نتنياهو يلتقي بوتين لبحث اتفاق وقف إطلاق النار في سورية

20 اغسطس 2017
يهدف اللقاء للتنسيق بالملف السوري (Getty)
+ الخط -
أعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس السبت، رسمياً، أنّ نتنياهو سيلتقي الأربعاء المقبل، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي الروسية.

وقال الديوان، في بيان، إنّ نتنياهو سيبحث مع بوتين، ضمن "اللقاءات الدورية" التي يعقدها الطرفان، في العامين الماضيين، الملف السوري، وتحديداً اتفاق مناطق خفض التوتر، ومسألة إبعاد القوات الإيرانية ومليشياتها عن الحدود الإسرائيلية جنوبي الجولان.

وذكرت صحف إسرائيلية، أنّ اللقاء المرتقب، يأتي بعد عودة وفد إسرائيلي رفيع المستوى من محادثات في واشنطن، مع مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت مكماستر. وكان رئيس الموساد يوسي كوهين قد ترأس الوفد الإسرائيلي لهذه المحادثات، والتي شارك فيها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" الجنرال هرتسي هليفي.

وتسعى إسرائيل مؤخراً، إلى محاولة إدخال تغييرات على الاتفاق الذي أعلنت روسيا والولايات المتحدة التوصّل إليه، في 8 يوليو/ تموز الماضي، بشأن خفض حدة التوتر في جنوب سورية، بعد محادثات ثلاثية شارك فيها الأردن.

وذكرت صحف إسرائيلية، أنّ إسرائيل شاركت في هذه المحادثات، في جولة عقدت بالعاصمة الأردنية عمان، وجولة أخرى عقدت في إحدى العواصم الأوروبية، وأصرّت فيها إسرائيل على الفصل بين المفاوضات الجارية حول سورية في أستانة، وبين المحادثات في عمان.


ومع الإعلان عنه، رحّبت إسرائيل بداية بالاتفاق، لكنّها تراجعت عن ذلك في أواسط يوليو/ تموز الماضي، خلال زيارة نتنياهو إلى فرنسا، وأعربت عن تحفظها بشأنه، مدعية أنّه لا يستجيب للمصالح والاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، وفي مقدمتها مسألة إبعاد القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها من جنوب سورية، واعتبرت أنّ الاتفاق يجب أن يشمل بنوداً واضحة تتعلّق بمنع أي تواجد عسكري لإيران في سورية.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، إلى ما وصفتها "مخاوف إسرائيلية" من عدم التزام الولايات المتحدة بعدم إبقاء أي وجود إيراني في سورية، بعد إنهاء الحرب الأهلية السورية.

وبحسب الصحيفة، فقد تعزّزت هذه المخاوف بعد عودة الوفد الأمني الإسرائيلي المذكور، من المحادثات في واشنطن، الأسبوع الماضي.

وأوردت الصحيفة، أنّ الوفد الإسرائيلي، عرض على الجانب الأميركي "صوراً وخرائط ومعلومات استخباراتية حساسة مقلقة للغاية"، بشأن انتشار القوات الإيرانية وتعاظم هذه القوات في سورية، تمهيداً للاتفاق الذي يتبلور بين روسيا والولايات المتحدة، بشأن إنهاء الحرب الأهلية في سورية.

كما كرّرت إسرائيل، وفق الصحيفة، الحديث عن مخاوفها من أن تقوم إيران و"حزب الله" اللبناني والمليشيات التابعة لإيران، بتحويل سورية إلى دولة وصاية تابعة لطهران وتحت نفوذها.


وتخشى إسرائيل من انتشار ونشر قوات لـ"حزب الله" ومليشيات إيرانية جنوبي الجولان على امتداد الحدود معها، سعياً لفتح جبهة مع إسرائيل، بحال اندلاع حرب شاملة في المستقبل.

وذكرت الصحيفة، أنّ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قد اختارت، منذ الآن، اسماً للحرب القادمة هو "حرب الشمال الأولى"، انطلاقاً من تقديرات بأنّ هذه الحرب قد تبدأ على الجبهة الشمالية لإسرائيل، وتشمل هذه المرة سورية ولبنان على حد سواء، لتعاونها مع القوات الإيرانية.

ونقلت الصحيفة، عن أعضاء الوفد الأمني الإسرائيلي، الذي زار واشنطن، الأسبوع الماضي، وأجرى محادثات لعدة أيام فيها، أنّهم لمسوا لدى الجانب الأميركي "نوعاً من الحرج وغياب الخط الواضح، وخلافات في الرأي داخل الإدارة الأميركية، فيما يتعلّق بطابع الاتفاق المستقبلي، وعدم وجود توافق على ما هو الأمر الصحيح الذي ينبغي القيام به في سورية، للتوصّل إلى تهدئة في المنطقة كلها".


ووفقاً لهذه التقديرات، تخشى إسرائيل أن تؤثر المشاكل الداخلية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع أزمة كوريا الشمالية، على عدم بذل الإدارة الأميركية جهداً كبيراً، والتراجع عن "استعراض عضلاتها"، وترك الساحة السورية للترتيبات بين روسيا وإيران و"حزب الله".

وفضلاً عن لقاء نتنياهو وبوتين، تعتزم إسرائيل، إيفاد وفد أمني إلى موسكو، للتأثير على الموقف الروسي بهذا الصدد، علماً أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كان قد صرّح، قبل نحو أسبوعين، بأنّ روسيا ستأخذ المصالح الأمنية الإسرائيلية بعين الاعتبار.

يُشار إلى أنّ التنسيق الإسرائيلي الروسي بشأن سورية، بدأ، منذ سبتمبر/ أيلول 2015، بعد لقاء بين نتنياهو وبوتين، حيث رافق نتنياهو في زيارة إلى موسكو آنذاك، وفد عسكري رفيع المستوى، كان على رأسه نائب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتمخّض اللقاء المذكور عن اتفاق الطرفين على آلية رسمية للتنسيق، وخاصة فيما يتعلّق بمنع وتفادي وقوع معارك جوية بين طيران الاحتلال وبين الطيران الروسي، فوق الأجواء السورية.

وشهد العامان الماضيان تعزيزاً للتنسيق بين الطرفين من جهة، فيما شنّت إسرائيل من جهة أخرى، عشرات الغارات على مواقع وأهداف مختلفة في سورية، وقصفت قوافل قالت إنّها كانت تنقل أسلحة كاسرة للتوازن إلى "حزب الله" في لبنان.

وأطلقت إسرائيل، في يوليو/ تموز الماضي، حملة جديدة، قالت فيها إنّ إيران، بدأت بإقامة بنى تحتية في لبنان، من شأنها أن تمكّن "حزب الله" من تصنيع صواريخ متطورة في لبنان نفسه.