تظاهرات شعبية واحتجاجات حزبية واسعة ضد زيارة بن سلمان إلى تونس

27 نوفمبر 2018
59200795-4315-4B3C-83B5-DE6049C82B84
+ الخط -
شهد شارع الحبيب بورقيبة، وسط العاصمة التونسية، اليوم الثلاثاء، تظاهرة حاشدة شاركت فيها أحزاب ومنظمات ومواطنون، رفضاً لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رفعت خلالها شعارات ترفض "تدنيس أرض الثورة" وتجرّم التطبيع وتطالب بإنقاذ اليمن.

وتأتي زيارة بن سلمان، المقررة اليوم، وسط عاصفة من الرفض الشعبي والحزبي، تمثلت في الاحتجاحات الشعبية والتحركات في قلب العاصمة التونسية، فضلاً عن عقد ندوات صحافية، جمعت أحزاباً ومنظمات حقوقية ومدنية واجتماعية، رافضة للزيارة.

ومنذ الخميس الماضي، زار بن سلمان الإمارات والبحرين، ووصل مساء أمس إلى مصر، ضمن أول جولة خارجية له منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول، الشهر الماضي.

وتأتي هذه التظاهرة استمراراً للتحرّكات الشعبية الرافضة لزيارة ولي العهد السعودي، المقررة اليوم الثلاثاء، إذ تظاهر، أمس، في الشارع ذاته، نحو 200 ناشط مدني وسياسي للغاية ذاتها.

ورفع المحتجون في شارع الحبيب بورقيبة شعارات ضد الزيارة، منها: "محمد بن سلمان مكانه قفص الاتهام"، و"لا لتدنيس أرض تونس"، و"لا لقمع حرية التعبير"، و"أوقفوا قتل الأطفال".


وفضلاً عن التظاهرات الشعبية، صدرت مواقف احتجاجية من قبل عدد من الأحزاب، حيث أكد حزب "التكتل الديمقراطي"، اليوم الثلاثاء، أنّ هذه الزيارة "غير مرحّب بها"، مشيراً إلى "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي اقترفتها السلطات السعودية، من اغتيال الصحافي جمال خاشقجي ومواصلة حرب الدمار ضد شعب اليمن".

وعبّر الحزب، في بيان، عن استيائه من "الموقف المخزي للخارجية التونسية، إثر الكشف عن ملابسات جريمة الدولة واغتيال الخاشقجي، والعلاقة المباشرة لولي العهد بهذه الجريمة"، معرباً عن "مساندة موقف النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، وجمعيات المجتمع المدني، والتحركات المعلنة في إطار حملة (لا أهلاً ولا سهلاً ببن سلمان في أرض تونس الثورة)".

واستنكر الحزب "مواصلة الأغلبية الحاكمة، وخاصة رئيسي الحكومة والجمهورية، دعمهم لما يسمى بـ(الحلف الإسلامي)، ومساندة تدمير اليمن الشقيق وتفقير شعبه، وإقحام تونس في صراعات لا تخدم الشعب اليمني، بل تزج بتونس في صراعات إقليمية ضيقة بين السعودية وإيران، وتزيد من تعميق أزمة اللاجئين باليمن"، داعياً السلطات التونسية إلى "أخذ التدابير اللازمة للإعلان الفوري عن الانسحاب من هذا الحلف".

وفي المواقف، أكّد "التيار الشعبي"، في بيان، "فشل زيارة ولي العهد السعودي مسبقاً نتيجة الهبة الشعبية في تونس، وكامل المغرب العربي، حيث تمت إدانة هذا النظام وفضح ممارساته على نطاق واسع، والكشف عن مدى رفض الجماهير العربية لكل سياساته المعادية لمصالح الأمة وقضاياها المركزية".

ودان الحزب "السكوت الرسمي للنظام في تونس، وتجاهله للمواقف الشعبية، مما يعكس انفصام الائتلاف الحاكم عن نبض وتطلعات وخيارات الشعب التونسي"، محذراً من "مغبة الانخراط في صفقات الخيانة التي يقودها ولي العهد السعودي ونظامه".

وبدوره، قال "التيار الديمقراطي"، في بيان، إنّ "هذه الزيارة لا تشرّف تونس الثورة، وقيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان التي يؤمن بها شعبها".

ودان التيار "الجرائم الشنيعة والأفعال المشينة، وانتهاكات حقوق الإنسان وحرية التعبير التي يرتكبها النظام السعودي عامة، ومحمد بن سلمان خاصة، في حقّ المعارضين والصحافيين والمدنيين في بلاده وخارجها، ومنها الجرائم ضدّ الإنسانية المرتكبة في الحرب على اليمن".

وطالب التيار رئاسة الجمهورية بـ"النأي بالدولة التونسية عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية، والإعلان الفوري عن الانسحاب من المحور الإسلامي الذي دمّر القطر اليمني الشقيق".


