ترامب ينتقد سيشنز بالتدخل الروسي ويعرب عن ندمه: لو علمت ما عيّنته

20 يوليو 2017
ترامب ندم لتعيين سيشنز (شون ثيو/Getty)
+ الخط -

يبدو أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يلقي باللوم على المقرّبين منه، في إطار الضغوط التي تواجهها إدارته، بشأن قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.

الضحية الجديدة التي لم تسلم من انتقادات ترامب، كان هذه المرة وزير العدل المستقيل جيف سيشنز، حيث انتقد الرئيس الأميركي، طريقة تعامله مع أزمة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية.

وعشية مناسبة مرور ستة أشهر من رئاسته، قال ترامب في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، الأربعاء، إنّه ما كان ليعين سيشنز وزيراً للعدل لو عرف أنّه سينأى بنفسه في التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" حول قضية التدخل الروسي.

وما زاد من المتاعب التي تواجهها إدارة ترامب منذ بدايتها، إعلان لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي أنّها ستستمع إلى إفادة نجله الأكبر دونالد ترامب جونيور، الأسبوع المقبل، من أجل تقديم تفسيرات عن لقاء مثير للجدل، عقده مع محامية روسية خلال الحملة.

وقال ترامب لـ"نيويورك تايمز"، معرباً عن ندمه لتعيين وزير العدل "كيف يمكن أن تقبل وظيفة ثم تنأى بنفسك؟ لو كان نأى بنفسه قبل الوظيفة، لكنت قلت له "شكراً جيف لكني لن أعيّنك".

وأضاف ترامب، أنّ ما فعله سيشنز "بحق الرئيس ظالم إلى أقصى الحدود، وهذه كلمة مخففة". وكان جيف سيشنز قد نأى بنفسه عن التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" تحت وصاية وزارة العدل، بعد الكشف عن لقاء مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، خلال الحملة.

إلا أنّ سيشنز (70 عاماً)، العضو الواسع النفوذ منذ فترة طويلة في مجلس الشيوخ والمقرب جداً من الرئيس، كان مع ذلك من أوائل مؤيدي ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية. لكن أداءه أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، والتي تحقق في قضية التدخل الروسي، في يونيو/ حزيران الماضي، لم يقنع الرئيس الأميركي. وقال ترامب لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ سيشنز أعطى "أجوبة سيئة".

وأضاف "كان يرد على أسئلة بسيطة وكان يجب أن تكون الإجابات عنها بسيطة، لكنها لم تكن كذلك".

وقد رفض سيشنز الرد على الأسئلة الملحة، لأعضاء في مجلس الشيوخ حول محادثاته مع دونالد ترامب، مشيراً إلى سرية تلك المحادثات.

لم يكشف سيشنز للجنة عن محادثاته وترامب (صامويل كوروم/الأناضول) 



وبالأخص، رفض سيشنز مراراً أن يكشف ما إذا كان تحدث إلى الرئيس حول طريقة تعاطي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، مع التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية.

وكان كومي أكد، لدى إدلائه بشهادته أمام اللجنة نفسها، قال إنّ ترامب طلب منه "التخلي" عن تحقيق حول مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، ما يمكن أن يعرض الرئيس لاتهامات بعرقلة القضاء.

وكان فلين أُرغم على الاستقالة/ من قبل ترامب، بعد أسبوعين من توليه مهامه وسط شكوك بأنّه كذب حول اتصالاته بمسؤولين روس.

وعبر ترامب أخيراً، عن إحباطه إزاء الضغوط التي يتعرض لها سيشنز حول اتصالاته بروسيا، وتمحورت المقابلة التي أجرتها "نيويورك تايمز" حول القضية الروسية بالكامل تقريباً.

ويدلي الابن البكر للرئيس الأميركي، دونالد ترامب جونيور، بإفادته أمام لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ، الأربعاء المقبل، على غرار المدير السابق لحملة ترامب بول منافورت.

وقد شارك ترامب جونيور ومنافورت في لقاء مع محامية روسية هي ناتاليا فيسيلنيتسكايا في يونيو/حزيران 2016، لمحاولة الحصول على معلومات "ضارة" حول هيلاري كلينتون المنافسة الديمقراطية لدونالد ترامب.

وذكرت شبكة "سي إن إن"، أنّ جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ومستشاره المقرب، والذي شارك في ذلك اللقاء أيضاً، سيدلي بإفادته على حده، الإثنين المقبل، في جلسة مغلقة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.

وكان الكشف عن هذا الاجتماع، قد أزعج كثيراً فريق ترامب الذي ينفي منذ أشهر حصول أي محاولة تنسيق مع الروس خلال الحملة الرئاسية الأميركية.

"الحمى الروسية"

حرصاً منه على تأكيد براءته، اتهم الرئيس الأميركي أيضاً المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" جيمس كومي، أنّه حاول ممارسة ضغوط عليه من خلال الإشارة إلى وجود ملف يسيء إلى روسيا حول الملياردير الأميركي.

ويسود الاعتقاد أنّ هذا الملف الذي جمعه جاسوس بريطاني سابق، يحتوي على معلومات مقلقة حول "مغامرات جنسية" لدونالد ترامب في موسكو.

وقال ترامب لصحيفة "نيويورك تايمز"، "برأيي، لقد حدثني عن هذا الأمر لأنّه كان يريد أن أظن أنّه في حوزته".

من جهة أخرى، قلل البيت الأبيض والكرملين، الأربعاء، من أهمية لقاء بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ الذي لم تعلن عنه الصحافة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارا ساندرز، "مرة أخرى، سيطرت الحمى الروسية على وسائل الإعلام وسارع الجميع لاختلاق قضية غير موجودة"، بحسب وصفها.

وتحدث عن الموضوع نفسه نظيرها في الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي قال لوكالة "تاس" الروسية للأنباء "لم يُعقد أي لقاء سري وبعيد عن الإعلام. ومن العبث تأكيد ذلك".

(فرانس برس، العربي الجديد)



المساهمون