ترامب: إرسال الطرود المفخّخة "عمل إرهابي" يستحقّ "أقصى العقوبات"

27 أكتوبر 2018
ترامب لا يشعر بالذنب بشأن تصريحاته (شاؤول لويب/فرانس برس)
+ الخط -

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، الطرود المفخّخة التي أُرسلت إلى عدد من معارضيه بأنّها "عمل إرهابي" يستحقّ "أقصى عقوبة ينصّ عليها القانون".

وقال ترامب، خلال مشاركته في تجمّع انتخابي في ولاية كارولاينا الشمالية، قبل عشرة أيام من انتخابات منتصف الولاية التشريعية، إنّ "العنف السياسي يجب ألا يُسمح به أبداً في أميركا وسأبذل قصارى جهدي لوقفه".

وأضاف، وفق ما أوردت "فرانس برس"، "كما تعلمون، لقد تمّ القبض على المشتبه به وهو رهن الاعتقال الفدرالي"، وذلك بعيد إعلان وزارة العدل الأميركية اعتقال رجل يشتبه بأنّه أرسل ما لا يقلّ عن 13 طرداً مفخّخاً إلى مناهضين للرئيس الجمهوري.

ولاحقاً أعلنت الوزارة أنّ النيابة العامّة وجّهت إلى الموقوف واسمه "سيزار سايوك" (56 عاماً) خمس تهم فدرالية، إحداها "إرسال متفجرات غير قانونية".

وقالت الوزارة إنّ العقوبة القصوى على هذه التهم، تصل إلى السجن لمدة 48 عاماً".

وفي حين أعلن وزير العدل جيف سيشنز أن المتّهم اعتقل في منطقة لورت لوديرديل بولاية فلوريدا، أفادت وسائل إعلام عديدة بأنّه راقص تعرٍّ سابق، وذو سوابق قضائية كثيرة، وأنّه من أنصار ترامب المتشدّدين للغاية.

من ناحيته، قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" كريستوفر راي، إنّ القبض على المتّهم تمّ بعدما تمكّنت المباحث الجنائية من العثور على بصماته وآثار من حمضه النووية على واحدة على الأقل من العبوات الـ13 التي أرسلها عبر البريد، منذ الإثنين، إلى 11 شخصية.

وأضاف أنّ الطرود المفخّخة، التي "قد يكون هناك المزيد منها"، تشتمل على عبوات يدوية الصنع صنعها المتّهم بواسطة أنابيب بلاستيكية وأشرطة كهربائية وبطاريات وساعة مع منبّه.

وتابع مدير "إف بي آي"، "نعتقد أنّنا قبضنا على الشخص الصحيح لكن ما زالت هناك أسئلة كثيرة بحاجة لأجوبة".

مؤيد لترامب

ومع أنّ السلطات لم تؤكّد حتى الآن معلومتين تداولتهما بقوة وسائل الإعلام الأميركية بشأن سايوك، ومفادهما بأنّه صاحب سوابق عدلية كثيرة، وأنّه كذلك من المؤيدين بشدة للرئيس الجمهوري، فإنّ شاحنة المتّهم التي احتجزتها السلطات ظهرت على شاشات التلفزيون وعليها ملصقات لصورة ترامب، كما أنّ المتّهم مسجّل انتخابياً في قوائم الجمهوريين، ويهاجم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، باستمرار، شخصيات من الحزب الديموقراطي.

وقال رون لوي محامي عائلة سايوك لشبكة "سي إن إن"، مساء الجمعة، إنّ "والدته وشقيقته دفعتاه على مدى عقود من الزمن لزيارة معالج اختصاصي لكنّه كان يرفض دوماً".

وأضاف المحامي أنّ "ترامب يلقى صدى لدى هذا النوع من الناس المهمّشين. لن أتفاجأ (...) إذا ما تبيّن أنّ القنابل صنعت بطريقة خاطئة بحيث أنّها ما كانت لتنفجر أبداً. يبدو لي أنّه يفتقر إلى المهارات الذهنية اللازمة للتخطيط لمثل هكذا مؤامرة".


وكان ترامب صرّح، للصحافيين، قبيل بدء التجمّع الانتخابي، إنّ سايوك ربّما يكون فعلاً من أنصاره، لكنّه كرئيس لا يعتبر إطلاقاً أنّ تصريحاته العنيفة ضد خصومه السياسيين قد ساهمت في إقدام المتّهم على ما أقدم عليه.

وقال ترامب "بلغني أنّه شخص فضّلني على الآخرين"، مشدّداً على أنّ هذا الأمر لا يقدّم أو يؤخّر شيئاً في القضية، وأنّه لا يشعر بالذنب بتاتاً.


وعملية الاعتقال هذه هي الأولى منذ بداية حملة البحث للعثور على المسؤول أو المسؤولين عن إرسال 12 طرداً مشبوهاً إلى شخصيات معارضة لترامب.

ويأتي هذا الإعلان بعيد تأكيد الشرطة العثور، الجمعة، على طردين مشبوهين جديدين مشابهين تمامًا للطرود العشرة التي أرسلت بين الإثنين والخميس، وتحتوي على أجهزة مصنفة بأنها قابلة للتفجير.
وكلها تحمل عنوان مصدر واحد؛ هو عنوان ديبي واسرمان شولتز، مع أخطاء طباعية في كتابة اسمها.
وعُثر على أحد الطردين، الجمعة، في فلوريدا، وكان موجهاً إلى السناتور الديموقراطي كوري بوكر، فيما رُصد الثاني في مكتب بريد مانهاتن، وكان من المفترض أن يُرسل إلى قناة "سي إن إن" وهو موجّه إلى المدير السابق للاستخبارات الوطنية جميس كلابر.