واللائحة التي نُشرت بعيد منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء، تتضمن إدارة الكرملين بالكامل، وكذلك الحكومة، ومسؤولين بارزين آخرين في إدارة بوتين، وتضم 114 سياسياً في المجموع، و96 من رجال الأعمال الذين تعتبرهم الولايات المتحدة مقربين من بوتين.
وتألفت "لائحة الكرملين"، كما أطلق عليها، من سبع صفحات، وهي غير سرية، ولا تفرض عقوبات فورية. واللافت أنها تشمل جميع قيادات الحكومة الروسية، بمن فيهم رئيس الوزراء دميتري مدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف. كما أدرج فيها النائب الأول لرئيس الوزراء، إيغور شوفالوف، ونواب رئيس الحكومة، سيرغي بريخودكو، ألكساندر خلوبونين، فيتالي موتكو، اركادي دفوركوفيتش، أولغا غولوديتس، دميتري كوزاك ودميتري روغوزين.
وعلى اللائحة أيضاً أسماء 22 وزيراً، إضافة إلى رؤساء هيئات روسية أخرى، وشخصيات سياسية، بمن فيهم رئيسا مجلسي الدوما والاتحاد الروسيين، وأعضاء مجلس الأمن القومي، ومدراء تنفيذيون لشركات حكومية كبيرة مثل مجموعة الطاقة العملاقة "روسنفت" ومصرف "سبيربنك"، ورجال أعمال كبار في قطاع المعادن، ومدير "غازبروم"، الشركة الحكومية المهيمنة على قطاع الغاز، فيكتور زوبكوف، وجميع أقطاب الإدارة الرئاسية الروسية.
ووضعت في هذه القائمة كذلك، أسماء رجال أعمال روس كبار، من أولئك الذين تقدّر ثرواتهم بمليار دولار على الأقل. كما يشمل ملحق سري للائحة، مسؤولين حكومين أقلّ مرتبة، أو شخصيات روسية لا تتعدى ثروتها المليار دولار.
وفي تعاطٍ مغاير لما هو معتاد، ردّ الكرملين بحذر على نشر اللائحة، مؤكداً أنه يرغب في "تحليلها" لاستخلاص النتائج، بدلاً من "الاستسلام للانفعالات". وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في لقاء مع صحافيين "علينا تحليلها (اللائحة) أولاً، إنها أمر غير مسبوق"، مضيفاً "إنه ليس اليوم الأول الذي نتعرّض فيه لعدوانية، لذلك يجب عدم الاستسلام للانفعالات، وعلينا أن نفهم ثمّ نقوم بصياغة موقفنا".
بدوره، قال بوتين، متهكماً، خلال حديث له في فعالية انتخابية في موسكو، أمس الثلاثاء، إنه شعر "بالإهانة" لأنه ليس مدرجاً على القائمة، واصفاً إياها بأنها "خطوة عدائية" تضرّ بالعلاقات بين البلدين. إلا أنه أضاف أن موسكو لا ترغب في تفاقم الموقف، وتسعى "لتطوير العلاقات بالقدر نفسه الذي يسعى إليه نظراؤنا الأميركيون".
كذلك، أعرب مسؤولون روس عن الغضب والخيبة إزاء نشر اللائحة الجديدة. وقال رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما)، فياتشيسلاف فولودين، في بيان، إن "عقوبات جديدة ضد روسيا ستؤدي إلى تلاحم أكبر في مجتمعنا".
من جهته، قال فلاديمير دجاباروف، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد، المجلس الأعلى في البرلمان، في تصريحات نقلتها وكالة "ريو نوفوستي"، "رسمياً نرتبط بعلاقات. لكن إدراج هذه اللائحة عقوبات لطبقة النخبة الحاكمة في بلادنا يعني أنّ علاقاتنا في طريقها لأن تقطع"، مضيفاً أنّ اللائحة تعدّ "تدخلاً فاضحاً" في الشؤون الروسية.
وكان السفير الروسي في الولايات المتحدة، أناتولي انتونوف، قال لشبكة "روسيا-24" التلفزيونية "نحاول أن نشرح بأن العقوبات لا تؤدي إلى نتيجة. لسنا خائفين من العقوبات".
وانقضت، الإثنين، مهلة نشر اللائحة بموجب قانون وافق عليه الكونغرس، العام الماضي، رغم اعتراضات ترامب الذي يقول المنتقدون في الولايات المتحدة إنه أبدى ممانعة غريبة لانتقاد روسيا أو بوتين. وبموجب القانون نفسه، رفضت وزارة الخارجية الأميركية أيضاً معاقبة أي شركة أميركية أو أجنبية، على خلفية تعاملاتها مع شركات أسلحة روسية أو وكالات استخبارات. وقالت الوزارة إن ذلك غير ضروري، لأن حكومات في أنحاء العالم ألغت عقوداً بالمليارات مع تلك الشركات الروسية، خشية تحرك أميركي أو عقوبات ثانوية.
ووافق المشرعون الأميركيون على القانون الذي أطلق عليه اسم "الرد على خصوم أميركا بقانون العقوبات"، خشية ألاّ يتخذ ترامب، المتحمّس لإقامة علاقات جيّدة مع بوتين، خطوات صارمة لمعاقبة موسكو ومسؤولين روس على التدخل في الانتخابات الأميركية ودورهم في زعزعة أوكرانيا.
(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)