استيقظت محافظات إقليم كردستان على انتشار أمني مكثف في محافظاتها الثلاث (أربيل، والسليمانية، ودهوك)، بعد إعلان نتائج انتخابات برلمان كردستان، والتي تصدرها حزب البارزاني، في وقت تثار المخاوف من أزمات سياسية بين الأحزاب الكردية قد تنعكس على الشارع.
وأعلنت مفوضية انتخابات كردستان، مساء أمس، نتائج انتخابات برلمان الإقليم، بفوز الحزب الديموقراطي بفارق كبير، عن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي حل في المرتبة الثانية، وتلته حركة التغيير، ثم الجيل الجديد، ثم نحو الإصلاح، وبعدها الجماعة الإسلامية.
وقال شهود عيان من محافظات الإقليم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الانتشار الأمني في المحافظات بدأ قبيل إعلان النتائج، وأنّ الأمن انتشر بشكل مكثف في عموم الشوارع، وركز على المناطق الحساسة، والدوائر المهمة في الإقليم"، مبينين أنّ "هناك حالة ترقب ومخاوف من حراك شعبي رافض للنتائج".
وأكد الشهود أنّه "لم يسجل أي خرق أمني حتى الآن، ويبدو أنّ الأمن فرض سيطرته".
ويأتي إعلان النتائج في وقت تعيش فيه الأحزاب الكردية أزمة سياسية واتهامات متبادلة، خاصة بين حزبي الطالباني والبارزاني، بينما سينعكس ذلك على مناصب الأحزاب الكردية في حكومتي بغداد وأربيل.
في غضون ذلك، دعا المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، سفيين دزيي، المواطنين إلى "الحفاظ على الأمن والاستقرار، بعد إعلان نتائج الانتخابات النهائية"، مؤكدا أنّ "إجراء الانتخابات تم بنجاح، وأمام أعين العالم".
وشدد دزيي على المواطنين ومؤيدي الأحزاب السياسية "النأي عن الطرق اللا حضارية في التعبير عن فرحهم، أو إطلاق النار"، مؤكدا "يجب الحفاظ على أرواح وأموال وأمن المواطنين، من خلال الابتعاد عن أي تصرف غير حضاري".
وتتهم الأحزاب الكردية حزب البارزاني بالتأثير على نتائج الانتخابات، وتخشى أن يسعى للاستئثار بالمناصب الرئيسة.
وقال القيادي في حزب الطالباني، محمد حسن، لـ"العربي الجديد": "يجب على البارزاني ألا يسعى لخلق أزمات في كردستان، والسعي إلى تهميش الأحزاب الكردية الأخرى".
وأكد أنّ "البارزاني هو المسؤول الوحيد عن أي تداعيات سلبية ستترتب على نتائج الانتخابات، ومحاولات الاستئثار بالمناصب".
من جهتها، دعت النائبة عن حركة التغيير الكردية المعارضة، سروة عبد الواحد، أعضاء الأحزاب الكردية المعارضة إلى الانسحاب من مفوضية انتخابات كردستان على خلفية النتائج الأخيرة.
وقالت عبد الواحد، في بيان صحافي: "يتحتم على أعضاء الكتل الثلاث، التغيير، والجماعة الإسلامية، والاتحاد الإسلامي، تقديم استقالاتهم من المفوضية، وألا يكتفوا بالبيانات فقط"، وشددت "عليهم ألا يكونوا جزءا من تجميل الوجه القبيح للديمقراطية المزيفة بقيادة الحزبين الحاكمين".
واشتدت أزمة الأحزاب الكردية بعد الصراع بين الحزبين الرئيسين على منصب رئيس الجمهورية، والذي فاز به مرشح الاتحاد الوطني، برهم صالح، بينما لوّح زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، بأن نتائج ذلك ستنعكس على حكومة الإقليم ومناصبها.