قال موقع "معاريف" الإسرائيلي، اليوم الجمعة، على إثر عودة المدعو شادي مزهر، إلى لبنان، أمس الخميس، وتسليم نفسه للجيش اللبناني، إنّ العشرات من أبناء عناصر جيش لحد (جيش لبنان الجنوبي المتعامل مع الاحتلال)، الذين فروا مع عائلاتهم إلى فلسطين المحتلة مع الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في العام 2000، يريدون العودة إلى لبنان ومواجهة السلطات هناك.
وبحسب التقرير، فإنّه على الرغم من مرور 17 عاماً على وجودهم في إسرائيل، فإنهم لا يزالون يعانون من الإهمال، كما أنّهم لم يتمكّنوا من الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، بينما نبذهم الفلسطينيون في الداخل.
تأسس "جيش لحد" في العام 1976 في منطقة مرجعيون الجنوبيّة على يد منشقّين عن الجيش اللبنانيّ، على يد الضابط سعد حداد. وتسلّم قيادة "لبنان الجنوبي" الضابط في الجيش اللبناني أيضاً، أنطوان لحد، في العام 1984، بعد وفاة حداد. وصل عديد الجيش الذي كان مسؤولاً عن معتقل الخيام، والذي قام بأعمال قتل وتعذيب بحقّ لبنانيين وفلسطينيين، إلى نحو 6000 جنديّ، تلقوا الدعم العسكري واللوجيستيّ من وزارة الدفاع الإسرائيليّة.
وقال شخص يُدعى ريمون أبو ضهر، وصفته "معاريف" بأنّه "قريب" لشادي مزهر، إنّ الأخير لم يتأقلم في إسرائيل، مضيفاً للموقع أنّ "شادي كان ولداً مشاكساً ومدمناً على المخدرات. صحيح أنّ عائلته جيدة إلا أنّه تورّط مع القانون طيلة الوقت، وكان مؤخراً بلا عمل وواجه صعوبات، كما أنّ المخدرات قتلته".
وأكد أبو ضهر للموقع، أنّ "الجيل الشاب من أبناء عناصر لحد، لا يتدبرون أمورهم في إسرائيل، ويمرون بمصاعب وتجارب قاسية، كما أنّ عائلاتهم تعيش في ظروف اقتصادية صعبة وغير سهلة، ويفكر قسم من الشباب بمغادرة إسرائيل والهجرة للغرب أو العودة إلى لبنان".
وكانت حكومة الاحتلال، قد وطنت عائلات جيش لحد في بلدات يهودية، وحاولت في البداية دمجهم في المجتمع الإسرائيلي، لكن سرعان ما تبيّن أنّ الاحتلال اهتم بكبار الضباط فقط وأصحاب الرتب العسكرية العليا، فيما تُرك الآخرون لملاقاة مصيرهم بالعيش على مخصصات إعانة زهيدة وغير كافية، وبدون عمل.
وقد توزّع قسم من هؤلاء العملاء في المدن اليهودية المختلفة، في تل أبيب وحيفا وفي مستوطنة كريات شمونة الحدودية، كما سعوا إلى الاندماج بالمجتمع الفلسطيني إلا أنّ الأخير لفظهم كلياً.
ونقلت صحيفة "معاريف" على موقعها على الإنترنت، على لسان نائب رئيس مستوطنة كريات شمونة إيلي زعفراني، قوله إنّه كان يسمع شادي مزهر وهو "يشكو كثيراً في الآونة الأخيرة، ويتحدّث عن العودة إلى لبنان، ولا يريد البقاء هنا بعد الآن".
ونقل موقع "360" عن ناشط آخر في صفوف أبناء عملاء جيش لحد، يدعى جونثان الخوري، قوله إنّ "هناك تمييزاً ضدّ قسم من جيش لحد، مقارنة برفاقهم ممن لا تعترف وزارة الأمن الإسرائيلية بدورهم، وبالتالي فقد تم الفصل في معالجة ملفات 150 عائلة من جيش لحد تتولى رعايتها وزارة الأمن، وهؤلاء اندمجوا جيداً في إسرائيل، مقابل أكثر من 480 عائلة تُرك أمرها لوزارة العمل والرفاه الاجتماعي".
وتابع الخوري أنّ "هذا الأمر أدى إلى ملاقاة العائلات مصاعب اجتماعية واقتصادية ومشاكل في العثور على عمل، وفي قدرتها على الاندماج في المجتمع الإسرائيلي".
وحذر الخوري، بحسب الموقع الإسرائيلي، من أنّه "في حال تفاقمت حالات هذه العائلات، فإنّه لا يستبعد أن تتدهور الأوضاع إلى حد تحوّل العودة إلى لبنان، الملاذ الأخير لهؤلاء"، بحسب تعبيره.