عدلي منصور يقوم بوساطة بين شيخ الأزهر والسيسي

26 نوفمبر 2018
تصاعدت حدّة الخلافات بين الطيب والسيسي أخيراً (فيسبوك)
+ الخط -
في زيارة مفاجئة وصل المستشار عدلي منصور، الذي ترأس سابقا بشكل مؤقت الجمهورية المصرية بصفته رئيس المحكمة الدستورية آنذاك، إلى مشيخة الأزهر، حيث جمعه لقاء ثنائي مع شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب.

وفي الوقت الذي بدت فيه الزيارة بروتوكولية في ظل عدم الكشف عن أسبابها في هذا التوقيت، كشفت مصادر بارزة بالمشيخة لـ"العربي الجديد"، أن زيارة منصور للطيب تأتي في إطار قيامه بوساطة بين شيخ الأزهر والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

وتصاعدت حدّة الخلافات بين الطيب والسيسي في أعقاب السجال الذي دار بينهما خلال الاحتفال الرسمي بذكرى المولد النبوي، حيث هاجم فيه الطيب من سماهم بالقرآنيين والداعين لاستبعاد السنة النبوية تحت غطاء تجديد الخطاب الديني، في حين كرر السيسي دعوته لإعادة النظر في الخطاب الديني خلال كلمته.

وأشارت المصادر إلى أن منصور دعا الطيب، خلال اللقاء الذي جمعهما، إلى ضرورة تفويت الفرصة على من سماهم بـ"المتربصين".

وقالت المصادر إن السلطة وإن كانت تسيطر على كافة وسائل الإعلام المحلية وتتحكم في توجهاتها، إلا أنها تدرك جيدا حجم شعبية ومكانة الطيب والأزهر في الشارع وأوساط المواطنين البسطاء، وهو ما يستوجب استرضاء الشيخ وعدم إظهار معاداته لما له من مكانة روحية في نفوس المواطنين.



من جانبها، أوضحت المشيخة عقب اللقاء أن منصور أكد أن الطيب أعاد للأزهر الشريف ريادته ومكانته العالمية، ويبذل جهودا كبيرة على المستوى العالمي من أجل تحقيق السلام في العالم، مشيدًا بدوره الوطني في التصدي للإرهاب وتفنيد دعاوى الجماعات المتطرفة.

وأعرب عن تقديره للدور الذي يضطلع به الأزهر في الحفاظ على وسطية الإسلام وعلى السلام والأمن المجتمعي في مصر والعالم الإسلامي، مضيفًا أن منهج الأزهر الشريف التعددي، وعلمائه الذين نشأوا على قبول الاختلاف، يعد حائط الصد الأول في مواجهة الأفكار المتطرفة.



من جهته، رحّب الطيب بمنصور، مؤكدًا أن مصر ستظل تذكر "دوره في مرحلة دقيقة من تاريخ الوطن، سواء من خلال فترة رئاسته للجمهورية في الفترة الانتقالية، أو رئاسته للمحكمة الدستورية العليا"، حسب تعبيره، مضيفا أنه "كان مثالًا للنزاهة والعدالة".