وقالت مصادر محلية إن نحو خمسين شخصاً بينهم أطفال، قتلوا أو أصيبوا اليوم جراء قصف جوي روسي على قرية تل مرديخ جنوب شرق مدينة إدلب.
وأوضحت المصادر أن طائرات حربية روسية استهدفت بأكثر من 11 غارة قرية تل مرديخ، ما أسفر عن مقتل 12 عنصراً من "فيلق الشام" التابع لـ"الجيش السوري الحر"، وجرح نحو أربعين شخصاً بينهم أطفال، كانوا قرب مكان الاستهداف.
كذلك أكد ناشطون مقتل ثلاثة مدنيين، امرأتان وطفل، بقصف جوي روسي على مدينة خان شيخون جنوب مدينة إدلب، وقصف مدفعي لقوات النظام استهدف المدينة أثناء تشييع القتلى.
وأصيب مدنيان في غارات جوية استهدفت الأراضي الزراعية على أطراف بلدة حيش جنوب مدينة إدلب. كذلك طاول القصف بلدة التمانعة وقريتي كفرعميم ومعرزيتا جنوب مدينة إدلب، تبعها قصف مدفعي لقوات النظام من مواقعها في بلدة معان.
أحصى الدفاع المدني في محافظة إدلب أكثر من تسعين غارة بالصواريخ الفراغية على مراكز تابعة له ومشافي وأحياء سكنية بالمحافظة خلال اليومين الماضيين.
وتوسع القصف اليوم ليشمل أماكن متفرقة من ريف حلب الجنوبي، على الرغم من دخول المنطقة إلى اتفاق خفض التصعيد.
وتعرضت الأحياء السكنية في بلدة رملة غربية غرب مدينة خناصر بريف حلب الجنوبي لغارات جوية رغم خلوها من الفصائل العسكرية وبعدها عن جبهات القتال. كما قصف الطيران الروسي بلدة تل الضمان جنوب حلب، ما أسفر عن إصابة مدني واحد.
وتعمد الطيران الروسي خلال الأيام الماضية قصف مقرات الفصائل المشاركة في مؤتمر "أستانة 6"، إذ حاول يوم الأربعاء الماضي، اغتيال قادة في صفوف "حركة أحرار الشام"، و"صقور الشام"، وذلك من خلال قصف مباشر استهدف المقرات، في محاولة للتخلص منهم، رغم مشاركتهم في مؤتمر "أستانة 6" الذي عقد في العاصمة الكازاخية قبل أيام.
وتعرضت مدن ريف إدلب لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا على مدى الأيام الماضية، حيث جرى استهداف المناطق المدنية والمراكز الطبية والخدمية ومراكز الدفاع المدني.
ووثق ناشطون مقتل أكثر من 35 مدنياً بينهم 10 أطفال ونساء وجرح العشرات خلال الأربعة أيام الماضية، نتيجة الغارات الروسية التي طاولت أكثر من 13 قرية وبلدة بريف إدلب.
وأوضح الناشطون أن غارات النظام وروسيا تركزت على المشافي والنقاط الطبية بريف إدلب، ما تسبب بخروج بعضها عن الخدمة وتضرر الأخرى، إذ طاول القصف كلاً من "مشفى الرحمة" و"مشفى أورينت" و"مشفى التوليد" و"مشفى تلمنس" و"مشفى حاس" إضافة لمركز كفرنبل الجراحي ومقر منظومة إسعافي ببلدة معر زيتا.
وأضاف الناشطون أن القصف لم يقتصر على المناطق المدنية والمراكز الطبية فقط، حيث استهدف الطيران مناطق حيوية وخدمية ومدارس بريف إدلب، بينها مركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون ومحطة كهرباء بلدة كفرعين ومقر الدفاع المدني بمدينة كفرنبل ومدرسة نحوي نازحين في بلدة الهبيط بريف إدلب.
وفي شرق البلاد، أكد ناشطون اليوم مقتل تسعة مدنيين بينهم طفل وامرأة، بقصف جوي لطائرات التحالف الدولي وآخر مدفعي لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، استهدف الأحياء الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في مدينة الرقة.
من جهتها، قالت قوات "قسد" على موقعها الرسمي، إنها قتلت 17 عنصراً من تنظيم "داعش" خلال اشتباكات في أحياء الأمين والحني والنهضة ومحيط مقبرة حطين ودوار النعيم والدلة، وسيطرت على حي الفردوس وسط المدينة، وتمكنت من تفجير أربع سيارات محملة بالسلاح ودراجة نارية مفخخة قبل وصولها لهدفها.
إلى ذلك، ذكرت شبكة "فرات بوست" الإخبارية المحلية أن ميليشيا "قسد" سيطرت على حقل "كونيكو" النفطي بريف دير الزور الشرقي، مساء أمس الجمعة، بعد معارك مع عناصر تنظيم "داعش"، فيما تواصل قوات النظام والمليشيات التابعة لها التقدم في الريف الغربي لدير الزور.
وقالت الشبكة إن قوات التحالف الدولي رفعت العلم الأميركي فوق الحقل، مشيرة إلى أن مليشيات "قسد" سيطرت على المنطقة الممتدة بين سكة القطار والبادية الشمالية لمنطقة خشام شرق دير الزور، واتجهت نحو حقل الجفرة، في حين حشدت قوات النظام والمليشيات المساندة لها قرابة 1500 مقاتل، ومجموعة من الدبابات والآليات العسكرية، في منطقة الجفرة، تحضيراً للعبور إلى الضفة الشرقية للنهر.
وأوضحت أن مليشيات "قسد" فتحت البوابات المائية في سدي الفرات والمنصورة بمدينة الطبقة، لزيادة منسوب مياه نهر الفرات، وإعاقة قوات النظام والمليشيات الإيرانية والقوات الروسية في عملية عبور النهر.
وبينما تشتد حدة المعارك في محافظة دير الزور بين الأطراف المتصارعة، تشهد أرياف المدينة حركة نزوح واسعة للمدنيين، بسبب اشتداد القصف وتردي الأوضاع الأمنية والمعيشية.