من جهتها، اعتبرت "الجبهة الشعبية" اليسارية المعارضة، التي تضم عدداً من الأحزاب التونسية، أنّ زيارة بن سلمان "تأتي في محاولة منه لكسب التأييد العربي، لمواجهة مشاكله في الخارج جراء الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها في بلاده وخارجها".

وعبّرت الجبهة، في بيان، اليوم الثلاثاء، عن رفضها للزيارة، واعتبرتها "تعدياً صارخاً على قيم الثورة التونسية ومبادئها الإنسانية والتقدمية، وبمثابة الدعم لمحمد بن سلمان ونظامه في جرائم الإبادة التي يرتكبها على حساب الشعب اليمني، وفي قيادته لـ(صفقة القرن) القاضية بتصفية القضية الفلسطينية، والتطبيع الكامل مع العدو الصهيوني، إضافة إلى جرائمه ضد شعبه وبقية شعوب المنطقة في سورية والعراق وليبيا".

ودعت الجبهة إلى "المشاركة بفاعلية في كل التحركات الشعبية المناهضة لهذه الزيارة، ولسياسات محمد بن سلمان ونظامه".

ولم تقتصر المواقف على الأحزاب السياسية، إذ عبرّت الجامعة العامة للتعليم الثانوي (نقابة تضم مدرسي الإعدادي والثانوي)، في بيان، عن رفضها "تدنيس تونس بأقدام مجرم الحرب السعودي ولي عهد نظام آل سعود".

وقال البيان إنّ "التاريخ يشهد على سجلّه الحافل بالفظاعات والخيانات والعمالة للدوائر الإمبريالية والصهيونية، والمجتمع الدولي يقف صامتاً أمام ما يرتكب من جرائم ضدّ الإنسانية في اليمن وأطفاله، وأمام تورّطه المفضوح في دعم الجماعات الإرهابية التي ارتكبت أفضع الجرائم في حقّ شعبنا في العراق وسورية بدعم وتخطيط منه".

ودانت الجامعة ما اعتبرته "موافقة رسمية للسلطات التونسية على هذه الزيارة في سياق تلميع صورة مجرم حرب وتبييض نظام قاتل للأطفال وداعم للإرهاب"، بحسب البيان، رافضة "حلّ مشاكل البلاد الاقتصادية عبر عطايا نظام أياديه مُلطّخة بدماء شعوب سورية والعراق واليمن".


وعقد عددٌ من المنظمات الحقوقية والجمعيات التونسية، أمس الإثنين، مؤتمراً صحافياً للإعلان عن موقفها الرافض لزيارة ولي العهد السعودي إلى تونس، مؤكدة قرارها رفع شكاوى جزائية عدة في محكمة تونسية في محاولة منها لمنع هذه الزيارة.

 وقُتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد دخوله سفارة بلاده في إسطنبول. وتمّ تقطيع جثّته بمنشار والتخلّص منها، ولم يتم العثور عليها بعد. ويحمّل حقوقيون وسياسيون وصحافيون حول العالم بن سلمان مسؤولية اغتيال خاشقجي بطريقة وحشية، على اعتبار أنّ رجاله المتّهمون لم يكونوا ليفعلوا ذلك من دون موافقته.

ذات صلة

الصورة
أجواء عيد الأضحى في تعز (عبد الناصر الصديق/ الأناضول)

مجتمع

شهد اليمن في عيد الأضحى هذا العام مظاهر فرح متعددة وأجواء مختلفة، لا سيما مع التقدم الحاصل في مجريات الملف الإنساني وبينها فتح طرقات.
الصورة
الجزائرية سارهودا ستيتي أكبر الحجاج سنا، 10 يونيو (إكس)

مجتمع

وصلت إلى السعودية، الثلاثاء، الجزائرية صرهودة ستيتي، التي تعد أكبر الحجاج سنّاً في هذا العام، بعمر 130 عاماً. وحظيت باستقبال حافل لدى وصولها على كرسي متحرك.
الصورة
آلاف الحجاج يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الحرام حول الكعبة، 7 يونيو 2024(عصام الريماوي/ الأناضول)

مجتمع

 يتدفّق الحجّاج المسلمون على مكة المكرمة قبل بدء موسم الحج في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مع عودة المناسك السنوية إلى حجمها الضخم.
الصورة
تظاهرات الدعم لغزة/من التظاهرة التي خرجت أمس في عمّان دعماً لغزة (العربي الجديد)

سياسة

خرجت اليوم الجمعة، تظاهرات الدعم لغزة وفلسطين في عدد من العواصم والمدن العربية، وتحديداً في الأردن والمغرب واليمن، ولا سيما بعد صلاة الجمعة.