300 ألف مصلٍّ يحيون ليلة القدر في الأقصى

22 يونيو 2017
غصت ساحات الاقصى بالمصلين (أحمد غربالي/فرانس برس)
+ الخط -
وسط تدابير أمنية إسرائيلية مشددة، أدى نحو 300 ألف مصل فلسطيني ليل الأربعاء – الخميس، صلاة التراويح وأحيوا ليلة القدر، في المسجد الأقصى المبارك متوافدين إليه من القدس، ومدن وبلدات الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ومن محافظات الضفة الغربية، إذ فرضت قوات الاحتلال قيوداً مشددة على دخول الشبان دون سن الأربعين عاماً.


وكان عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين، قد توافدوا إلى المسجد الأقصى في القدس، لإحياء ليلة القدر منذ ساعات ما بعد ظهر اليوم الأربعاء، واضطروا للسير عدة كيلومترات على الأقدام بعد أن أغلقت قوات الاحتلال جميع الطرق ومحاورها المؤدية إلى البلدة القديمة، من القدس والمسجد الأقصى، ونشرت آلافاً من الجنود في أنحاء مدينة القدس، خاصة شوارع "السلطان سليمان"، و"صلاح الدين"، و"وادي الجوز"، و"نابلس"، فيما اتخذت إجراءات مشددة على الحواجز العسكرية المقامة على مداخل المدينة، تخللها إغلاق ساحات عامة في محيط تلك الحواجز ومنع المواطنين الفلسطينيين من دخولها والاقتراب منها.

بدورها، اتخذت إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس تدابير خاصة لتأمين النظام وحماية المصلين داخل ساحات الأقصى، بالتعاون مع مفوضية الكشافة الفلسطينية، وطواقم الإسعاف والإنقاذ، وفرق النظام التي عملت على تنظيم صفوف المصلين.

ونظم مسؤولو الأوقاف وعلى رأسهم مدير عام الأوقاف، الشيخ عزام الخطيب، ومدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، جولات داخل الساحات تفقدوا خلالها سير النظام هناك.

وقال الخطيب في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "إدارته استقبلت بنجاح عشرات آلاف المصلين الذين ازدحمت بهم ساحات الأقصى منذ ساعات العصر، وقدرت أعداد من أحيوا ليلة القدر الليلة بنحو 300 ألف"، مشيرا إلى أن "إجراءات الاحتلال وقيوده حرمت آلاف المواطنين الفلسطينيين من الوصول للقدس، كما أدى إغلاق العديد من الطرق إلى إنهاك الفلسطينيين من كبار السن، الذين ساروا لمسافات طويلة وأخضعوا لتفتيشات عند بوابات البلدة القديمة من القدس".

بدوره، قال الشيخ ناجح بكيرات، وهو رئيس التعليم الشرعي في الأوقاف الإسلامية بالقدس، إنه "تم التحضير لتقديم موائد الإفطار لأعداد كبيرة جدا من المصلين، وتم تجهيز حوالي 15 ألف وجبة لوقت السحور، و30 ألف وجبة إفطار".

وتشهد أسواق البلدة القديمة من القدس في هذه الأثناء ازدحاما شديدا، بعد تدفق آلاف المصلين الذين أحيوا ليلة القدر إليها لغرض التسوق، قبل أن يعودوا ثانية إلى الأقصى لتناول وجبات السحور هناك.

واكتظت المطاعم ومحيط بسطات الباعة المتجولين بالمواطنين الفلسطينيين، فيما اختار بعضهم شراء حلويات العيد من محال للحلويات اشتهرت بصناعتها، بينما تحولت ساحة باب العامود إلى ميدان لتجمع أعداد غفيرة من الشبان، كانت سلطات الاحتلال قد أغلقتها منذ يوم الجمعة الماضي عقب العملية الفدائية التي نفذت هناك، وارتقى خلالها ثلاثة شهداء فلسطينيين من قرية دير أبو مشعل بمحافظة رام الله، فيما لقيت مجندة إسرائيلية مصرعها.