السودان: احتجاجات بـ"جمعة الشهداء"... واعتقال رئيس حزب "المؤتمر" ومعارضين آخرين

28 ديسمبر 2018
الدقير يضاف إلى قياديين معارضين آخرين اعتقلوا اليوم (فيسبوك)
+ الخط -

فيما عادت الاحتجاجات الشعبية اليوم الجمعة إلى عدد من أحياء العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من الولايات، استجابة لدعوة أطلقتها أحزاب ونقابات معارضة للتظاهر في "جمعة الشهداء"، أعلن حزب المؤتمر السوداني، مساءً أن السلطات الأمنية اعتقلت رئيسه عمر الدقير، من منزله.

وذكر الحزب في بيان له، أن "الدقير اقتيد من منزله في إطار حملة تشنّها سلطات النظام القمعية ضد الحزب وقوى المعارضة لصدّ المدّ الجماهيري المتصاعد، الذي لن يتوقف إلا بإسقاط النظام"، حسب ما جاء في البيان.

وأضاف: "إننا في حزب المؤتمر السوداني، نؤكد أن مسيرة ثورة ديسمبر ستتواصل ولن تتأثر باعتقال أو قمع، ونؤكد أن وصية رئيس الحزب المعتقل عمر الدقير بأن لا نعود من منتصف الطريق ستكون في قلوب وعقول كل منا، ونحن نخوض معركتنا هذه مع نظام الإنقاذ البائد".

يأتي ذلك بعدما دعت أحزاب سياسية معارضة ونقابات محسوبة على المعارضة، اليوم، لحشد جديد عقب صلاة الجمعة، للمطالبة برحيل النظام، وذلك في سياق الحراك الشعبي الذي شهدته مدن سودانية عديدة، ومنها مدينة شبشة بولاية النيل الأبيض، وهي آخر المدن المنضمة للحراك.

وفي حي ودنوباوي، المعقل التاريخي لطائفة الأنصار الدينية، خرج المئات من المتظاهرين مطالبين بسقوط النظام ومؤكدين سلمية التظاهرات، إلا أن قوات الشرطة التي تمركزت قبل صلاة الجمعة بوقت طويل أمام مسجد السيد عبد الرحمن المهدي الذي انطلقت منه التظاهرة، أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

وفي حي المنشية شرق الخرطوم، خرج عشرات الأشخاص مرددين الشعارات المعتادة "سلمية سلمية ضد الحرامية، والشعب يريد إسقاط النظام"، وغيرها من الشعارات. وكذلك خرج شباب من حي بري شرق الخرطوم، قبل أن يتم تفريقهم على يد الشرطة.

وطبقاً لمصادر معارضة، فإن السلطات الأمنية استبقت حشد اليوم باعتقال عدد من القيادات في "قوى الإجماع الوطني" و"نداء السودان"، أبرزهم القيادي في الحزب الشيوعي صديق يوسف، ورئيس حزب البعث التجاني مصطفى، والمتحدث الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي/ الأصل، محمد سيد أحمد.

وقال يوسف لـ"العربي الجديد"، قبل ساعات من احتجازه إن المعارضة ماضية في طريق إزاحة النظام بالطرق السلمية، وأنها ستعلن في القريب عصياناً مدنياً في البلاد.


دعوات للتظاهر والاحتجاج ليلة رأس السنة

ومساء الجمعة، حث تجمع المهنيين المعارض، جميع السودانين على تحويل احتفالات البلاد بأعياد الإستقلال ورأس السنة الميلادية، لليلة خاصة للتظاهر والاحتجاج ضد النظام حتى صباح السنة الجديدة.

ويحتفل السودانيون، كل عام، في الاول من يناير/كانون الثاني، باستقلال البلاد، وهى المناسبة التي يوجه فيها الرئيس عمر البشير "خطاباً للأمة"، كما تتجه الغالبية، خاصة الخرطوم والمدن الكبيرة، إلى الساحات العامة للاحتفال برأس السنة الجديدة.

ودعا تجمع المهنيين، في بيان له، لحشد شعبي جديد في قلب الخرطوم، يوم الإثنين المقبل، آخر ايام السنة الحالية، على أن يتجه الموكب للقصر الجمهوري، لتسليم مذكرة تطالب الرئيس البشير بالتنحي، ثم معاودة التظاهر مساء اليوم ذاته.

وأضاف البيان أنه "وبعد أكثر من إسبوع على الإحتجاجات الشعبية، تلقى النظام ضربات متتالية بعد معارك باسلة خاضها الشعب السوداني في المدن المختلفة"، مشيراً إلى أن "الشعب اقترب خطوات من هدف إسقاط النظام والترتيب لتحول ديمقراطي تنعم فيها البلاد بالحرية والحقوق".

وحمّل التجمع النظام مسؤولية سلامة موكب الإثنين المقبل والتظاهرات الأخرى، مؤكدًا تمسكه بسلمية الحراك الشعبي، وطالب الأجهزة الأمنية بالكف عن استخدام القوة والرصاص الحى ضد المتظاهرين سلمياً.


الاتهامات بالتخريب

في المقابل، أبدى رئيس الوزراء السوداني معتز موسى، على صفحته في "فيسبوك" "أسفه" لسقوط قتلى "نتيجة أعمال العنف"، معرباً عن أمله عدم تكرار ذلك، ومتعهداً بأن يأخذ القانون مجراه. وأكد موسى أن الدستور يكفل للجميع حق التعبير السلمي دون التخريب.

وجاءت تصريحات موسى في سياق رواية واحدة وموقف واحد هو الحديث عن التخريب، وهو اتهام ظلت المعارضة والفعاليات المشاركة في الاحتجاجات تنفيه.

إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الحكومية "سونا"، أن الشرطة تمكنت اليوم، وبناءً على بلاغات وردتها من بعض المواطنين في محلية شرق النيل بالخرطوم، من ضبط خلية تقوم بتصنيع القنابل الحارقة وتوزعها بالخرطوم، بواسطة سيارات تم تخصيصها لهذا الغرض.

ونسبت الوكالة للواء هاشم علي عبد الرحيم، المتحدث الرسمي باسم الشرطة، قوله إنه "فور ورود معلومات بنشاط هذه المجموعة، تمت مداهمة الشقة المرصودة وعثر على 47 عبوة حارقة معدّة وجاهزة للاستعمال، والبعض الآخر في طور الإعداد"، مشيراً إلى "إلقاء القبض على 5 متهمين".

وأضاف: "إن الشرطة تعاملت بكل احترافية، ودون حدوث أي خسائر بشرية أو مادّية، مع التجمعات التي قال إنها متفرقة بولاية الخرطوم".

كما ذكر جهاز الأمن والمخابرات أنه القى القبض على "خلية تخريبية جديدة" في منطقة الدروشاب شمال الخرطوم، و"بحوزتها أسلحة وذخائر لاستهداف ونهب مناطق ومحال تجارية بالخرطوم لتمويل أنشطة حركة عبد الواحد محمد نور. وأشار منشور منسوب لجهاز الأمن إلى أنه تم القبض على 9 من أفراد الخلية بينما هرب زعيمهم".