"داعش" يفشل بتحقيق أهدافه في الجزائر

31 اغسطس 2017
لم تنجح العمليات بتحقيق اختراق أمني حقيقي(العربي الجديد)
+ الخط -

 

خلال أربع عمليات إرهابية متتالية، لم تنجح خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي في الجزائر، في أي منها، وفشلت في تحقيق البعد الاستعراضي الذي تتوخاه من عمليات التفجير الانتحاري، التي استهدفت منشآت وحواجز أمنية.

وبعد التفجير الانتحاري الذي استهدف، اليوم الخميس، مقر المديرية العامة للأمن الوطني، وسط مدينة تيارت، غرب العاصمة الجزائر، والذي تبين أن منفذه هو بوشتة بن عيسى، المكنى بـ"أبو جهاد "، يكون تنظيم "داعش" قد فشل في رابع عملية منذ شهر يونيو/حزيران.

وبحسب أجهزة الأمن، فإن "الإرهابي معروف لديها، حيث سبق أن صدرت في حقه العديد من مذكرات التوقيف خلال الأعوام الأخيرة". 

وفي بداية شهر يونيو، فشل انتحاري ينتمي لسرية "الغرباء" الموالية لداعش في اقتحام مركز للأمن وسط مدينة قسنطينة، بعدما تمكنت الشرطة من قتله قبل اقتحام المركز، وأدت هذه العملية الى انكشاف كامل عناصر السرية، حيث نجحت أجهزة الأمن الجزائرية بعد ذلك بفترة قصيرة في الإطاحة بأمير السرية وعدد من مرافقيه.

 وفي الفترة نفسها، أخفق انتحاري آخر كان على متن دراجة نارية في الوصول إلى هدفه، حيث اعترضت سبيله وحدة أمنية قامت بقتله والقضاء على أحد مرافقيه وهو إرهابي ثان.

 وفي بداية يوليو/تموز الماضي، قتلت قوات الأمن الجزائرية مسلّحين اثنين، حاولا الاعتداء على حاجز أمني.

وتشير هذه العمليات الإرهابية إلى استمرار تنظيم "داعش" منذ عام 2013 في تركيز خلايا تابعة له، والاستيلاء على ما يعتبره "داعش" ساحة القتال في الجزائر، ويقدم نفسه بديلا عن تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، لكنه أخفق حتى الآن في مساعيه، حسب ما تشير إليه مجاميع التقارير والتحليلات الأمنية.

وحتى الفرصة الوحيدة التي أتيحت للتنظيم للتواجد في الجزائر، عندما انشقت مجموعة مسلحة في سبتمبر/ أيلول 2014 عن تنظيم "القاعدة" في المغرب الإسلامي، وأسس التنظيم "جند الخلافة"، وأعلنت المجموعة الولاء لـ"داعش"، لم يكن ممكنا للتنظيم الإرهابي استغلال ذلك بفعل الضربات المتتالية التي وجهتها قوات الجيش والأمن للتنظيم المسلح، منذ إطلاق الجيش لخطة اجتثاث الإرهاب، حيث قضى الجيش على كامل عناصر "جند الخلافة" في عملية واحدة في مارس/آذار 2015.

واللافت أن تنظيم "داعش" يحاول نقل عملياته من منطقة إلى أخرى بشكل متسارع من ولاية قسنطينة شرقا، ثم ولاية البليدة وسطا، إلى تيارت غربا، كمحاولة لإعطاء انطباع بوجود عناصره في أكثر من منطقة.

 لكن ذلك يشير في الوقت نفسه إلى حالة ارتباك لدى عناصر التنظيم في الجزائر، بدليل أن عمليات كهذه لم تنجح في إحداث اختراق أمني حقيقي، أو تحقيق بعد استعراضي إذا ما قورنت بالتفجيرات الدامية التي نفذها تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي عام 2007، والتي استهدفت قصر الحكومة والمجلس الدستوري ومقر الأمم المتحدة بالعاصمة الجزائرية، وعدد من المراكز الأمنية في مناطق متعددة من البلاد.

 

المساهمون