شبهات تحوم حول "ولاية سيناء" بعد قصف نفق للمقاومة الفلسطينية

16 يناير 2018
على الحدود بين قطاع غزة ومصر (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -
جاء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لنفقٍ ادّعى أن "حركة حماس تستخدمه في تهريب الأسلحة والصواريخ من سيناء إلى قطاع غزة"، بعد أيام معدودة من إصدار مرئي لتنظيم "ولاية سيناء" أعدم فيه أحد أفراده بتهمة نقل السلاح إلى كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، ما وضع التنظيم في خانة الاتهام، أو على الأقل في إطار تكامل الأدوار مع الاحتلال الإسرائيلي. وكان التنظيم قد حذّر في إصداره من مساعدة كتائب القسام في وصول إمدادات السلاح من الخارج إلى قطاع غزة عبر سيناء، وهدد جميع من يتعامل مع حركة حماس بصفتها المسيطرة على الأوضاع في قطاع غزة، وهذا من شأنه تقويض أي نقل لإمدادات لقطاع غزة المحاصر إسرائيلياً منذ أكثر من 10 سنوات.

كما أن تدمير النفق، جاء من دون سابق إنذار أو سبب، كما جرت العادة في الاستهدافات الإسرائيلية بأن تكون رداً على إطلاق قذائف صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات النقب الغربي، بينما كان مجاوراً لمعبر كرم أبو سالم التجاري الذي أكد ناشطون أنه ظهر في خلفية المشاهد التي بثها التنظيم في إصداره الأخير.
ووفقاً لما جاء في تقارير جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن النفق تم تشييده خلال العام الماضي، والحفريات التي بدأت أسفل المعبر التجاري اكتشفت النفق، إلا أن مصادر قبلية قريبة من الحدود المصرية مع قطاع غزة أكدت لـ"العربي الجديد" أن "حفريات جيش الاحتلال الاسرائيلي بدأت قبل أسبوع فقط وفي منطقة محددة في محيط المعبر، وكأن لديها معلومة مؤكدة بوجود النفق في منطقة البحث".

وأوضحت المصادر نفسها أن "الاحتلال لم يجرِ أي حفريات سابقاً في منطقة الحدود الإسرائيلية المصرية، بحثاً عن أنفاق تهريب من غزة، فالنفق المستهدف، وفق رواية الاحتلال، وصل إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود من ثم اتجه للجانب المصري، بهدف الهروب من أعمال الجيش المصري المستهدف لأنفاق تهريب الأدوية والمستلزمات إلى غزة منذ الانقلاب العسكري صيف 2013". وتوقعت المصادر أن "تكون سلطات الاحتلال تلقت معلومات، ولو عن طريق التنصت على أفراد التنظيم أو أعينها في سيناء، عن النفق المستخدم في تهريب الأسلحة، وسط عدم استبعاد أن يكون هناك معلومات حول النفق قد أقرّ بها الشاب موسى أبو زماط الذي أعدمه تنظيم ولاية سيناء بزعم تعامله مع كتائب القسام في نقل السلاح من سيناء لغزة"، وذلك في حال كانت رواية التنظيم صادقة بشأن  أبو زماط.


ومن الواضح أن كشف النفق واستهدافه لم يكن إنجازاً لإسرائيل، لأنها لم تكن تتوقع أن يأتي النفق من أسفل المعبر التجاري، ووفقاً للمحلل الأمني في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، رون بن يشاي، فإن "النفق هو احتيالي وليس فقط ضد المصريين ولكن أيضاً ضد إسرائيل ويبدو أن حماس قدّرت أن الجيش الإسرائيلي لن يتصور أنها كانت تقوم بحفر نفق تحت خط حياة قطاع غزة الوحيد مما يعرض رفاهية السكان للخطر"، على حد وصفه.
كما ادعت أن "كشف النفق يوضح لمصر أن حماس حاولت خداعها كما هو معروف على حدود قطاع غزة مع سيناء. فهناك تحت محور فيلادلفيا، أكثر من ألف من أنفاق التهريب تستخدم في المقام الأول لتهريب السلع والأسلحة. كما أن تنظيم ولاية سيناء يستخدم تلك الأنفاق، لذلك اتخذ المصريون تدابيرهم لقطع الاتصال بين قطاع غزة وسيناء". وأشار إلى أن "من التدابير تدمير الأنفاق وضخ مياه الصرف الصحي فيها، وحفر خنادق لضخّ مياه البحر فيها بموازاة محور فيلادلفيا، لكن المصريين لم يظنوا على ما يبدو أن حماس والمجموعات الفلسطينية الأخرى، ستجرؤ على حفر نفق تحت الأرض الإسرائيلية سيخرج إلى سيناء ويخدمهم".



في هذا السياق، علّق باحث في شؤون سيناء طلب عدم ذكر اسمه بالقول إنه "من السهل على إسرائيل اختراق التنظيم الإرهابي في سيناء، بحكم معرفتها الجيدة بالمنطقة، ونشاطها الاستخباري اللامحدود فيها منذ عقود، وبذلك يكون وصول المعلومات عن خطوط الإمداد المتعلقة بالمقاومة سهل، وحتى إن لم يكن بشكل مباشر فعبر التنصت على اتصالات قيادات التنظيم وأفراده يمكن لإسرائيل معرفة تفاصيل ملاحقة التنظيم لتهريب سلاح المقاومة وغيرها".
وأوضح أن "التنظيم أصبح دوره مكملاً للدور الإسرائيلي في ملاحقة المقاومة وسلاحها من دون أدنى أشكال المواربة، مما يفتح الباب إلى ملاحقات أوسع من قبل إسرائيل لطرق تهريب الأسلحة خلال الفترة المقبلة، بناءً على معلومات دقيقة من التنظيم المتواجد على الأرض، ويلاحق بشكل فعلي وعلني عمليات تهريب الأسلحة للمقاومة الفلسطينية في غزة".