المرزوقي: الثورة التونسية باقية اليوم وغداً

تونس

إيمان بن حسين

avata
إيمان بن حسين
29 ابريل 2017
8337662E-7075-4E5C-9CC7-FDC318AB2329
+ الخط -
انتقد الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، لدى افتتاحه، اليوم السبت، المؤتمر الأول لحزبه "حراك تونس الإرادة"، القائمين على الحكم اليوم، موجهًا أصابع الاتهام بتكريس منظومة الفساد وحمايتها من خلال توجّههم إلى تمرير قانون المصالحة.

وقال المرزوقي إنّ "كلّ المؤشرات الحالية تدلّ على أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ بسبب فشل النظام الجديد، وعدم قدرته على تحقيق الاستقرار".

وأكّد أن "السيادة الوطنية خطّ أحمر، وأن السيادة الوحيدة هي للشعب التونسي" وأضاف: "نحن مدينون لهذه الثورة بالحرية، ونحن أولادها ونؤمن بها بالرغم من انتقاد البعض لها"، وردّ المرزوقي على من يعتبر أن بن علي رجل دولة قائلا "الثورة هي التي أوصلتهم إلى مناصبهم وهي باقية ومنتصرة اليوم وغداً".

وأكد رئيس "حراك تونس الإرادة" أن "من يدعون (الرئيس الأسبق زين العابدين) بن علي رجل الدولة؛ هم الذين يعتلون المنابر الإعلامية لتبييض منظومة الفساد والفاسدين ويضيعون هيبة الدولة".

وبيّن في هذا السياق أن "المنظومة الحالية هي التي ألقت بنا في هذا المستنقع الذي نتخبّط فيه اليوم، حيث تملّصوا من وعودهم القائمة على برنامج حكومي لا مثيل له كما يدعون".
وأضاف المرزوقي: "النتيجة اليوم من حكمهم هي صفر تنمية، بينما في حكم الترويكا حققنا نسبة نمو ناهزت 3 بالمائة".

وتابع: "الأزمة اليوم تتمثل في التوريد العشوائي، ما تسبب في عجز الميزان التجاري وغياب إصلاح هيكلي للمنظومة التجارية".

وأعرب المرزوقي عن مساندته المطلقة لأهل تطاوين، واعتصام الـ"كامور"، و"كل الجهات المنتفضة في حراك اجتماعي سلمي للدفاع عن ثرواتهم وحمايتها من أيادي النهب".

وحذّر من كل تبعات سياسة "بكل حزم"، قائلاً إن "هدفها القمع بالقوة لكل الاحتجاجات الاجتماعية، ونعرف مسبقًا نتائجها"، معتبرًا أن "تطبيق القانون (يسري) فقط على الفقراء والمساكين والمهمشين، وفي المقابل يمررون قانونًا لتبييض الفساد والفاسدين باسم الأغلبية في البرلمان".

واعتبر المرزوقي أن قانون المصالحة "ضرب لمفهوم العدل، وغياب لمبدأ المساواة بين التونسيين"، مضيفًا أن "السلطة هي سلطة الشعب، ولا معنى لمصالحة وطنية في مثل هذه القوانين التي هي في حقيقة الأمر هتك لدماء المئات من الشهداء، وكرامة المئات من جرحى الثورة".

وانتقد، في الاتجاه ذاته، ما سماها بـ"الأبواق الإعلامية التي كرست منظومة الفساد، وزيفت الحقائق، كما فعلت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2014". وقال إن "حراك تونس الإرادة سيؤسس للديمقراطية الحقيقية من خلال التأسيس لحكم محلي شفاف".

من جهة أخرى، عبّر المنصف المرزوقي عن مساندته المطلقة للأسرى والأبطال القابعين في سجون الاحتلال، منددًا أيضًا بحكم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والظلم الذي تعرض له الرئيس المعزول، محمد مرسي، على حدّ قوله.

من جانبه، أكّد عدنان منصر، لـ"العربي الجديد"، على هامش افتتاح المؤتمر الأول للحزب، اليوم السبت، أن "هذا المؤتمر هو المؤتمر الانتخابي الأول الذي ينعقد تحت شعار الثبات والأمل، وسيحضره 400 عضو من مختلف المحليات الجهوية للحزب".

وقال منصر: "بدأنا في الانتخابات المحلية لتركيز مبدأ التمثيلية الشعبية، والمؤكد أنّ المؤتمر سيكون منطلقًا لتركيز عمل أكبر بهياكل منتخبة بصفة ديمقراطية، والثبات على مبادئ الحزب، وعلى خطه السياسي بالأمل بتونس أفضل تطبّق الدستور".

