ردود أفعال ليبية محلية متفاوتة إزاء لقاء السراج وحفتر

04 مايو 2017
غموض يلف نتائج لقاء السراج وحفتر (تيزيانا فابي/فرانس برس)
+ الخط -

فيما لا تزال نتائج اللقاء، الذي انعقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بين رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، وقائد جيش برلمان طبرق، اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، غامضة باستثناء ما يدور بشأنه حول تقريب وجهات النظر، تفاوتت مواقف الأطراف المسيطرة في غرب البلاد حوله.


ففيما رحب مجلس أعيان مدينة الزنتان، أقصى غرب البلاد باللقاء، من خلال بيان له أمس الأربعاء، معتبرا إياه خطوة ايجابية في طريق تسوية أزمة البلاد، أكدت مصادر محلية من مصراتة اقتحام قوى مسلّحة مقر اجتماعات بلدية المدينة، وإرغام رئيس البلدية، محمد الشتيوي، على الاستقالة.

وكان المجلس العسكري لمدينة مصراتة، المعروف بمواقفه المعارضة لتولي حفتر أي منصب عسكري، قد شجع مجموعات مسلّحة على التظاهر أمام مقر المجلس البلدي الموالي لحكومة الوفاق، والداعم لمساعي التقارب مع قيادة قوات حفتر، قبل أن يقوم المسلحون بقفل مقر البلدية بالطوب الإسمنتي.

وفي أعقاب اقتحام مقر اجتماعه أعلن الشتيوي، أن الاستقالة التي أرغم على توقيعها لا تمثله وأنه مستمر في عمله، ودعمه مساعي التسوية والتهدئة في البلاد.

وفي طرابلس، أعلنت "كتيبة النواصي"، التي تعتبر من أكبر قوات حكومة الوفاق، وتعمل تحت مسمى "إدارة الأمن المركزي"، عن متابعتها للقاء بين السراج وحفتر.

واللافت في بيان "كتيبة النواصي" اعتبارها أن اللقاء "جاء فى ظل الصراعات السياسية والانقسامات الداخلية فى ليبيا، من قبل شخصيات لا ترتبط بالوطنية بصلة، ولا تعمل في صالح المواطن البسيط".

وذكرت الكتيبة، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية، أنها "مع أي اتفاق سياسي يتضمن كافة المكونات السياسية والاجتماعية والعسكرية، دون قيد أو شرط، ويوحد ويفعل مؤسستي الجيش والشرطة دون اختزالهما تحت منطقة أو شخص معين"، في إشارة لما رشح من شروط بتقليص حجم المجلس الرئاسي، وتولي حفتر قيادة الجيش.

وجاء في بيان الكتيبة إعلانها عن قرب تكوين جسم سياسي للمنطقة الغربية والجنوبية، وقالت "سوف تنبثق في القريب العاجل قيادة موحدة سياسياً وعسكرياً واجتماعياً للقوة الموجودة في العاصمة خاصة، والمنطقة الغربية والجنوبية عامة"، دون أن توضح ما إذا كان هذا الجسم بديلاً عن السلطات الحالية، أم أنه الجسم المنتظر انبثاقه عن لقاء حفتر بالسراج. ودعت الكتيبة "شرفاء الوطن للمشاركة في لمّ شمل قيادة تمثل كافة الليبيين دون إقصاء".

وفي خطوة موازية، ظهر رئيس المؤتمر الوطني العام، نوري أبو سهمين، لأول مرة بعد غيابه لأكثر من سنة ونصف السنة، يرافقه رئيس حكومته، خليفة الغويل، في زيارة رسمية لدولة غينيا كوناكري أمس الأربعاء.

وبحسب قناة "النبأ" الليبية فإن أبو سهمين والغويل استُقبلا بشكل رسمي من سلطات غينيا كوناكري، والتقيا رئيس الدولة، ألفا كوندي، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي الحالي لمناقشة قضايا تتعلق بالوضع الراهن في البلاد، بحسب القناة.

وقالت القناة إن أبوسهمين والغويل وصلا إلى العاصمة الغينية، برفقة عدد من وزراء حكومة الإنقاذ. ولا يعرف ما إذا كان الظهور المفاجئ واللافت لأبو سهمين وحكومته، قد جاء في إطار عرقلة جهود التقارب بين سلطتي طرابلس وطبرق، أم أنه يأتي في إطار بحثها عن موقع في السلطة الجديدة في البلاد، لا سيما وأن المؤتمر يعتبر نفسه السلطة الأعلى الشرعية في البلاد بعد صدور حكم قضائي يبطل دستورية جلسات البرلمان في طبرق.