وثيقة حماس... فتح تنتقد و"الجهاد" تعارض و"الشعبية" تدرس تعليقها

02 مايو 2017
تباينت مواقف الفصائل من إعلان حماس لوثيقتها (العربي الجديد)
+ الخط -
أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، نافذ عزام، أن حركته تختلف مع حركة حماس في موقفها الأخير الذي تضمّنته وثيقتها الجديدة بشأن القبول بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، في ظل الأوضاع الراهنة. فيما رأت فتح أن حماس لم تأت بشيء جديد، ولم تعبر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن موقف واضح.

وقال عزام لـ"العربي الجديد"، إن النهج السياسي الحالي للحكومة الإسرائيلية وموقف الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، يؤكدان أن توقيت الإعلان عن قبول الدولة الفلسطينية لم يكن مناسباً في ظل المرحلة الحالية، مشدداً على أن لحركته موقفاً آخر معارضاً للموقف الذي تبنته حماس.

ورأى القيادي البارز في حركة الجهاد، أن حماس قدّمت الكثير للقضية الفلسطينية، طيلة السنوات الماضية، وكانت حاضرة بشكل قوي. والحديث عن بنود الوثيقة، وبشكل خاص علاقتها مع الآخرين، هو ملف خاص بها تحددها هي وحدها، وأن الاختلاف معها فقط هو بشأن القبول بدولة فلسطينية على حدود 1967.

وقالت حركة "فتح"، اليوم الثلاثاء، تعقيبا على إعلان الوثيقة، إن "حماس لم تأت بشيء جديد، وإن قبولها بدولة على حدود عام 1967 يتناقض مع ممارساتها على الأرض، الرامية إلى فصل قطاع غزة، أو قبولها بدولة ذات حدود مؤقتة".


وأضافت "فتح"، في بيان لها، أنه كان الأولى أن تذهب "حماس" أولا إلى منظمة التحرير الفلسطينية وتخرج موقفها في إطار وحدة وطنية حقيقية، وليس من خلال محاولات فاشلة لتقديم أوراق اعتماد، وفق البيان.


وأوضحت حركة "فتح" أن الواقعية السياسية أمر جيد إذا كانت في إطار الوحدة والتوافق الوطني، وإذا كانت المواقف تنسجم مع الشرعية الدولية، وليست مواقف ملتبسة ومتناقضة.


وتساءلت "فتح": "هل حماس بهذا الموقف تريد وحدة وطنية، أم تسعى إلى تقديم أوراق اعتماد؟". فيما أكدت "فتح" أن "كل المؤشرات لا تشير، لا من قريب أو بعيد، إلى أن حماس متجهة نحو الوحدة الوطنية".


من جهتها، رحّبت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، في بيان لها، بالإعلان عن الوثيقة البرنامجية الجديدة لحركة حماس، وما تضمنته من تطور إيجابي في فكر ورؤية الحركة سيساعد على إرساء قاعدة مشتركة للوحدة الوطنية الفلسطينية، والتوافق على رؤية استراتيجية فلسطينية موحدة تتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني، غير القابلة للتصرف وبالأهداف والثوابت الوطنية، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على كامل الأراضي المحتلة منذ عام 1967، مع ضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها.


وأبدت حركة المبادرة الوطنية ارتياحها لما تضمنته الوثيقة من تأكيد على الطابع الإنساني الشامل للقضية الفلسطينية، وعلى تبنّي كل أشكال المقاومة، وما ذكرته حول التمسك بمبادئ التعددية السياسية والممارسة الديموقراطية والشراكة كأساس لتنظيم العلاقات الداخلية الفلسطينية.


واعتبرت المبادرة الوطنية الفلسطينية أن هذا التطور الإيجابي يوفر أساسا لوحدة كافة القوى الفلسطينية، وإنشاء قيادة وطنية موحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بما يفتح الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاء الانقسام، وإجراء الانتخابات الديموقراطية الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني.


وأكدت حركة المبادرة الوطنية أن ردود الفعل المتشددة والعصبية لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد إعلان الوثيقة تدل على مدى رعب الحكومة الإسرائيلية المتطرفة من انفتاح أفق لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، كما تؤكد عداء حكومة نتنياهو للسلام العادل ولحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة والاستقلال.


من جانبها، رفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التعقيب على الوثيقة، وقد اكتفى عضو القيادة السياسية لها، هاني الثوابتة، في رده لـ"العربي الجديد"، بالقول إنهم في مرحلة دراسة لها بشكل كامل، وسيجرى الإعلان لاحقاً عن موقف موحّد منها.

وفي وقت سابق، عبّر أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، اليوم الثلاثاء، عن أمله في أن تشكّل وثيقة حركة حماس الجديدة أساساً لانطلاقة جديدة لصياغة وحدة وطنية فلسطينية.

وقال الرجوب، في حديث لإذاعة "فلسطين" الرسمية، صباح اليوم، "نحيّي هذا الإدراك المتأخر لحركة حماس، لأنها جزء من الشعب الفلسطيني، إضافة لتبنّي الحركة الواقعية السياسية في الوثيقة التي تشمل إقامة دولة فلسطينية".

وأكد أمين سر مركزية فتح، أن الإقرار بهذا يعتبر إنجازاً لصالح المشروع الوطني الفلسطيني، وأن الوثيقة أحدثت تحولًا لدى حماس، وبات واضحاً الخط البراغماتي الواقعي في نهج الحركة، فيما أشار الرجوب إلى استعداد حركته لبناء شراكة حقيقية مع حماس، من خلال عملية ديمقراطية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وتستعدّ حماس للإعلان عن اسم رئيس مكتبها السياسي الجديد، خلال الأيام القليلة المقبلة، وفقاً لما أعلنه مشعل، في الوقت الذي تشير فيه كل الترجيحات إلى أن نائب رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة، إسماعيل هنية، هو الأقرب لشغل هذا المنصب.