ملامح خطّة تركية روسية إيرانية مشتركة في إدلب: استباق التحرك الأميركي-الكردي

18 اغسطس 2017
رئيسا الأركان التركي والإيراني اجتمعا مؤخرا (فرانس برس)
+ الخط -
أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن فكرة القيام بعملية عسكرية ضد الإرهاب في سورية دومًا موجودة على أجندة الحكومة التركية، وذلك في الوقت الذي أكدت فيه عدة صحف موالية للحكومة التركية تقديم رئيس الأركان الإيراني، محمد حسين باقري، عرضًا للإدارة التركية بالقيام بعملية مشتركة في إطار منطقة خفض التصعيد في إدلب.


وأكد يلدريم، اليوم الجمعة، أن محادثات أستانة التي بدأتها كل من أنقرة وطهران وموسكو تهدف للتوصل إلى حل دائم، مضيفًا أنه في سبيل هذا الهدف "يجتمع مسؤولو البلاد على أعلى المستويات، كقيادات الأركان ومسؤولي الاستخبارات وبعض الوزراء، لتقييم الوضع بشكل دوري، والهدف إيقاف الحرب الأهلية في كل من إدلب والمناطق الجنوبية، والوصول إلى الاستقرار والسلام، وفي هذا السياق، فإن إقامة عملية ضد التنظيمات الإرهابية موجودة على أجندتنا في كل وقت، وذلك بينما تتخد تركيا تدابير ضد أولئك الذين يؤذون المدنيين وحدودنا الجنوبية، وبالذات كل من تنظيم (داعش) وحزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني)".




في غضون ذلك، أكدت صحيفة "يني شفق" التركية أن زيارة رئيس الأركان الإيراني الأخيرة إلى العاصمة التركية أنقرة، ركزت بشكل أساسي على موضوع منطقة خفض التصعيد في منطقة إدلب، وذلك لمواجهة الخطط الأميركية المحتملة للهجوم على المحافظة بحجة مواجهة تنظيم "القاعدة" ممثلا بـ"هيئة تحرير الشام"، وذلك بالتعاون مع مليشيات "الاتحاد الديمقراطي".


وبحسب الصحيفة، فإن بديل الخطة الأميركية التي ستعتمد على مليشيات "الاتحاد الديمقراطي"؛ سيكون القيام بعملية إيرانية تركية روسية مشتركة، تقوم بموجيها قوات إيرانية روسية بالهجوم على منطقة إدلب من الجنوب، بينما تشن القوات التركية الهجوم من الشمال، لطرد المقاتلين الأجانب، حيث بدأت روسيا بنقل قواتها إلى منطقة حماة جنوب محافظة إدلب في كل من حلفاية ومحردة، بينما عززت من وجودها في مطار حماة العسكري.


وبحسب الصحيفة، فقد تقدم رئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالتوافقات العسكرية التي تم التوصل إليها مع الجانب الإيراني، وذلك خلال الاجتماع الذي جمعهما مع رئيس الأركان الإيراني في القصر الرئاسي التركي، في وقت سابق.


وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة التركية لديها بعض التحفظات على الخطة، لناحية كون العملية المقدمة قد تودي بحياة الكثير من المدنيين الذين يقطنون إدلب، ويبلغ عددهم ما يقارب مليوني مدني، وكذلك لأن دخول القوات الموالية للأسد إلى منطقة غالبيتها من المعارضين له، قد تفتح الباب أمام المزيد من التوتر، حيث تبدو إمكانية التفريق بين الإرهابيين والمعارضين في ظل الظروف الحالية شبه مستحيلة.


من جانبها أشارت صحيفة "صباح" التركية، الموالية للحكومة، إلى أن التحضيرات للقيام بعملية عسكرية وصلت لمراحلها النهائية، وذلك بعد تصريحات الرئيس التركي، في وقت سابق، والتي أكد خلالها على نية تركيا القيام بعملية عسكرية لتوسيع عملية "درع الفرات" في القريب العاجل.


وبحسب الصحيفة، فإن المخابرات التركية توصلت لمعلومات عن أن الهدف المقبل لقوات "الاتحاد الديمقراطي"، بعد الانتهاء من عملية الرقة، سيكون التوسع في منطقة إدلب، بحجة القيام بعملية ضد "هيئة تحرير الشام"، بالتعاون مع التحالف الدولي "ضد الإرهاب".


وبحسب الصحيفة، فإنه بموجب العملية التي تفاهمت عليها كل من طهران وأنقرة وموسكو؛ سيتم تقسيم العمل إلى مرحليتن: المرحلة الأولى ستشهد تطهير محافظة إدلب، بما فيها المدينة، من الجماعات الإرهابية، تليها المرحلة الثانية التي ستشهد محاصرة قوات "الاتحاد الديمقراطي" التي تتخذ من منطقة عفرين مركزًا لها، وذلك انطلاقًا من كل من حلب وإدلب وأعزاز، وبالتالي إبعاد "الاتحاد الديمقراطي" عن الحدود التركية، ومن ثم إمكانية ضم منطقة عفرين إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب، بهجوم تركي على معاقل الأخير في المدينة، وقد جاءت زيارة رئيس الأركان الإيراني إلى أنقرة لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة، في انتظار زيارة رئيس الأركان الروسي، الجنرال فاليري غيراسيموف، إلى أنقرة أيضًا، للتوصل إلى الخطة النهائية.