تقريره أن "تلك الجماعة استولت على مبالغ نقدية في أكتوبر/تشرين الأول 2017، أثناء عملية سطو على أحد المصارف في العريش، شمال سيناء، وهي المحافظة التي توجد فيها هذه الجماعة حاليًا".
وأضاف "في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، استهدفت الجماعة مسجدًا في قرية الروضة المجاورة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 300 من المصلين".
وقال أمين عام المنظمة الدولية إن "هناك جماعات متعاطفة مع تنظيم داعش في بقية أنحاء مصر، وهي مسؤولة عن سلسلة من الهجمات ضد المسيحيين الأقباط".
وأضاف "وفقًا لما ذكرته إحدى الدول الأعضاء (لم يسمها)، أُلقي القبض على عدة أفراد متهمين بالتورط في تلك الهجمات. وتضم هذه الخلايا (لم يسمها) عدد أعضاء أقل من جماعة أنصار بيت المقدس، وهي أقل تنظيمًا. كما لفت إلى أن "هناك حركة تبادل بين فرعي "داعش" في مصر وليبيا عبر الحدود الصحراوية بين البلدين".
بدوره، قال وكيل الأمين العام لشؤون مكافحة الإرهاب، فلاديمير فيرونكوف، في إفادته خلال الجلسة "تدخل الحرب ضد تنظيم داعش مرحلة جديدة، إذ ما زال التنظيم والموالون له يمثلون تهديدًا كبيرًا ومتناميًا بأنحاء العالم".
وأضاف "أصبح تنظيم داعش لا يركز على غزو الأراضي والسيطرة عليها بعد أن أجبر على التكيف مع التطورات، ليركز بشكل أساسي الآن على مجموعة أصغر وأكثر حماسًا من الأفراد الملتزمين بإلهام غيرهم وتمكينهم وتنفيذ الهجمات".
واعتبر المسؤول الأممي أن "معرفة أعداد المقاتلين الإرهابيين الأجانب المتبقين في العراق وسورية أمر صعب المنال، لكن يمكن القول إن تدفق المقاتلين إلى البلدين قد توقف تقريبًا".
ولفت إلى أن "المقاتلين العائدين إلى دولهم الأصلية أو من انتقلوا إلى بلدان أخرى ما زالوا يمثلون تهديدًا كبيرًا على الأمن الدولي".
وأوضح أن "قدرة داعش على توليد الإيرادات قد تراجعت، ويعود ذلك بشكل كبير إلى فقدانه السيطرة على حقول النفط والغاز في سورية، وقد تناقصت إيرادات داعش بأكثر من 90% منذ عام 2015".
وارتأى المسؤول الدولي أن "معالجة تهديد داعش تتطلب معالجة الظروف الكامنة التي تجعل من السهل إغراء الشباب والشابات من قبل التطرف العنيف".
ودعا المسؤول الأممي جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى مضاعفة جهودها لتعزيز التعاون الدولي للتصدي للإرهاب والتطرف العنيف، وتقديم المسؤولين عن الهجمات الإرهابية المروعة إلى العدالة.
وخلال الجلسة، قال مندوب روسيا، فاسيلي نيبينزيا، إن 120 عنصراً من تنظيم "داعش" الإرهابي انضموا إلى صفوف قوات "سورية الديمقرطية".
كما أشار إلى أن إيرادات "داعش" من تهريب النفط تقلصت، موضحاً أن إيرادات التنظيم الشهرية من تهريب النفط والغاز الطبيعي، بلغت أواخر العام الماضي، مليوني دولار.
بدوره، قال نائب مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، جوناثان آلان، إن تنظيم "داعش" فقد 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها.
وفي حين أكد آلان أنه "جرى تمزيق وتقويض قوة داعش"، حذر من أن خلايا التنظيم لا تزال تشكل تهديداً في أرجاء العالم.
وشدد من جهةٍ أخرى على ضرورة تكثيف الجهود لمنع إساءة استخدام الإرهابيين لشبكة الإنترنت.
(الأناضول)