خالف وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، مساء الخميس، الموقف الرسمي المحايد لحكومته حيال التوتر الناتج في منطقة الخليج بسبب الحملة ضد قطر، فقال خلال إفطار حزبي في منطقة البقاع (شرق لبنان) إن "دولاً صغيرة ترتكب أخطاء كبيرة تتسبب في مشاكل كثيرة".
وأضاف أن "الاعتدال ينتصر في المنطقة، والتحالف بقيادة السعودية في اليمن يتقدم وسينتصر"، ما أوحى بأن المقصود من كلامه هو دولة قطر، وخصوصاً أنه سبق له أن استخدم هذا المصطلح لدى حديثه عن الدوحة عندما اتهمها بالوقوف خلف احتجاجات شعبية في بيروت عام 2015 على خلفية أزمة غرق الشوارع بالنفايات.
وبات المشنوق، المعروف بأنه من رموز محور الرياض ــ أبوظبي ــ القاهرة في لبنان، متخصصاً في مهاجمة قطر، من دون أن يحرجه ذلك ويمنعه من زيارتها، إذ إن آخر زيارة قام بها الرجل إلى الدوحة، حصلت في شهر يناير/كانون الثاني من العام الحالي.
وسبق أن أوقع المشنوق نفسه في إحراج كبير عرّضه لموجة من الانتقادات الشعبية، عندما هاجم قطر عام 2015 واصفا إياها بـ"الدولة العربية الصغيرة"، زاعماً أنها كانت تقف خلف الاحتجاجات الشعبية في لبنان، بسبب أزمة النفايات في لبنان وفشل المشنوق وباقي الوزراء في إيجاد حل لها.
ونهاد المشنوق معروف في الأوساط السياسية والإعلامية في بيروت، بأنه موالٍ بالكامل لمحور الرياض وأبوظبي والقاهرة، وأنه صاحب طموح بأن يصل يوماً ما إلى موقع رئاسة الحكومة من خلال دعم هذا المحور له. ويتردد في أوساط تيار المستقبل أن هذا الموضوع سبق وتسبب بتوتر داخل صفوف هذا التيار، خصوصاً على ضوء الأزمة التي يعاني منها رئيس الحكومة سعد الحريري في العلاقة مع الرياض على خلفية ملفات عديدة.
كما سبق للمشنوق أن حوّل، من موقعه في تيار "المستقبل" وفي الحكومة، "حزب الله"، إلى جزء من الخطط الأمنية الرسمية، بعدما استضاف مسؤول "وحدة التنسيق والارتباط" (بمثابة المنسق بين الجهازين السياسي والعسكري للحزب)، وفيق صفا، في اجتماع لمجلس الأمن المركزي (الذي يضم قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية)، نتج عنه تهجير أهالي بلدة الطفيل اللبنانية من بلدتهم شرقي البلاد عام 2014، وانتشار عناصر الحزب في البلدة بحجة حماية الحدود الشرقية مع سورية.
وتتزامن تصريحات المشنوق اليوم مع وجود سعد الحريري في السعودية، لـ"أداء مناسك العمرة". وكان الحريري قد حدد موقف حكومته من التوتر في منطقة الخليج، فقال، مساء الأربعاء، إن لبنان سيحافظ على "الحياد الإيجابي" إزاء كل الدول العربية، متعهداً بألا تتدخل بيروت في الخلافات المستجدة في منطقة الخليج. ويعمل في قطر، حوالي 70 ألف لبناني، تشكل تحويلاتهم المالية جزءاً أساسياً مما تبقى من الاقتصاد اللبناني الضعيف جدا. وبخلاف دول مثل الإمارات والسعودية، لم يسبق للدوحة أن قامت بطرد جماعي لعمال لبنانيين لأسباب طائفية أو سياسية.