مصر: سباب وألفاظ نابية بين النواب المؤيدين والمعارضين لاتفاقية الجزيرتين

13 يونيو 2017
محاولات لتمرير الاتفاقية رغم اعتراض النواب (العربي الجديد)
+ الخط -

هدد نواب تكتل (25 - 30) بتقديم استقالاتهم من مجلس النواب المصري، اعتراضاً على طريقة إدارة رئيس البرلمان، علي عبد العال، لجلسات مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وإصراره على إثبات تبعيتها للسعودية، موالاة لموقف حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي.


وقالت عضو التكتل، النائبة المستقيلة من حزب المصريين الأحرار، نادية هنري، إن 35 نائباً يتأهبون لتقديم استقالاتهم رسمياً من البرلمان، بسبب التجاوزات المستمرة من رئيسه، واعتماده بشكل أساسي على الخبراء المؤيدين للاتفاقية، دون إتاحة الفرصة لأي من معارضيها، باستثناء خبيرة ترسيم الحدود، هايدي فاروق.

وأشارت هنري إلى أن "الأخيرة (فاروق) مصرية أباً عن جد، عملت بالاستخبارات العامة المصرية، وكلفها رئيسها الراحل، عمر سليمان، بالتحقق من ملف الجزيرتين ما بين عامي 2008 - 2010، إلا أن بعض النواب اتهموها بأنها أميركية، وعميلة للاستخبارات الأميركية، لمجرد كشفها عن وثائق تؤكد مصرية الجزيرتين".

واشتبك عضو حزب الوفد، محمد سليم، مع النائب مصطفى كمال الدين، بسبب موقفه الرافض للاتفاقية، في جلسة اليوم الثلاثاء، وتطور الخلاف إلى حد الاشتباك بالأيدي، وتدخل النواب للفصل بينهما. وتطاول سليم على كمال الدين بألفظ بذيئة، في حين التزم رئيس البرلمان الصمت، دون رد فعل تجاه النائب المتطاول.

كما هاجم عضو ائتلاف الغالبية، النائب سعيد شبايك، عددا من النواب الرافضين للاتفاقية، واشتبك بالأيدي مع النائب خالد يوسف، قائلاً له "أنت سافل، وقليل الأدب"، رداً على سب يوسف لأمه، الذي وقف على الدرج موجهاً حديثه بصوت عال لنواب ائتلاف (دعم مصر)، قائلاً "أنا ممول وقالولي خد فلوس، وخليك واقف".

وسادت حالة من الهرج والمرج داخل القاعة، فاستغل عبد العال الموقف، وأغلق باب المناقشة في الاتفاقية، بعد طلب النائب كمال أحمد، الذي استقال في السبعينيات رداً على اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، وهو ما أثار استياء نواب تكتل (25 - 30)، لتاريخه البرلماني المعارض للسلطة.

وكانت مشادات قد وقعت بين النواب، عندما قاطع يوسف رئيس الجمعية الجغرافية، سيد الحسيني، فور البدء في إلقاء كلمته، لتكرار نفس حديثه عن سعودية الجزيرتين على مدار ثلاثة أيام، إذ توجه إليه النائب أحمد الطنطاوي، وألقى "الميكرفون" من أمامه على الأرض، وطالبه بالخروج من القاعة.

وكلف عبد العال أمانة اللجنة التشريعية بتحرير مذكرة بالواقعة، وما تم فيها، على أن تعرض تقريرها على المجلس لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأن رد اعتبار المجلس، مشيراً إلى إحالة مذكرة بالواقعة إلى هيئة مكتب اللجنة للتحقيق فيها، فيما انفعل نواب التكتل رفضاً لإحالة زميلهم، ووجهوا انتقادات حادة لرئيس المجلس.

وصرخ النائب ضياء داوود، قائلاً لعبد العال: "أنت اتهمتنا بالعمالة.. يا تحولنا كلنا، يا إما تعتذر لينا"، مخاطباً رئيس اللجنة التشريعية، بهاء الدين أبو شقة، قائلاً له: "أنت رئيس اللجنة، ورئيس المجلس اتهمنا بالعمالة، هات لنا حقنا"، إلا أن أبو شقة اكتفى بهز رأسه. ووجه داوود كلامه لنواب دعم مصر، قائلاً: "لا يوجد نواب ممولون داخل القاعة".

وأصر عبد العال على إخراج الأعضاء من غير نواب اللجنة التشريعية، لأخذ التصويت على الاتفاقية، قائلاً إن الطنطاوي ارتكب جناية إتلاف مال عام، وأقدم على تصرف يستحق إسقاط عضويته عقب إلقاء "الميكرفون" من أمام المتحدث على الأرض، وتم تسجيله بالصوت والصورة، على حد قوله.