شخصيات ألفها العراقيون تغيب عن الانتخابات المقبلة... تعرف إليها

20 فبراير 2018
82 قائمة في الانتخابات المقبلة (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -

ألف العراقيون خلال الـ14 سنة الماضية، المئات من الوجوه التي لعبت أدوارا سياسية، مع أولى دبابات قوات الاحتلال الأميركية التي اجتازت أسوار بغداد عام 2003، وكان ذلك بطريقة التعيين أو التنصيب الإجباري، من الحاكم المدني الأميركي للعراق حينها، بول بريمر.

هيمنت تلك الشخصيات على المشهد السياسي العراقي بشكل كامل، رغم أن الغالبية العظمى منها لم يعرفها الشارع العراقي، إلا بعد الاحتلال، قادمة من منافيها في إيران ولندن والولايات المتحدة وسورية ودول غربية وعربية أخرى.

واليوم، كشف مسؤول رفيع في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية في بغداد لـ"العربي الجديد"، الثلاثاء، عن خلو قوائم المرشحين لهذه الانتخابات، من أشخاص برزت أسماؤهم في مرحلة ما بعد الاحتلال، على خلاف الانتخابات التي أجريت خلال السنوات الـ12 الماضية.

وبحسب المسؤول، من بين الأسماء الغائبة عن قوائم الترشح، وزير الخارجية الحالي ورئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري، ووزير الداخلية الأسبق والقيادي بالمجلس الإسلامي الأعلى بيان باقر صولاغ.

كما بيّن أن "عدد المرشحين بلغ 6904 وهو أقل من مرشحي انتخابات عام 2014 الماضية، حيث تخطى العدد تسعة آلاف مرشح".

ومن الأسماء البارزة التي ستغيب أيضاً عن الانتخابات وفقا للمسؤول، حسين الشهرستاني، نائب رئيس الوزراء في حكومة نوري المالكي السابقة، كذلك القيادي في التحالف الوطني خالد العطية، والقيادي في المجلس الأعلى جلال الدين الصغير، ونائب الرئيس العراقي السابق عادل عبد المهدي، والقيادي الكردي محمود عثمان، ونصّار الربيعي، بالإضافة الى 20 شخصية أخرى، يعود سبب غيابهم عن قائمة المرشحين، لعدم حملهم شهادة البكالوريوس".

كما لفت إلى أن هناك "شخصيات أخرى مثل عمار الحكيم، ستشكّل القائمة الانتخابية، لكنها لن تكون مرشحة".

وبلغ عدد القوائم التي ستخوض الماراثون الانتخابي في 12 مايو/أيار المقبل، 82 قائمة غالبيتها ذات طابع طائفي وقومي، في تكرار للسيناريوهات الانتخابية الماضية التي جرت بعد الاحتلال وبواقع 6810 مرشحين موزعين على تلك القوائم، ما يعني أن كل 21 مرشحا سيتنافسون على مقعد واحد، من مقاعد البرلمان البالغة 329 مقعداً.

وفي السياق، علل النائب علي البدري، غياب هذه الوجوه عن الانتخابات، بأنها تعود لثلاثة أسباب. وقال لـ"العربي الجديد" "أعتقد أن المنسحبين من المشهد السياسي أو الانتخابي، إما وصلوا لنتيجة أنهم لن يحصلوا على أصوات، إما لوجود خلافات داخل احزابهم وقوائهم الانتخابية، وإما تلقوا وعوداً بأنهم سيحصلون على مناصب بالحكومة الجديدة".

ورأى أن "بعض الشخصيات استشعرت أنه لم يعد لها ثقل بالشارع العراقي، وانسحبت بهدوء من الصورة" وفقا لقوله.

بدوره، أكد عضو البرلمان العراقي علي شكري لـ"العربي الجديد"، أن"الدورة النيابية المقبلة ستغيب عنها وجوه عرفها العراقيون في البرلمان والحكومة"، معتبرا أن "سمة العملية الديمقراطية، هي تغير الوجوه وعدم احتكار المشهد بشخوص معينة".

المساهمون