"إنترسبت" يكشف وجهاً مشبوهاً آخر للعتيبة: فساد واستغلال للمنصب

01 سبتمبر 2017
التسريبات تكشف الجوانب المظلمة (درو انغرير/ فرانس برس)
+ الخط -
كشف موقع "إنترسبت"، في تقرير له يوم أمس الخميس، تفاصيل حياة ظلامية يعيشها سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بواشنطن، يوسف العتيبة، قد يكون بعضها يدخل في إطار الحياة الشخصية، والتي يحرص "العربي الجديد" على عدم التطرّق إليها، لكن فضلاً عن كون المعني شخصية دبلوماسية عامة، فإنّها تنطوي على فساد وأنشطة مشبوهة أبرزها استغلال الوظيفة لحماية صديق له تورّط بعملية اختلاس.
وبحسب "ذي إنترسبت" الأميركي، وهو أحد المواقع التي زوّدها القراصنة ببعض مما استولوا عليه من رسائل العتيبة، فإنّ المعلومات التي حصل عليها تعكس صورة سيئة جداً عن العتيبة لا تليق بالمنصب الذي يشغله. وقد جمع هذه المعلومات من خلال الرسائل المسرّبة ومقابلة مع صديق له، وأحكام القضاء الأميركي

أحد هؤلاء، ويدعى رومان باسكال، يروي بالتفصيل لموقع "ذي إنترسبت" عما كان يقوم به العتيبة برفقة مجموعة من أصدقائه المقربين، والذين شارك معهم حفلات الجنس.

ويوضح "ذي إنترسبت" أن باسكال حلّ بالإمارات على نفقة صديقه العتيبة، والذي خصّص له ولباقي أصدقائهما شقته الخاصة للإقامة فيها. ويضيف أن كل ذلك تم أواخر عام 2003، حينما سطع نجم العتيبة داخل الإمارات، وقبل سنوات قليلة من أن يصبح سفير البلاد في الولايات المتحدة الأميركية.

وبحسب "ذي إنترسبت"، فإن باسكال كان حينئذ قد تعرّف للتو على العتيبة في العاصمة واشنطن، داخل أحد نوادي العراة، واستطاع بسرعة أن يصبح عضواً داخل مجموعة الأصدقاء الضيقة للعتيبة، والذين كان يصفهم الأخير بـ"فريق ألفا". 

ويورد الموقع أن باسكال غادر فريق مقربي العتيبة في 2007، لكن نمط العيش الذي اختاروه خلال الأيام التي قضوها بعضهم مع بعض سيتصادم في نهاية المطاف مع حياة العتيبة بصفته شخصية عمومية. ففي عام 2008، استقدم العتيبة عضواً ضمن "فريق ألفا"، والذي ليس سوى صديقه منذ أيام الجامعة، ويدعى بايرون فوغان، ووضع بعهدته تولّي إدارة مؤسسة خيرية أقامها العتيبة وموّلها بملايين الدولارات من أموال الإمارات. كذلك وفّر لفوغان منصبين آخرين، كمستشار قانوني للسفارة، وموظف داخل شركة العلاقات العامة بواشنطن، "ذي هاربور غروب"، للاشتغال لفائدة الإمارات.

وبعدما جرى اعتقال فوغان، كما يورد "ذي إنترسبت"، لسرقته مليون دولار من مؤسسة العتيبة، اعترف فوغان أمام المحققين بأنه اقترف جريمته بسبب إدمانه على الخمر والقمار، بحسب ما جاء في اعترافاته. غير أن المثير، بحسب الموقع الأميركي، هو قيام العتيبة بأداء أتعاب الدفاع عن فوغان قضائياً، وقام بإبقائه في منصبيه الآخرين حتى صدور قرار محاكمته. وبحسب رسائل البريد الإلكتروني التي حصل عليها الموقع، والتي تعود لعشر سنوات من المراسلات بين فوغان والعتيبة، فإنه يتضح أن سفير الإمارات لم تكن خافية عليه عادات صديقه. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل حاول العتيبة التدخل لدى مراكز القرار في واشنطن للتأثير في قرار القضاء الأميركي، لإخراج صديقه بايرون من السجن، وفق الموقع.


من جهة ثانية، يكشف "إنترسبت" أن سجلات جامعة جورج تاون لا تتضمّن اسم السفير الإماراتي الذي يدّعي متفاخراً أنّه يحمل شهادة منها، في سيرته الذاتية.
كذلك أشار إلى تحول العتيبة إلى شخصية نافذة في أوساط القرار السياسي في واشنطن، لافتاً خصوصاً إلى علاقته مع جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب، والذي يتواصل معه بشكل أسبوعي.
وأوضح الموقع أن السفير الإماراتي عمل خلال السنوات الأخيرة على إقناع واشنطن بأنه الدبلوماسي الخليجي المتنور ذو المواقف العصرية بشأن حقوق المرأة والعلمانية.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، بدأت مجموعة من قراصنة "غلوبال ليكس" توزيع الرسائل الإلكترونية التي توصلت إليها، بعد اختراق صندوق البريد الوارد للعتيبة، تكشف عن كيفية استخدام ملايين الدولارات لإيذاء سمعة الحلفاء الأميركيين ولتغيير السياسات في المنطقة. كذلك تكشف خيوط الحملة الممنهجة التي تخوضها أبوظبي ضد قطر. وتفضح الدور الذي تلعبه الإمارات في التحريض على الكويت، ودعمها الانقلاب في مصر ومحاولة الانقلاب في تركيا.

وما يلي أبرز ما تضمّنته هذه التسريبات: