تواصل الغضب الفلسطيني رفضاً لقرار ترامب... ومسيرات جديدة في الأردن

12 يناير 2018
أصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات اليوم (عباس مومني/فرانس برس)
+ الخط -
أصيب العشرات من الفلسطينيين بالرصاص والاختناق، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت عقب قمع الاحتلال مسيرات الضفة الغربية وغزة رفضاً لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعلان القدس المحتلة عاصمة للاحتلال.

ففي مدينة رام االله، أصيب العشرات بحالات الاختناق خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت بالقرب من حاجز "بيت إيل" العسكري المقام على المدخل الشمالي للمدينة، بينما اندلعت مواجهات مماثلة في بلدات بلعين ونعلين وبدرس والنبي صالح غربي المدينة.

كذلك اندلعت المواجهات عند مدخل بلدة بيتا، وبلدة بورين واللبن الشرقية وحاجز حوارة بمدينة نابلس، بينما أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في قدمه خلال المواجهات التي اندلعت في بلدة كفر قدوم، شرقي مدينة قلقيلية، والعشرات بالاختناق خلال مواجهات مماثلة ببلدة جيوس وحي النقار بالمدينة.

كما شهدت بلدة أبوديس، جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، وبلدة الرام، شمالي المدينة، ومدخل مدينة بيت لحم الشمالي، مواجهات اعتقل خلالها الاحتلال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، حسن فرج، إضافة إلى شابين آخرين، فيما اندلعت مواجهات مماثلة في منطقة باب الزاوية، وسط الخليل، ومدخل مخيم العروب، شمالي المدينة.



وفي المسجد الأقصى المبارك في القدس، نظم المئات من المصلين وقفة داعمة لعروبة القدس عقب انتهاء صلاة الجمعة، شارك فيها عدد من المصلين الأتراك، ورددوا هتافات تؤكد أن القدس عربية والعاصمة الأبدية لفلسطين.

وفي قطاع غزة المحاصر، أصيب عدد من الفلسطينيين في التظاهرات التي أقيمت في مناطق حدودية مختلفة إلى الشرق والشمال من قطاع غزة، في إطار الرفض الفلسطيني المتواصل لقرار الرئيس الأميركي.


وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إنّ مواطناً أصيب بعيار ناري في القدم، وحالته متوسطة، إلى الشرق من مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، كما أصيب مواطن آخر في المنطقة ذاتها بقنبلة غاز في الكتف، وأصيب ثالث بجروح طفيفة جراء تعرضه لإصابة بعيار مطاطي في الرأس.

وإلى الشرق من مدينة غزة، أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح متوسطة في القدم، كذلك أصيب 4 بجروح بين طفيفة متوسطة في المنطقة ذاتها، وفق المتحدث ذاته.

واستمرت المواجهات مساء اليوم الجمعة، بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي. وفي بلدة أبوديس جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، اعتقلت وحدات المستعربين التابعة لجيش الاحتلال ثلاثة شبان خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت عند منطقة الجدار الفاصل أحدهما مصاب بالرصاص الحي في قدمه.

كما اعتقلت قوات الاحتلال شابا خلال تجدد المواجهات، التي اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة قلقيلية شمالي الضفة.

وقدمت طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني العلاج لمصاب بالرصاص المعدني خلال المواجهات، التي اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة رام الله، بينما أصيب سبعة آخرون بالرصاص المعدني خلال المواجهات، التي اندلعت في بلدة المغير شرقي المدينة.

وأصيب طفل بالرصاص الحي في يده خلال المواجهات التي اندلعت في بلدة تقوع شرقي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى إصابة مراسل صحافي بقنبلة صوت في قدمه أثناء تغطيته لمواجهات منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل، في الوقت الذي تعمد فيه جنود الاحتلال استهداف الصحافيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.

وفي بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، أصيب خمسة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط أحدهم في رأسه، كذلك اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان وأخضعتهم للتحقيق الميداني، وأصيب أيضا ستة شبان بالرصاص المعدني خلال المواجهات التي اندلعت في بلدة اللبن الشرقية بنابلس.

وتواصلت المواجهات في قرى وبلدات فلسطينية متفرقة في نابلس ورام الله وأريحا والخليل، أصيب خلالها العشرات بحالات الاختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.

وبلغت حصيلة الإصابات في الضفة الغربية المحتلة التي تعاملت معها طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني 184 إصابة، من بينها 5 بالرصاص الحي، و25 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.





أما في الأردن، فقد شارك المئات في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان، بعد صلاة الجمعة، للتنديد بالاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

ورفع المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها "الحركة الإسلامية"، تحت عنوان "إنما الأقصى عقيدة"، شعارات تؤكد عروبة القدس، وتحث الدول العربية والإسلامية على مناهضة القرار الأميركي.

وشهد عدد من المدن الأردنية مسيرات رافضة للقرار، كما أقيم اعتصام أمام مقر السفارة الأميركية شارك فيه الأطفال، تنديداً بالاعتراف الأميركي.

وخلال الأسابيع الماضية، كان الأردن يشهد في أيام الجمعة عشرات الفعاليات المنددة بالاعتراف الأميركي في مختلف المدن ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، وأمام مقر السفارة الأميركية في عمّان، بمشاركة الآلاف.

وتأتي مسيرة اليوم في أعقاب إعلان الملك "التواصل قريباً مع الإدارة الأميركية، تفادياً لأي فراغ يؤثر سلباً على مصالح الأردن".

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الأردنية والفلسطينية، إضافة إلى رايات "الحركة الإسلامية".

ودعا النائب في البرلمان عن حزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن، سعود أبو محفوظ، إلى "استمرار الحراك الشعبي لنصرة القدس"، لافتاً إلى خطورة ما تواجهه المدينة من مخططات صهيونية لإنهاء الوجود العربي فيها.

وحول الزيارة المقررة لنائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، إلى المنطقة، وتشمل الأردن ومصر وإسرائيل، في الفترة بين 20 و23 يناير/كانون الثاني الجاري، قال أبو محفوظ: "نرفض هذه الزيارة. الإدارة الأميركية إدارة صهيونية منحازة بشكل تام للكيان الصهيوني".

من جهته، انتقد القيادي في الحركة الإسلامية، مراد العضايلة، الضغوط التي تمارس على الأردن من دول عربية، لم يسمها، والتهديدات الأميركية بقطع المساعدات للتراجع عن موقفه، وقال إن "الموقف الأردني واضح ويعلن بصوت عالٍ أن القدس ليست للبيع أو المساومة، القدس عاصمة فلسطين الأبدية وعنوان الصراع، ولا يمكن أن تكون على طاولة السياسيين الذين يريدون بيعها كسلعة".

وأكد ضرورة مواصلة الحراك الرافض للقرار الأميركي، منبها إلى أن "القرار الأميركي خطر كبير على الأردن والقضية الفلسطينية، وهو مقدمة لصفقة القرن التي تريد تصفية القضية الفلسطينية وإقامة الكيان الصهيوني والتمهيد ليهودية الدولة"، مؤكداً عزمهم على مواصلة التنديد بالقرار عبر الفعاليات الشعبية.