وبرغم التحذيرات السابقة من حركة احتجاجية تنتظر الشاهد في بنقردان، إلا أنه أصر على أن يتحول إلى المدينة وأن يتحدث إلى الأهالي من وسط المدينة التي شهدت المعارك المسلحة بين مسلحين وقوات الأمن والجيش والمدنيين منذ عام.
وأعلن الشاهد اليوم الثلاثاء في بنقردان عن جملة قرارات تضاف إلى المنطقة الصناعية التي تم إحداثها بالجهة، على مساحة 15 هكتارا، وأعطى إشارة انطلاق تهيئتها اليوم الثلاثاء، كما أعلن "انتداب فرد من عائلة كل شهيد سقط في ملحمة المدينة وتوفير الدعم المادي للجرحى، اعترافا لهم بالجميل"، كما أعلن عن جملة قرارات أخرى من بينها استكمال بناء المركب الثقافي والرياضي قبل نهاية صيف هذا العام، وبناء قاعة رياضية متعددة الاختصاصات، وإسناد الأرض المقامة عليها السوق المغاربية لبلدية الجهة، وإحداث مكتب محلي للصندوق الوطني للتأمين على المرض، ومركز للفحص الفني للسيارات والعربات بالجهة، على أن يكونا جاهزين قبل نهاية الصيف.
وتضاف هذه القرارات إلى الإعانات المالية المقدرة بـ40 ألف دينار (حوالي 18 ألف دولار) عن كل شهيد تم صرفها منذ مدة في انتظار تمكين العائلات من بطاقتي التنقل والعلاج المجاني.
وتأتي هذه الزيارة الجماعية لحكومة الشاهد بعد زيارة الرئيس السبسي و 12 زيارة لمسؤولين رسميين خلال هذا العام، بسبب الاحتجاجات والاعتصامات المتكررة للأهالي بسبب غياب التنمية وعدم وجود مشاريع بديلة عن التبادل التجاري مع ليبيا، بعد الإقفال المتكرر للمعبر والضرائب المفروضة على التجار العابرين دوريا.
وبحسب شهود عيان فقد رافقت كلمة الشاهد في بنقردان رفع بعض الشعارات الاحتجاجية، وسط تساؤلات حول قدرة هذه الإجراءات على الحد من معاناة الجهة وتغيير واقعها الأليم منذ عقود، حيث عاش الجنوب التونسي عموما حالة من الإهمال والنسيان منذ عقود وتُرك الشباب لمصيره منفردا ويركز على التهريب كحل وحيد تقريبا لحل مشكلة البطالة.