الخناق الدولي يشتدّ على السعودية مع تصاعد الدعوات للكشف عما حصل لخاشقجي

12 أكتوبر 2018
عشرة أيام على اختفاء خاشقجي (Getty)
+ الخط -
يبدو أن الخناق الدولي يشتدّ على السعودية مع تصاعد الدعوات للكشف عما حصل للصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي، المختفي منذ أكثر من أسبوع بعدما زار قنصلية بلاده في إسطنبول، ولم تثبت مغادرته لها "بشكل طبيعي".

وتتصاعد الضغوط الدولية على الرياض لتقديم "إجابات شفافة" بشأن اختفاء خاشقجي، إذ وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، التقارير الواردة حول اختفاء جمال خاشقجي بأنها "خطيرة للغاية".

وذكر ماكرون، خلال حوار تلفزيوني مشترك مع قناة "فرانس 24" وإذاعة فرنسا الدولية "آر إف آي"، على هامش رئاسته لقمة المنظمة الدولية الفرنكفونية السابعة عشرة، التي اختتمت فعاليتها اليوم، في العاصمة الأرمينية يريفان، أن "الوقائع المتعلقة (بخاشقجي) خطيرة للغاية. أنتظر أنّ يتم إقرار الحقائق والوضوح الكامل".

وفي السياق، أوضح الرئيس الفرنسي أنه لم يعقد أي نقاشات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حول هذه القضية.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة، إنها طلبت من السلطات السعودية تقديم "إجابات شفافة ومفصلة" بشأن مصير الصحافي السعودي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول، في بيان، إن "اختفاء جمال خاشقجي في إسطنبول يثير تساؤلات خطيرة بشأن مصيره".


 

وشددت فون دير مول على أن "فرنسا تطالب بإعلان واضح للحقائق، وأن يشارك كل من يمكنه الإسهام في معرفة الحقيقة الكاملة"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

وأضافت المتحدثة ذاتها أن "هذه كانت رسالتنا إلى السلطات السعودية. الاتهامات المنسوبة إليها تتطلب أن تتحلى بالشفافية، وأن تقدم ردا كاملا ومفصلا".

من جهتها، طالبت الحكومة الألمانية، الجمعة، السعودية بتوضيح التقارير التي تفيد بمقتل خاشقجي، المختفي منذ نحو 10 أيام، "في أسرع وقت ممكن". 

وقال ستيفن سيبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إنّه يتعين على السعودية "المشاركة الكاملة في توضيح الأمر (اختفاء خاشقجي)"، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.  

وأضاف سبيرت: "الشكوك التي يجري تداولها مروعة، ولذا يجب توضيح هذا الاختفاء في أسرع وقت ممكن وبصورة شاملة". 

ومطلع الأسبوع الجاري، أرسل وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، رسالة مماثلة إلى السفير السعودي لدى برلين، لتوضيح تقارير اختفاء خاشقجي. 

إلى ذلك، قال مسؤول أميركي كبير، لـ"رويترز"، الجمعة، إن شركات دفاعية أميركية كبرى عبرت عن قلقها لإدارة الرئيس دونالد ترامب من أن غضب المشرعين بسبب اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا سيؤدي لوقف صفقات سلاح جديدة مع السعودية.

وزادت التقارير التركية بأن خاشقجي قتل داخل القنصلية السعودية المقاومة داخل الكونغرس الأميركي لبيع أسلحة للسعودية، وهي نقطة شائكة بالفعل بالنسبة لكثير من المشرعين الذين يشعرون بالقلق من دور السعودية في حرب اليمن.

وفي سياق تداعيات اختفاء خاشقجي على السعودية، صرفت المنظمة الدولية للفرنكفونية النظر، الجمعة، عن انضمام الرياض إليها بصفة مراقب (أي دون الحق في التصويت)، بعدما تقدمت الرياض، أمس الخميس، بطلب لتأجيل بحث انضمامها. 

جاء قرار المنظمة في إحدى جلسات اليوم الختامي للقمة الفرنكفونية السابعة عشرة، المنعقدة بالعاصمة الأرمينية "يريفان"، حسبما نقلت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية. 

وبجانب قضية اختفاء خاشقجي، أثار طلب السعودية الانضمام للمنظمة الفرنكفونية انتقادات داخل المنظمة ووسط العاملين في المنظمات الحقوقية، نظراً لعلاقة البلاد البعيدة مع اللغة الفرنسية، وأيضا بسبب الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان، وفق المصدر نفسه. 

من جهتها، أرجعت قناة "فرانس 24" (رسمية)، أمس، طلب الرياض تأجيل بحث عضويتها كمراقب في المنظمة إلى "خوفها من أن يتم رفض طلبها للمرة الثانية، لا سيما مع تزايد حدة الجدل حول اختفاء خاشقجي". 

واختفى الصحافي السعودي بعد دخوله إلى قنصلية بلاده في إسطنبول بتاريخ 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. 

 

وقالت خطيبة خاشقجي التركية خديجة جنكيز، في تصريح للصحافيين، إنها رافقته إلى أمام مبنى القنصلية بإسطنبول، وأن الأخير دخل المبنى ولم يخرج منه، وهو موقف ردده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الخميس، حين قال إن خاشقجي زار القنصلية و"حتما لم يغادرها".

وكانت مصادر أمنية تركية قد تحدثت عن أن 15 مواطنًا سعوديًا وصلوا إلى مطار إسطنبول على متن طائرتين خاصتين، ثم توجهوا إلى قنصلية بلادهم أثناء وجود خاشقجي فيها، قبل عودتهم إلى الدول التي جاؤوا منها، في غضون ساعات.

وتأتي هذا التطورات بعد مرور عشرة أيام على آخر ظهور علني لخاشقجي، بحيث تحدثت مصادر عديدة عن تضاؤل احتمالات العثور عليه حيا.

ويعزز هذه الفرضية ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست"، عن مسؤولين أميركيين وأتراك لم تسمهم، والذين أكدوا أن السلطات التركية لديها التسجيلات الصوتية والمصورة والتي تُظهر صوت كل من الصحافي السعودي والمحققين السعوديين وأسلوب تعذيبه وقتله.

وبحسب المسؤولين، فقد أبلغت تركيا، في وقت سابق، الولايات المتحدة بوجود هذه التسجيلات التي تثبت مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

وقالت الصحيفة إنه لم يتضح ما إذا كان المسؤولون الأميركيون قد شاهدوا اللقطات المصورة أو سمعوا التسجيلات الصوتية، بل إن المسؤولين الأتراك وصفوا لهم محتوى هذه التسجيلات.

كما نقلت أيضا أن خبراء ومسؤولين بالاستخبارات رجحوا في الأيام الأخيرة أن الفريق الأمني السعودي، الذي قال المسؤولون الأتراك إنه قد طلب من خاشقجي الذهاب إلى إسطنبول، ربما كان ينوي اعتقاله وخطفه إلى السعودية، وليس تصفيته جسدياً.

وقالت الصحيفة إن الشخص الذي اطلع على محتوى التسجيل الصوتي قال إنه بعد قتل خاشقجي، ذهب فريق الاغتيال إلى منزل القنصل العام السعودي، حيث طلب من العاملين بالمنزل مغادرته في وقت مبكر ذلك اليوم. كما أنه توجد أدلة على إجراء محادثة هاتفية واحدة على الأقل، من داخل القنصلية، وفق ما أعلن المصدر نفسه.