ترامب يطمئن سكان غوام بعد تهديدات كوريا الشمالية: ستصبحون مشهورين

13 اغسطس 2017
صلاة "من أجل السلام" في غوام (إيد جونز/فرانس برس)
+ الخط -


حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، طمأنة سكان جزيرة غوام الأميركية الواقعة في المحيط الهادئ، والتي تهدّد كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ عليها، متوجهاً إليهم بالقول "ستصبحون مشهورين"، بينما يتضرّع سكان الجزيرة إلى الله "ليحنن قلب" كيم جونغ أون.

ونشر حاكم غوام إيدي كالفو، أمس السبت، على حسابه على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، تسجيل الفيديو لاتصال هاتفي أجراه مع ترامب وأكد فيه أنّ "القوات الأميركية مستعدة لضمان أمن وسلامة سكان غوام".

وردّ الحاكم الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، والفخور كما بدا بهذه المكالمة الهاتفية "لم أشعر يوماً بالأمان كما أشعر منذ أن وصلتم إلى السلطة".

وغوام جزيرة أميركية يعيش فيها 160 ألف شخص، تقع في الصف الأول من المواجهة الكلامية بين دونالد ترامب والنظام الكوري الشمالي بقيادة كيم جونغ-أون.

وهدّدت بيونغ يانغ بإطلاق صواريخها باتجاه غوام التي تقع على بعد 3300 كيلومتر، وتشكّل موقعاً استراتيجياً متقدّماً للقوات الأميركية في المحيط الهادئ. ويتمركز في الجزيرة ستة آلاف جندي أميركي في قاعدتين أميركيتين. وتحدّثت كوريا الشمالية خصوصاً عن برنامج مفصل لإطلاق أربعة صواريخ باتجاه غوام تمر فوق اليابان.

"ستصبحون مشهورين"

وبعد عبارات الطمأنة وبشكل مثير للدهشة، ربط الرئيس الأميركي بين التهديدات التي تتلقاها غوام، مع شهرتها وارتداد الأزمة إيجاباً على اقتصادها الذي يعتمد على السياحة إلى حد كبير.

وقال ترامب "ستصبحون مشهورين. في كل مكان في العالم يتحدثّون عن غوام وعنكم. والسياحة، أستطيع أن أقول لكم إنّ السياحة ستتضاعف عشر مرات بدون أن تضطروا لانفاق أي مبلغ، لذلك أهنئكم على ذلك".

ربط ترامب الأزمة بتنشيط سياحة غوام (فيرغيليو فالينسيا/فرانس برس) 

جاء ذلك بينما نشر جهاز الأمن الداخلي لغوام، على موقعه الإلكتروني، توجيهات حول التحرّك في حال وقوع هجوم نووي. وقال الجهاز: "توقعوا ألا تتمكنوا من مغادرة بيوتكم لـ24 ساعة على الأقل ما لم تصدر تعليمات مخالفة لذلك من السلطات".

وأضاف "إذا كنتم في الخارج لا تحدّقوا في أي أضواء خاطفة محتملة أو كتل نارية لأنّ ذلك يمكن أن يؤدي إلى العمى. اختبئوا وراء كل ما يمكن أن يحميكم. انبطحوا على الأرض وغطوا رؤوسكم".

وأخيراً، وفي ختام مكالمته مع حاكم غوام، برّر ترامب استراتيجيته بتصعيد الهجمات الكلامية على كيم جونغ أون، قائلاً إنّ الزعيم الكوري الشمالي "لم يتحدث منذ فترة طويلة". وأضاف "يبقى الأمر بيننا، لا يجوز أن يتكلموا بالطريقة التي يقومون بها، لا يمكن التكلم بهذه الطريقة مع أشخاص مثلنا".

صلوات "ليحنن الله" قلب كيم

في قداس الأحد، تضرّع الكاثوليك في الجزيرة إلى الله، أن "يحنن قلب" الزعيم الكوري الشمالي ويشغله عن خططه إطلاق الصواريخ لأنّهم "أبرياء". وقالت دورا سالازار (82 عاماً) في هاغاتنا عاصمة غوام، حيث شاركت في صلاة "من أجل السلام"، اليوم الأحد، "نحن أبرياء. نصلي من أجل أن يلهمه الله لأنّ الله يحبه. هذه هي صلاتي".

ويسود الهدوء الجزيرة حيث يتوجه السياح والسكان إلى الشاطىء، لكن التهديد الكوري الشمالي كان في صلب عظات الأحد. وقال الأب مايك كريسوستومو، إنّ "الأمر يتعلق بأن نظهر للعوالم والأمم والدول الأخرى أنّ غوام قد تكون صغيرة لكن إيماننا وثقتنا كبيران".

التهديد الكوري الشمالي بصلب عظات الأحد (إيد جونز/فرانس برس) 



أما في كاتدرائية دولتشي نومبري دي ماريا، أكبر كنيسة في الجزيرة، فقد أوضح الأب بول غوفيغان، أنّ المهم هو بقاء الناس مستعدين لاحتمال إطلاق كوريا الشمالية صواريخ.

وقال "ماذا تفعلون إذا لم يتبق لكم سوى 14 دقيقة في الحياة؟ الأمر الذي يجب القيام به هو الصلاة". ورأى في هذا التهديد فرصة جيدة "لإعادة ترتيب الأولويات في الحياة".

ودعا مايكل بيرنز أسقف الكاثوليك في غوام، إلى الصلاة من أجل "الحذر في الأقوال والأفعال"، بينما أكد المصلون أنّهم واثقون من نهاية التصعيد بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

تظاهرة ضد الوجود العسكري الأميركي

وقال كيرستي بريدجمان وهو سائح أسترالي كان يستجم على الشاطئ "لا أحد يشعر أنّه مهدد. هل علينا أن نشعر بذلك؟ بالتأكيد لا. نشعر أنّنا في أمان اليوم أكثر من أي وقت مضى".

لكن بعض الأصوات المعارضة ترتفع. فقد دعت مجموعتان معارضتان للوجود الأميركي في غوام إلى التظاهر، غداً الإثنين، في هاغاتنا.

وقال غوفيكان كوبر العضو في حركة "غواهان المستقلة"، إنّ "ما يحدث في غوام مشكلة شاملة لأنّه إذا تعرّضت جزيرتنا لهجوم فقد يكون ذلك محفّزاً لكارثة عالمية".


(فرانس برس)