وبيّن أنّ "حزب حراك تونس الإرادة يعتبر أن مهمته الأساسية هو الحرص على تطبيق الدستور في كل أبوابه الثورية والتقدمية، خاصة في مبدأ سيادة الشعب على ثرواته الطبيعية والتمييز الإيجابي، والحكم المحلي.. وبناء على هذه المبادئ نصوغ موقفنا السياسي".

من جانبه، قال القيادي في الحزب، طارق الكحلاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المؤتمر الانتخابي والمضموني الأول يأتي بعد المؤتمر التأسيسي، وبعد التوسع في العديد من الجهات من البلاد التونسية إثر إجراء انتخابات محلية".

وبخصوص الشأن الداخلي للحزب، بيّن الكحلاوي أنّه "ستتم مناقشة ثلاث لوائح إضافة لمناقشة النظام الداخلي، وأيضًا الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، من خلال لائحة عنوانها الاقتصاد المواطني المستديم، إلى جانب اللائحة الأكثر أهمية، وهي المتعلقة بالسلطة المحلية".

وأكّد الكحلاوي أنّ "السلطة المحلية ستكون العنوان الرئيسي للحزب في الفترة القادمة، وهي التي تم تجاهلها وعدم تفعيلها، ومحاولة قبر اللامركزية في التصور القادم للدولة التونسية من قبل الأطراف السياسية الحالية".

وأكد الكحلاوي أن "أسباب الاحتجاجات ليست بسبب الأزمة الاقتصادية والتشغيل فقط، وإنما أيضًا بالأساس، في انعدام الثقة في الدولة المركزية، والحل يكمن أساسًا في وضع خارطة طريق على مستوى تنظيم تسيير الدولة".

في سياق متصل، أوضح القياديّ الآخر في الحزب، سليم بن حميدان، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحزب سيكون له شأن عظيم في مستقبل الحياة السياسية، كقوة تؤمن باستمرار الثورة، وبوجوب الثبات من أجل تحقيق كلّ أهدافها في الحرية والكرامة، وهو استعادة لثورة آمن بها الشعب التونسي، على اعتبار حصول انتكاس في هذا المسار الثوري بعودة قوى الثورة المضادة، وتصدرها الشأن السياسي.

وأضاف بن حميدان: "بالنسبة لمستقبل هذا الحزب، فنحن نعتبره حراكا وديناميكيا مبنيا على الثوابت والأسس التي اجتمع عليها قياديو هذا الحزب وآمنوا بها، وهذا الحراك سيساهم في خلق ديناميكية جديدة على أسس القيم، تتفاعل مع قضايا محيطها الاجتماعية والاقتصادية".

ومن الجدير بالذكر أن افتتاح مؤتمر الحزب واكبه قياديو فترة "الترويكا"، وهم كل من القيادي السابق بحركة "النهضة"، حمادي الجبالي، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي السابق، مصطفى بن جعفر، إلى جانب قيادات من حركة "النهضة"، على غرار علي العريض، ومحمد بن سالم.

وقد أكد محمد بن سالم لـ"العربي الجديد" أن "الحركة تجمعها بقيادات الحراك مسيرة نضال ضدّ الديكتاتورية، ونضال طويل ضد أشباه الديمقراطيين بعد الثورة، وهذه العلاقة المتينة لا يمكن تجاوزها بالتحالفات الأخيرة، باعتبار أن هذه الأخيرة هي ائتلافات للضرورة، لأن مشاكل البلاد تستوجب التعاون بين الجميع، وبالتالي فإن الائتلافات الحالية لا تنفي الصداقات السابقة باعتبارها أخوة نضال".

ذات صلة

الصورة
مسيرة احتجاجية في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، 25 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس بإطلاق سراحهم بعد مضي سنة ونصف سنة على سجنهم، وذلك خلال مسيرة احتجاجية انطلقت وسط العاصمة.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
مسيرات في تونس تنديداً بقصف خيام النازحين (العربي الجديد)

سياسة

شارك مواطنون تونسيون وسياسيون ومنظمات وطنية وحقوقيون، مساء اليوم الاثنين، في مسيرات في مدن تونسية تنديداً بالحرب على غزة، ولا سيما مجزرة رفح. 
الصورة
مسيرة في تونس ترفع شعارات الثورة التونسية، 24 مايو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

رفعت شعارات الثورة التونسية "شغل حرية كرامة وطنية" في احتجاج شبابي في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس، تعبيراً عن رفض ما آلت إليه الأوضاع في البلاد.
المساهمون