شنّ الجيش المصري ومجموعات عسكرية تابعة لقبيلة الترابين، اليوم السبت، حملات عسكرية على مناطق جنوب رفح، والشيخ زويد؛ تستهدف مناطق تواجد تنظيم "ولاية سيناء" المسلح الذي أعلن ولاءه لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأفادت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، أن الجيش دفع بعشرات الآليات العسكرية الثقيلة من دبابات وجرافات وسيارات رباعية الدفع إلى مناطق البرث والجورة جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء.
وأشارت إلى أن مجموعات عسكرية تابعة للقبيلة كانت في انتظار قوات الجيش ليشتركا معاً في حملة عسكرية ضد تنظيم "ولاية سيناء"، وهي المرة الأولى التي تسير دوريات تابعة للجيش مع القبلية في حملة عسكرية.
وتأتي هذه الحملات العسكرية بعد أيام من مقتل 20 مصرياً من قبيلة الترابين، بينهم قادة، وإصابة آخرين، في هجوم لتنظيم "ولاية سيناء".
هذه التطورات تأتي أيضاً، بعد شهر من التوتر الذي تشهده مناطق محافظة شمال سيناء، والحشد العسكري من الترابين والتنظيم المسلح، تخلله قتل واختطاف لأشخاص من كلا الجانبين.
وتعيش مناطق شمال ووسط سيناء أوضاعاً أمنية متدهورة منذ أربع سنوات، خسر خلالها الجيش المصري مئات الجنود، وسقط آلاف المدنيين بين قتيل وجريح ومعتقل، فيما تقطن في سيناء عدة قبائل كبيرة العدد، أهمها الترابين والرميلات والسواركة وغيرها.
وحاول الجيش، خلال السنوات الماضية، تجييشها لمصلحته، إلا أنها رفضت ذلك مراراً.
ودخلت قوات الجيش والشرطة في صدام مع أهالي سيناء، منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، مع تزايد وطأة الانتهاكات التي تطاول الأهالي العزّل، ما يعرقل أي محاولة للتقارب مع القبائل لمواجهة تنظيم "ولاية سيناء".
ولم يتمكّن الجيش المصري من السيطرة على الأوضاع في شمال سيناء، في ظل تطور تكتيكات وعمليات التنظيم المسلّح، والتي باتت تسفر عن عدد كبير من القتلى والمصابين من الجيش والشرطة.