محمد بن سلمان: الإصلاحات "علاج بالصدمة" ونخطط لتحريك القبائل اليمنية ضد الحوثيين

28 فبراير 2018
دافع بن سلمان عن سياساته الداخلية والخارجية(فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إن الإصلاحات التي شهدتها المملكة مؤخراً، في إشارة إلى حملة الفساد التي يقودها، هي "علاج بالصدمة"، موضحاً أنه يلقى دعماً من الشباب والعائلة الحاكمة.

وناقش بن سلمان، في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، بوقت متأخر مساء الثلاثاء، على مدى أكثر من ساعتين، بحسب الصحيفة، حملاته ضد الفساد والتطرف الإسلامي، فضلا عن استراتيجيته بمنطقة الشرق الأوسط.

ورفض ولي العهد السعودي "الانتقادات لسياساته الداخلية والإقليمية"، التي وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر، وقال إن "التغييرات ضرورية لتمويل خطط تنمية المملكة ومواجهة أعدائها، وعلى رأسهم إيران".

وردا على سؤال حول ما إذا كان يمكن أن يتم إطلاق سراح ناشطين في مجال حقوق الإنسان قبل زيارته للولايات المتحدة في أواخر مارس/آذار القادم، قال بن سلمان إن "المعايير السعودية تختلف عن المعايير الأميركية"، وتابع "سننظر في إصلاحات في هذا المجال، كما في مجالات أخرى".

ورفض محمد بن سلمان المخاوف لدى البعض في الولايات المتحدة لجهة أنه "يقاتل على جبهات كثيرة جداً ويأخذ الكثير من المبادرات"، مبرراً ذلك بأن "اتساع وتسارع وتيرة التغيير ضروريان للنجاح".

وبشأن التغييرات التي أعلنها الملك سلمان بن عبد العزيز واستهدفت في غالبها المؤسسة العسكرية في البلاد وعلى رأسها القوات المسلحة، قال ولي العهد السعودي إن "هذه التغييرات هي محاولة لدفع بطاقات جديدة للمساعدة بتحقيق أهداف التحديث". مضيفاً "نريد العمل مع المؤمنين برؤيتنا".

وتعد عملية التغيير هذه إحدى أكبر العمليات التي قامت بها السلطات السعودية كردة فعل على فشل الجيش في إنهاء الحرب الدموية التي تورط بها في اليمن طوال ثلاث سنوات، حيث لا زالت مليشيات الحوثي تسيطر على العاصمة صنعاء وتهدد الحدود السعودية اليمنية المشتركة باقتحام المواقع العسكرية فيها والتوغل لداخل مناطق نجران وجيزان.

كما أنها وطدت سلطات ولي العهد والحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن سلمان، داخل المؤسسة العسكرية خوفاً من أن تستخدم ضده يوماً من الأيام، خصوصاً مع تصاعد السخط داخلها بسبب فشل الحرب على اليمن وعدم وجود تعويضات مناسبة للجنود المشاركين فيها.

وفي الملف اليمني، أشار بن سلمان في مقابلته إلى "خطط طموحة" لتعبئة القبائل اليمنية ضد الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في اليمن.


وأضاف ولي العهد السعودي أن انقلابه ضد الفساد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كان "مثالا على علاج الصدمة الذي تحتاجه المملكة بسبب الفساد المستوطن".

وتابع "لدينا جسم انتشر به السرطان في كل مكان، والسرطان هنا هو الفساد. يجب أن يكون هناك صدمة كيميائية، أو أن السرطان سوف يأكل الجسم". وقال إن المملكة لن تتمكن من تحقيق أهداف الميزانية دون إيقاف "النهب".

وأضاف أن "الصدمة" ضرورية أيضا لعلاج التطرف الإسلامي في المملكة"، مشيراً إلى أن إصلاحاته، التي تمنح حقوقا أكبر للنساء وأقل للشرطة الدينية، كانت "مجرد محاولة لإعادة تطبيق الممارسات التي طبقت في وقت النبي محمد".

وقال ولي العهد إنه تعرض لانتقادات غير عادلة باتهامه بالضغط على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاستقالة فى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لافتاً إلى أن "الحريري الآن بوضع أفضل فى لبنان بالنسبة لمليشيا حزب الله التى تدعمها ايران".



(العربي الجديد)