لقاء هادي وسلمان: دعم سعودي لقرارات الرئيس اليمني

30 ابريل 2017
اعتُبر اللقاء التطوّر الأهم خلال الساعات الأخيرة (سبأ)
+ الخط -

في الوقت الذي تحوّلت فيه أزمة القرارات الأخيرة في عدن إلى صدارة اهتمام اليمنيين، جاء لقاء العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بالرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ليمثل دعماً سياسياً ومعنوياً للأخير، في الوقت الذي تواصل فيه شخصيات محسوبة على الإمارات العربية المتحدة مهاجمة القرارات، واعتبارها منحازة إلى "الإخوان المسلمين"، رغم أن محافظ عدن المُقال، عيدروس الزبيدي، لم يعلن موقفاً رسمياً من القرار حتى اليوم.

وكان لقاء سلمان - هادي في جدة، مساء أمس السبت، هو التطور الأهم خلال الـ48 ساعة الماضية، إذ يعدّ الأول منذ أشهر، وجاء ليمثل دعماً سياسياً للرئيس هادي. وأكدت مصادر يمنية قريبة من الحكومة الشرعية لـ"العربي الجديد" أن اللقاء كان مكرساً للتباحث حول التطورات في مدينة عدن، وما تبعها من لغط، وعموم القضايا المرتبطة بالأزمة اليمنية، من دون الكشف عن تفاصيل حول طبيعة الموقف السعودي.

من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، عن الملك سلمان أنه، وخلال اللقاء، أكد استمرار بلاده في "دعم شعب اليمن وحكومته الشرعية بكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في الأراضي اليمنية"، الأمر الذي فُسّر بأنه رسالة سعودية لدعم الشرعية التي يمثلها الرئيس هادي؛ وإن لم تذكره الوكالة السعودية بالاسم، في ظل حملة الانتقادات التي يتعرض لها من أطراف بعضها محسوب على التحالف. ومن جهة أخرى، جاء اللقاء ليعكس وصول أزمة القرارات الأخيرة إلى أعلى المستويات داخل التحالف.

وفي السياق، أدى محافظ عدن الجديد، عبدالعزيز المفلحي، اليوم الأحد، اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي، في تطور يرد على الشائعات التي تحدثت عن احتمال تراجع الرئيس هادي عن قرار إقالة المحافظ السابق عيدروس الزبيدي

ومن جهة أخرى، فإن أداء اليمين الدستورية بعد ساعات من لقاء الملك سلمان في جدة، يقدّم دليلاً إضافيّاً على أن اللقاء كان بمثابة دعم سياسي لقرارات الشرعية.

وسبق ذلك لقاءٌ جمع محافظ عدن الجديد بالسفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، وكلها فُسرت بأنها رسائل دعم إقليمي ودولي لقرارات الرئيس هادي.

في المقابل، وعلى الرغم من مرور ثلاثة أيام على صدور القرار المثير للجدل، لم يعلن محافظ عدن المقال موقفاً مرحباً أو رافضاً لإقالته. وعوضاَ عن ذلك، بدأت القيادات الموالية له، وتيارات داخل الحراك الجنوبي، بتنظيم تظاهرات شعبية رافضة للقرار. وكشفت مصادر محلية في عدن لـ"العربي الجديد"، عن توجه للتحضير لتظاهرة "كبرى"، سيتم تنظيمها يوم الخميس المقبل، لرفض قرارات الرئيس هادي بإقالة الزبيدي، وكذلك القرار الخاص بإقالة وزير الدولة، هاني بن بريك، وإحالته إلى التحقيق.

وكانت مدن عدن والضالع وردفان (في لحج)، وبعض مناطق أبين وشبوة جنوبي البلاد، شهدت تظاهرات متفاوتة نظمها مناصرون للحراك الجنوبي، ورفع المشاركون خلالها شعارات معارضة للقرارات، خصوصاً فيما يخص الزبيدي، الذي استقبل في منزله بعدن، يوم الجمعة الماضي، عشرات الشخصيات الاجتماعية والقيادات المحلية والعسكرية المتضامنة معه ضد القرار، وسط أنباء عن حشد المزيد من المسلحين من مختلف الأطراف إلى عدن خلال الأيام القليلة الماضية.

ومنذ صدور قرارات الرئيس هادي، يوم الخميس الماضي، لجأت تيارات محلية وقيادات في الحراك الجنوبي، مدعومة من الإمارات، إلى تنظيم التظاهرات وحشد الشارع في المحافظات الجنوبية، تحت ما سُمي بـ"شرعية الثورة الجنوبية"، أو "شرعية الشعب"، وتعرّض الرئيس هادي نفسه لهجوم من شخصيات إماراتية، ذكرته بالاسم، على غرار ضاحي خلفان، وأخرى لمّحت إليه ضمناً، عبر الإعلام، أو عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
المساهمون