وزير إسرائيلي سابق يتمنى سيطرة اليمين المتطرف على أوروبا

04 فبراير 2018
إيتان شغل منصب وزير المتقاعدين في حكومة إيهود أولمرت(تويتر)
+ الخط -
تسبب وزير إسرائيلي سابق في إحراج حكومة تل أبيب بإعلانه تأييد حزب "البديل"، الذي يمثل اليمين المتطرف في ألمانيا وذي التوجهات النازية.

وفي الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تشنّ حملة شعواء على بولندا، رداً على سن برلمانها قانوناً يجرّم من يربط بين الشعب البولندي وما تعرض له اليهود عشية وخلال الحرب العالمية الثانية، نشر رافي إيتان، قائد شعبة العمليات الأسبق في الموساد، الذي شغل منصب وزير المتقاعدين في حكومة إيهود أولمرت، لقطات مصورة، يوجه فيها التحية لقيادة حزب "البديل" الألماني، ويتمنّى للحزب أن يسيطر ليس على ألمانيا فقط، بل على أوروبا بأسرها.

كذلك اعتذر إيتان لقيادة حزب "البديل" عن عدم تمكنه من حضور مؤتمر الحزب بسبب مرضه.

وتبدو المفارقة في اللقطات المصورة التي نشرها إيتان، وحقيقة أنه اكتسب شهرته الميدانية والاستخبارية كقائد في "الموساد" من خلال إشرافه وتنفيذه شخصياً على عملية اختطاف الرجل الثاني في الحكومة النازية أدولف آيخمان، أواسط ستينيات القرن الماضي، عندما كان يعيش متخفياً في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس.

وأحرجت تلك اللقطات المستويات السياسية والدبلوماسية في تل أبيب، إذ قال السفير الإسرائيلي في برلين، جيرمي سيخاروف، إن ما صدر عن إيتان يدعو للخجل.

لكن إيتان أصرّ على موقفه الداعم لحزب "البديل" بشكل خاص ولليمين الأوروبي المتطرف بشكل عام. وبرّر حماسه لليمين الأوروبي، في مقابلة مع الإذاعة العبرية العامة قائلاً: "لن أتراجع عن أقوالي، مصالحنا تقتضي وجود منظومات تتولّى مواجهة التشكيلات الإسلامية".

وأضاف: "إنني أرى في اليمين الأوروبي رأس الحربة في مواجهة أسلمة أوروبا، العالم يتغير بشكل كبير، وعلينا أن نتصرف وفق ما تقتضيه مصالحنا".

وشدّد على أن "اللاسامية الإسلامية أشدّ خطورة على اليهود وعلى إسرائيل"، مبيناً أن "هذا ما يدفعه إلى الحماس لليمين الأوروبي".




على صعيد آخر، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية النقاب عن مباحثات تجري بين الحكومة الإسرائيلية والحكومة البولندية، أخيراً، في محاولة احتواء التوتر في العلاقات الناجم عن سن البرلمان البولندي القانون المتعلق بتجريم ربط الشعب البولندي بما يطلق عليه "معسكرات الإبادة".

ويشار إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تسمح للأحزاب المشاركة فيها ببناء علاقات مع أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا.

وعشية الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا، حرص حزب "الليكود" الحاكم، الذي يقوده نتنياهو، على استقبال وفد يضم قيادات في "الجبهة الوطنية" التي تقودها زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبين.

كذلك دافع قادة "الليكود" عن العلاقة مع حزب لوبين، إذ اعتبروا أن هذا ما يقتضيه توحيد الصفوف في مواجهة "الإسلام المتطرف".

ويرتبط قادة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بعلاقات قوية مع اليمين المتطرف في هولندا، الذي يقوده خيرت فيلدز. ويذكر أن فيلدز كشف في مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أخيراً، النقاب عن أنه يزور إسرائيل مرتين على الأقل في العام، كما أنه يجاهر بفخره بتطوعه في صباه للعمل في إحدى المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية في منطقة "غور الأردن".

وتبيّن أنه على الرغم من اعتراض الحكومة الإسرائيلية العلني على قنوات الاتصال بين أحزاب اليمين في إسرائيل مع نظيراتها في أوروبا، إلا أن قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى كشفت العام الماضي أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تحثّ من وراء الكواليس وتدعم التواصل بين أحزاب اليمين الإسرائيلي وتلك الأحزاب.

المساهمون