مستشار وفد المعارضة السورية المفاوض: مبادئ الثورة ليست للمساومة السياسية

21 اغسطس 2017
العريضي:اجتماعات لوزان حققت تقدماً مهماً(العربي الجديد)
+ الخط -

شدد يحيى العريضي، أحد مستشاري وفد المعارضة السورية المفاوض، اليوم الاثنين، على أن مبادئ الثورة السورية "ليست خاضعة للمساومة السياسية"، مشيراً إلى أن روسيا حاولت طيلة سنوات، بعثرة المعارضة، ونسف مصداقيتها لفرض رؤيتها في الحل السياسي للمسألة السورية، والقائمة على إبقاء بشار الأسد في السلطة.

 وقال في حوار مع "العربي الجديد" "إن اجتماعات الرياض التي بدأت اليوم بين "الهيئة العليا للمفاوضات"، ومنصتي "القاهرة"، و "موسكو"، تأتي استكمالاً لمباحثات جرت مؤخراً في مدينة لوزان السويسرية، لتقريب وجهات النظر بين أطراف المعارضة، وخاصة بشأن سلال الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا التفاوضية وهي: الحكم والانتخابات والدستور.

ولفت العريضي، إلى أن اجتماعات لوزان حققت تقدماً مهماً، مستدركاً، ولكن مصير بشار الأسد في سورية كان نقطة خلاف لم تحل بعد، موضحاً أن هناك تقاربا بين الهيئة العليا، ومنصة "القاهرة" و"خاصة على صعيد الجوهر". وأضاف "هناك تباعد في وجهات النظر مع منصة موسكو، بسبب تمترسها خلف وجهة النظر الروسية البعيدة عن مبادئ الثورة"، آملاً في أن تنجح اجتماعات الرياض في تقريبها. 

إلى ذلك، أوضح أن "الهيئة العليا للمفاوضات" تستمد شرعيتها من التزامها مبادئ الثورة، وفي مقدمتها رحيل الأسد عن السلطة، مضيفاً "ليس هناك أحد مخوّل بالتنازل، بل من غير المسموح أن تخضع مبادئ الثورة للمساومة السياسية".

 واعتبر أن الهيئة تستند إلى موقف شعبي، وإلى قرارات دولية، موضحاً أن الروس "حاولوا إيجاد قراءات مختلفة للقرارات الدولية، لخلق ذرائع من أجل بعثرة المعارضة، ونسف مصداقيتها"، مبيناً أن الهيئة دعت منصة "موسكو" إلى اجتماعات الرياض، "لسحب أي ذرائع روسية، وللتأكيد على وحدة المعارضة من حيث الهدف والمسعى".

وأكد العريضي أن الهيئة العليا "لا تدعي أنها الممثل الوحيد للشعب السوري، ولكنها ملتزمة بأهداف السوريين وتقوم بواجبها".

وكانت قد بدأت في العاصمة السعودية صباح اليوم، اجتماعات بين عدة أطراف في المعارضة السورية، من أجل تقريب وجهات النظر حول عدة قضايا، أبرزها تشكيل وفد واحد للمعارضة يتولى التفاوض مع النظام في مفاوضات جنيف السويسرية.

 وذكر أحمد العسراوي عضو "الهيئة العليا للمفاوضات" أن مباحثات الرياض تجمع الهيئة ومنصتي "موسكو"، و"القاهرة" اللتين تضمان شخصيات سورية معارضة، مشيرا في تصريحات إلى "العربي الجديد" أن تشكيل وفد واحد موحد للمعارضة أبرز نقاط الحوار.

 ويحضر المباحثات عن جانب "موسكو" سبعة من أعضاء المنصة برئاسة قدري جميل، فيما يحضر ثمانية من منصة "القاهرة" أبرزهم جمال سليمان وفراس الخالدي، وعلي العاصي.

وكانت مصادر في الهيئة العليا قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أن الهيئة شكّلت في الخامس من الشهر الحالي "لجنة للحوار مع منصتي القاهرة وموسكو"، موضحة أن اللجنة تضم كلاً من جورج صبرا، أحمد العسراوي، رياض نعسان آغا، حسن إبراهيم، محمد عبد القادر مصطفى، عبد الحكيم بشار، أحمد حجازي، نصر الحريري، محمد صبرا، على أن "تتعاون" مع أمين سر "الهيئة العليا للمفاوضات" صفوان عكاش.

هذا، ويضغط الموفد الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، على الهيئة العليا للمفاوضات لضم منصتي "موسكو" و"القاهرة" إلى وفدها المفاوض في جنيف. وأعرب دي ميستورا، الخميس، في مؤتمر صحافي، عن أمله في إجراء "تفاوض جاد" بين النظام السوري ووفد موحد للمعارضة، في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين، لافتاً إلى أن "الأزمة السورية ستشهد تحولات نوعية خلال الأشهر القليلة المقبلة".

 

وكان ناشطون، وشخصيات سورية معارضة قد رفضوا، في بيان صدر منذ أيام، تمثيل "منصة موسكو" إذا "لم تقر وتوقّع على بند رحيل بشار الإرهابي في بداية المرحلة الانتقالية".

وأشاروا إلى رفضهم تمثيل "منصة أستانة" التي تتزعمها رندة قسيس، في "الهيئة العليا للمفاوضات"، وذلك "بسبب مواقفها العلنية المعادية للثورة السورية ومبادئها". وأكد هؤلاء رفضهم "القطعي لأي تمثيل لصالح مسلم أو حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) أو "قوات سورية الديمقراطية"، بسبب عمالتهم للنظام، فضلاً عن مشروعهم الانفصالي غير الوطني"، وفق البيان.