رئيسة بلدية برشلونة تدعو بروكسل للتوسط بأزمة استفتاء كاتالونيا

28 سبتمبر 2017
إسبانيا ترفض كلياً إجراء الاستفتاء (بول بارينا/ فرانس برس)
+ الخط -
دعت رئيسة بلدية برشلونة، آدا كولاو، اليوم الخميس، الاتحاد الأوروبي للقيام بوساطة في الأزمة بين مدريد وحكومة إقليم كاتالونيا التي ترغب في تنظيم استفتاء حول الاستقلال، فيما تظاهر نحو عشرة آلاف طالب في برشلونة لدعم الاستفتاء المرتقب تنظيمه الأحد ويحظره القضاء الإسباني، فيما تبدو مدريد عازمة على منعه.


وكتبت كولاو في مقالة نشرتها صحيفة "ذي غارديان" البريطانية: "من واجبي كرئيسة بلدية... أن أدعو المفوضية الأوروبية لفتح مجال للوساطة بين الحكومتين الإسبانية والكاتالونية لإيجاد حل تفاوضي وديمقراطي".


وأضافت أن برشلونة "لا تريد تصادما له عواقب غير متوقعة. أنا على قناعة بأن معظم شركائنا الأوروبيين لا يريدون ذلك أيضا".

وتعارض كولاو الاستقلال لكنها نددت بتصرفات "الحكومة المتصلبة" برئاسة رئيس الوزراء ماريانو راخوي، متهمة إياها بأنها فاقمت الأزمة مع حكومة إقليم كاتالونيا.

واعتبرت أن التحرك القضائي ضد مسؤولين كاتالونيين "لن يساعد إلا في زيادة التوترات الاجتماعية ومنع أي إمكانية لإيجاد حل للنزاع".

وقالت إن "الحكومة الإسبانية سمحت للنزاع الكاتالوني بأن يتصاعد من خلاف داخلي إلى نزاع أوروبي"، مضيفة أن أوروبا لا يمكن أن تبقى "مكتوفة الأيدي" إزاء المسألة الكاتالونية.

ورأت رئيسة البلدية أن "الدفاع عن الحقوق الأساسية للمواطنين الكاتالونيين في مواجهة موجة قمع من الدولة الإسبانية، هو نفسه كالدفاع عن حقوق المواطنين الإسبان والأوروبيين".

في السياق، تجمع الطلاب وتلاميذ المدارس الثانوية أمام المبنى التاريخي لجامعة برشلونة في وسط المدينة. وحمل كثيرون منهم علم الاستقلال ورددوا "سنصوت" و"استقلال".

وقالت آينا غونزاليس (16 عاما)، لوكالة فرانس برس، إن "غالبية الشباب يؤيدون الانفصال، ولو كانوا غير مؤيدين في السابق أصبحوا كذلك بعدما شاهدوا ما فعلته إسبانيا في الأسابيع الماضية".

والمجتمع في كاتالونيا منقسم بحدة حول هذا الموضوع. في المقابل، فان غالبية من السكان (أكثر من 70%) ترغب في التعبير عن رأيها عبر استفتاء مشروع. والإضراب الطلابي يأتي ضمن تعبئة للانفصاليين الذين يكثفون منذ حوالي أسبوع التجمعات والمسيرات في الشارع للدفاع عن إجراء الاستفتاء في مواجهة المؤسسات الإسبانية التي تشن حملة في كل الاتجاهات من أجل منعه.

وقال الطالب باو كابرينيتي (15 عاما): "إذا كان عدد من الناس يوازي عدد الذين نزلوا اليوم إلى كاتالونيا يريدون الانفصال، فيجب السماح لهم بالتصويت". وأضاف أن ستة فقط من زملائه في الصف الذي يضم 30 طالبا، أرادوا المشاركة في إضراب الخميس.

وأمر القضاء الإسباني الشرطة الإقليمية بإغلاق المؤسسات المدرسية اعتبارا من مساء الجمعة على أبعد تقدير ومراقبتها الأحد تجنبا لحصول التصويت.

وتعهدت الحكومة الكاتالونية بالمضي قدما بتنظيم الاستفتاء في الإقليم الاستراتيجي شمال شرق إسبانيا، رغم إجراءات أمنيه مشددة من مدريد لمنع إجرائه.


وتعد هذه الأزمة من أكبر الأزمات السياسية في إسبانيا منذ نهاية حكم الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو قبل أربعة عقود. ويثير الاستفتاء انقسامات كبيرة في إقليم كاتالونيا البالغ عدد سكانه نحو 7.5 ملايين نسمة ويمثل نحو خمس اقتصاد إسبانيا.

(فرانس برس)