"التايمز": أعداد ضحايا "التحالف" في الرقة تكشف الثمن الباهظ للقضاء على "داعش"

20 ديسمبر 2018
استمرت عملية "التحالف الدولي" في الرقة 4 أشهر (Getty)
+ الخط -

مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه سحب قوات بلاده من سورية، نشرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية تقريراً مطولاً عن أعداد ضحايا قصف "التحالف الدولي" لمدينة الرقة، أثناء عملية تحريرها من تنظيم "داعش".

والتقت الصحيفة بفريق الاستجابة الأول في المدينة السورية، والذي كشف عن أرقامٍ مهولة لأعداد الضحايا من المدنيين، الذين لا تزال جثث العديد منهم تحت الأنقاض.

ووفقاً للبيانات التي نشرتها "ذا تايمز"، فإن الفريق عثر على 3280 جثة، في الفترة الممتدة منذ بداية العام الحالي وحتى 11 ديسمبر/كانون الأول، من بينها 604 جثث لأطفال دون السادسة عشرة من عمرهم، و538 من النساء، و1251 من الرجال و792 من المقاتلين. ولم يستطع الفريق تحديد الجنس أو عمر الضحية بالنسبة لـ95 حالة.


وتأتي هذه الأرقام لتؤكد تقارير خرجت عن منظمة "إيروورز"، التي تراقب طلعات "التحالف" في سورية، في إطار دراسة تأثير العمليات العسكرية على المجتمعات المحلية. وكانت المنظمة البريطانية قد أكدت أن أعداد ضحايا قصف طائرات "التحالف" يصل إلى الآلاف، بخلاف الادعاءات البريطانية والأميركية، والتي قالت إن عمليات "التحالف" كانت دقيقة وتجنبت إصابة المدنيين.

وكان "التحالف الدولي" قد شنّ حملة عسكرية لمدة أربعة أشهر، انتهت في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2017، بمشاركة طائرات عسكرية أميركية وبريطانية وفرنسية وأسترالية، ومستخدماً أكثر من 30 ألف قذيفة لضرب المدينة، أدت جميعها إلى دمار أكثر من 80 في المائة من الرقة، وفقاً للأمم المتحدة. وتسيطر على الرقة حالياً "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة أميركياً، والتي تشكل "وحدات الحماية" الكردية عصبها الرئيسي.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن حجم القوة العسكرية للقوات المحلية في الرقة كان ضئيلاً جداً مقارنة بـ"التحالف الغربي". فـ"قسد" استخدمت المدفعية الخفيفة، بينما اقتصرت عربات "داعش" المفخخة على 12، مقارنة بنحو 750 في الموصل، وبالتالي فإنه يمكن الجزم بأن دمار الرقة هو مسؤولية "التحالف".

وكانت "إيروورز" قد ذكرت أن استهداف المدنيين في الرقة يشابه كثيراً الحملة الروسية في كل من الغوطة الشرقية خلال العام الحالي، وحلب نهاية 2016.


ورأى كريس وودز، مدير "إيروورز"، في حديثٍ للصحيفة البريطانية، أنه لا يوجد فرق كبير بين استخدام القنابل الذكية التي يلجأ إليها "التحالف الدولي" والقنابل غير الذكية التي تستخدمها روسيا، لدى استهداف المناطق المكتظة بالسكان. وأضاف أن "بريطانيا، مثل روسيا وفرنسا وأستراليا وبلجيكا والهولنديين، يدّعون أن قنابلهم تصيب الأشرار فقط، وهو ادعاء سخيف ونتيجة لعيبٍ منهجي في إجراءات المتابعة الخاصة بهم".

وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد نفت وقوع أيّ إصابات بين المدنيين، نتيجةً لطلعاتها الجوية، والتي تجاوزت 275 في الرقة و750 في الموصل.

وبالرغم من حجم الدمار وتبعاته على من عادوا إلى المدينة، والبالغ عددهم 150 ألفاً، وفقاً للصحيفة، فقد علّق الرئيس الأميركي 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لجهود الإعمار في شمال شرق سورية، في مارس/آذار الماضي. وتشير الصحيفة إلى أن أموال المساعدات المتوفرة تستخدم في تنظيف الطرقات وإزالة الركام، وإعادة الخدمات الرئيسية، ولكن من دون أيّ إعادة إعمار.

ويؤكد إبراهيم حسن، مدير قسم إعادة الإعمار في مجلس الرقة المدني، للصحيفة، أن "التحالف وضع جهداً كبيراً لطرد داعش من الرقة، وكان ذلك الشق العسكري من المعادلة. ولكن في مجال إعادة الإعمار، لم نر شيئاً حتى الآن. لا توجد الأموال لذلك. لقد دفعت الرقة ثمناً باهظاً لتدمير داعش. وبالتأكيد سيرغب المجتمع الدولي في مساعدتنا بعد ذلك؟ الأمر لا يتعلق بالبناء، بل بسكان المدينة".