الجيش العراقي يستعد لاقتحام تلعفر وفصائل موالية لإيران تنسحب من المعركة

22 اغسطس 2017
فصائل بالحشد انسحبت للمشاركة الأميركية الكبيرة(Getty)
+ الخط -

حققت القوات العراقية مدعومةً بطيران التحالف الدولي، الذي تشارك وحدة مدفعية تابعة له لأول مرة منذ انطلاق المعركة، تقدماً واضحاً في مجمل محاور القتال ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، في مدينة تلعفر، حيث أعلنت قيادة الجيش، اليوم الثلاثاء، عن تحرير مصفاة النفط وجميع القرى المحيطة بالمدينة، والوصول إلى حيي الكفاح والعسكري، أول أحياء تلعفر السكنية.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في تصريحٍ لـ"العربي الجديد" إن القوات العراقية تمكنت من تحرير قرى طشتية، وتل السمن، وسيطرت على مصفى نفط الكسك، ورفعت العلم العراقي فوق تلك المناطق.

وأوضح أن التقدم ما زال مستمراً على مختلف المحاور، متوقعاً أن تتم عملية الاقتحام لمدينة تلعفر في وقت قصير، فيما طالب السكان بالاستماع إلى الإذاعة الموجهة لهم من قبل الجيش لمعركة التوجيهات الصادرة لهم فيما يتعلق بسلامتهم.

بدوره، أفاد مسؤول عسكري عراقي "العربي الجديد" بأن خطة الاقتحام للأحياء السكنية ستتم عبر محورين، الشرقي من خلال أحياء النور، والملا جاسم، ومن المحور الغربي، أحياء الكفاح والعسكري، "لتشتيت جهود التنظيم وإفقاده عامل التركيز على محور دون آخر"، مبينا أن "المعركة الحقيقية بدأت للتو فعلاً" وفقا لقوله.

إلى ذلك، أعلنت قيادات بمليشيات العصائب وحزب الله التابعة لـ"الحشد الشعبي" انسحابها من معركة تلعفر، بسبب ما وصفته "مشاركة أميركية كبيرة في المعركة".

ونقلت وكالة أنباء عراقية محلية عن القيادي بمليشيا العصائب قوله، إنه تم رصد أرتال أميركية وقوات برية أميركية في أطراف قضاء تلعفر، وتحديدا في منطقة تل عبطة، وذلك بخلاف المواقف الرسمية لرئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي "ينفي مشاركة قوات أجنبية في معارك التحرير".

وبيّن القيادي أن "ذلك دفع بفصائل المقاومة الإسلامية وعلى رأسها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، إلى الانسحاب من المعركة، لأننا لا نحسن الظن بالأميركي" على حد وصفه. وحذّر من "وجود محاولات أميركية لإنشاء قاعدة عسكرية قرب تلعفر".

وأكد عضو مليشيا "حزب الله" العراقية، ياسين علي، أن خطوة الانسحاب من المعركة، تأتي بسبب المشاركة الكثيفة للأميركيين، واستمرار العبادي في اللعب على حبلين، ومخالفته ما يعلنه بالاجتماعات التي يعقدها معنا.

وأضاف لـ"العربي الجديد": "وصلتنا أوامر بالانسحاب، والبقاء على قرب في حال حدث تطور جديد لنتدخل، لكن موقفنا أننا لن نكون في جبهة واحدة مع الأميركيين".

في المقابل، علّق ضابط بالجيش العراقي على الخطوة، قائلاً لـ"العربي الجديد" "لعل الأوامر وصلتهم من طهران". وأكد أن انسحاب الفصيلين لن يؤثر على المعركة بأي شكل، و"المحاور مكتملة والقتال مستمر".

 

300 قتيل وجريح

من جهةٍ أخرى، أفادت مصادر محلية وأخرى طبية عراقية، بأن عدد الضحايا الذين سقطوا منذ بدء المعارك ارتفع الى أكثر من 100 قتيل نصفهم نساء وأطفال، جراء القصف الجوي والصاروخي على المدينة.

وقال طبيب عراقي يعمل ضمن منظمة ألمانية قرب تلعفر لـ"العربي الجديد"، "تردنا أنباء بين ساعة وأخرى من داخل تلعفر، وعدد الضحايا يتصاعد مع كل ساعة قتال".

ولفت الطبيب إلى وجود نحو 100 قتيل وأكثر من 200 جريح حتى الآن، وهناك منازل دمرت تحوي عوائل.

وأضاف "نأمل إن يتوقف القصف الجوي والصاروخي، والاعتماد على التقدم البري فقط، وهو ما نحاول إيصاله للقائمين على إدارة المعركة، لكن مع الأسف صوتنا لا يسمع".