خارطة طريق جديدة لليبيا وإيطاليا تعتزم بناء قاعدة لوجستية في الجنوب

16 سبتمبر 2017
الخارطة تبدأ بتعديل اتفاق الصخيرات (ريكاردو دي لوكا/ الأناضول)
+ الخط -




كشف المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، عن ملامح خارطة طريق جديدة، من المرتقب إعلانها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، خلال جلسة الجمعية العمومية الأربعاء المقبل، فيما أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية عن اتفاق مع حكومة الوفاق بشأن إرسالها بعثة لحماية الحدود الجنوبية الليبية.

وقال سلامة، في حديث صحافي مساء الجمعة، إن "الخارطة تبدأ بتعديل الاتفاق الذي توصل إليه في الصخيرات بالمغرب قبل عامين وتنتهي بإجراء انتخابات واسعة مع عدد من المراحل الانتقالية الضرورية".

وقال إن "زيارته لموسكو جاءت لإيصال رسائل حملها لعدة عواصم كبرى تطالبها بضرورة دعم مسيرة السلام في ليبيا من أجل الوصول إلى دولة المؤسسات، وإن استمرار الوضع الحالي في ليبيا ليس في مصلحة أحد، سواء على المستوى المحلي أو الدولي".

وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستدعو كافة الأطراف الليبية إلى "الوضوح والسرعة في إنجاز تسوية سياسية لتوحيد مؤسسات الدولة"، مشيراً إلى أن عودة ليبيا إلى مسارها السياسي الموحد ستقنع الدول الكبرى الأعضاء بمجلس الأمن بضرورة إعادة النظر في العقوبات المفروضة على البلاد.

من جهته، أعرب غوتيريس عن أمله في أن يكون اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبل فرصة لليبيا، وقال في تصريح مقتضب نشره موقع الأمم المتحدة اليوم السبت، "هناك فرصة لتحقيق تقدم في المدى القريب إذا ما اشتركت الدول المؤثرة في دعم هذه الفرصة".

وأضاف أن "وجود جميع الدول المؤثرة في ليبيا خلال الاجتماع فرصة من أجل تحقيق السلام والاستقرار فيها".

يشار إلى الملف الليبي شهد تطوراً خلال الآونة الأخيرة بخروجه من أيدي اللاعبين المحليين إلى لقاءات دولية بدأت في برازفيل مروراً بلقاء لندن أول من أمس.

وشاركت في لقاء لندن دول إقليمية ودولية عدة برعاية بريطانيا التي قال وزير خارجيتها، بوريس جونسون، عقب انتهاء اللقاء، إن بلاده "تعمل بشكل مكثف مع شركاء أساسيين قبل اجتماع الجمعية العامة لاستغلال الدعم الدولي للجهود الجديدة الرامية لكسر حالة الجمود السياسي في ليبيا".

من جانبها قالت وزارة الخارجية الإيطالية إن اللقاء ناقش شكل الخارطة الجديدة مع المبعوث الأممي قبل الإعلان عنها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة في الاجتماع المقبل للجمعية العامة.

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية، أمس الجمعة، عن اتفاق مع حكومة الوفاق بشأن إرسالها بعثة لحماية الحدود الجنوبية الليبية ضمن مشروع يموله الاتحاد الأوروبي.

وقالت الوزارة، في بيان لها، إن "المشروع دعم جهود السلطات في طرابلس للتحكم في الحدود الجنوبية لليبيا للسيطرة على تدفقات الهجرة"، مؤكداً أن المشروع سيتضمن إرسال بعثة إلى الحدود الجنوبية الليبية.

وحول مهام هذه البعثة قال البيان "تكمن أهدافها الرئيسية في بناء قاعدة لوجستية للأنشطة التنفيذية لحرس الحدود الليبي والسماح بوجود مناسب لمنظمات الأمم المتحدة في المنطقة".

وبحسب تصريح مصدر ليبي رفيع المستوى لـ"العربي الجديد" فإن الإجراء الإيطالي هو تنفيذ لأحد بنود اتفاق الصداقة الليبي الإيطالي الموقع عام 2008، مضيفاً أن ما تم يوم أمس الجمعة هو تفعيل هذا البند من الاتفاق تبعاً لمذكّرة التفاهم الموقعة بين رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جنتليوني، ورئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، في فبراير/ شباط الماضي.

وقال إن تفعيل هذا البند تم خلال اجتماع بين وفد ليبي مكون من أعضاء من وزارتي الدفاع والداخلية التابعتين لحكومة الوفاق برئاسة وكيل وزارة الداخلية عبد السلام عاشور والجانب الإيطالي خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين.

من جانب آخر، أعلنت اللجنة الليبية – الإيطالية الخاصة بالهجرة غير الشرعية عن إنقاذ ما يزيد عن 13 ألفاً و500 مهاجر قبالة سواحل ليبيا، من دون أن توضح فترة إنقاذ هؤلاء المهاجرين.