"النهضة" التونسية: مراجعة الهيكلة لتفادي الخلافات الداخلية

30 يونيو 2017
الغنوشي يتلقى التقارير لتقييم أوسع (العربي الجديد)
+ الخط -



لم يستكمل حزب "النهضة" التونسي بعد بناء مؤسساته، رغم أنه متقدم على باقي مكونات الساحة السياسية، إذ لا يزال يعيش ارتدادات النقاشات التي تهم إدارة الحزب، والتي أثيرت خلال المؤتمر العاشر للحزب المنعقد في شهر مايو/أيار سنة 2016. 

ومن المرتقب أن تقدم ورقة التصورات لعملية الإصلاح الهيكلي داخل الحزب، خلال الدورة المقبلة لمجلس شورى الحركة، التي تنعقد في الأيام القليلة المقبلة.

ويتركز الخلاف حول طريقة اتخاذ القرار داخل قيادة "النهضة"، إذ بدا النظام الداخلي واضحاً في تقسيم المهام بين رئاسة الحزب والمكتب التنفيذي، فضلاً عن اختصاصات إحدى أهم المؤسسات، وهي مجلس الشورى والمجالس المصغرة المنبثقة عنه، والتي أضحت اليوم مجالا بدورها لمناقشة القرارات الهامة داخل الحزب، ومواقفه من الشأن الوطني. 

ولاتزال مسألة الهيكلة محل نقاش عميق داخل "النهضة"، وهو ما دفع مجلسها الشوروي لتكليف مجموعة مصغرة من أعضائه، تمثل جل التيارات، بالإضافة إلى ممثلين عن رئاسة الحزب والمكتب التنفيذي، يرأسها القيادي نجم الدين الحمروني، المختص في رسم الاستراتيجيات، لصياغة تصور جديد لهيكلة الحزب وتقديمه للدورة القادمة لمجلس الشورى. 

 

وأحرزت اللجنة المصغرة، وفق ما أكده القيادي بالنهضة، عبد اللطيف المكي، لـ"العربي الجديد"، تقدما في صياغة التصور، إثر نقاشات معمقة أحاطت بمختلف وجهات النظر حول الموضوع، ومن المرتقب أن تسلم الورقة إلى مجلس الشورى لتتم مناقشتها والنظر فيها في دورته العادية المقبلة. 

وأوضح المكي أن العمل على الرؤية الجديدة التي سيتم اقتراحها انطلق منذ مدة، من خلال التفكير والصياغة، وانتهى إلى تصور واضح، بيد أنه تعذرت مناقشته داخل مجلس الشورى، نظراً لتخصيص الدورات الماضية لمناقشة المستجدات على الساحة الوطنية والوضع الإقليمي. 

ودعا المكي الأحزاب السياسية التي تعيش خلافات داخلية إلى الاقتداء بـ"النهضة"، والاستفادة من تجربتها في حسم خلافاتها داخل مؤسسات ديمقراطية تحافظ على وحدتها.

وتأتي هذه الخطوة لتطوير العمل داخل الحركة ولنزع فتيل الخلافات قبل أن تتوسع حول حسن تدبير الحزب أيضا، وهو ما برز للعلن إبان المؤتمر الأخير لـ"النهضة"، وكذلك تطبيقا للوائح الناتجة عن المؤتمر، التي رسمت طريقة جديدة في اتخاذ القرار على مستوى قيادة الحزب.

ويركز جزء من التصور الجديد على المضمون، والذي تم الحسم فيه خلال المؤتمر الأخير، وما أقره من مراجعات فيما يتعلق بمرجعية "النهضة"وإقرارها الفصل بين العمل السياسي والدعوي. 

وتقيّم "النهضة" على مستوى رئاستها، بعد مرور أكثر من سنة على مؤتمرها، مدى تطبيق لوائحها السياسية والتنظيمية. 

وقد بدأ زعيم الحركة، راشد الغنوشي، منذ مدة، بتلقي التقارير المرفوعة إليه من المكاتب المختصة المتفرعة عن المكتب التنفيذي (مكتب المرأة، الشباب، العدالة الانتقالية، العلاقات الخارجية...) استعداداً لتقييم أوسع خلال الندوة الوطنية للحزب، التي يتم الإعداد لها حالياً، ومن المنتظر أن تنعقد خلال الأشهر المقبلة. 






دلالات