هولاند يردّ على اتهامات فيون بـ"التآمر عليه"

24 مارس 2017
تدهور شعبية فيون(أورلين ميونير/Getty)
+ الخط -
هاجم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم الجمعة، مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية فرانسوا فيون، قائلاً إنه يفتقر إلى "حس الكرامة والمسؤولية"، وذلك رداً على اتهامات وجهها إليه فيون بالوقوف وراء تسريبات إلى الصحافة بخصوص مشاكله القضائية.

وقال هولاند، في تصريح لقناة "فرانس إنفو" "أنا لا أريد أن أدخل في النقاش الانتخابي لأنني لست مرشحاً. هناك الكرامة والمسؤولية وأعتقد أن السيد فيون بعيد عنهما".

وشن فيون هجوماً عنيفاً على الرئيس الفرنسي خلال برنامج سياسي، ليل أمس الخميس، على قناة "فرانس 2" الحكومية، واتهمه بتشكيل "جهاز سري" يستفيد من خدمات أجهزة الدولة الأمنية والقضائية بشكل غير قانوني ويقوم بتسريب محتويات سرية إلى الصحافة من أجل إضعافه.


وأكّد المرشح الفرنسي أنه يستند في اتهامه إلى معلومات وردت في كتاب لصحافيين من مجلة "لوكانار أونشينيه" بعنوان "أهلا بكم في ساحة بوغو". وقال فيون "إن هولاند يطلب تحويل كل عمليات التنصت التي تتم بأمر من القضاء، وتُهمه إلى مكتبه، ما يشكل مخالفة سافرة للقانون".

وأضاف "كنا نبحث عن مكتب سري ولقد عثرنا عليه. أطلب هذا المساء بأن يتم التحقيق حول الادعاءات الموجودة في الكتاب لأنها تشكل فضيحة دولة".

وبادرت الرئاسة إلى الرد على فيون على الفور، في بيان رسمي، ندد فيه هولاند "بحزم بالادعاءات الكاذبة لفرانسوا فيون"، مؤكّداً "أن السلطة التنفيذية لم تتدخل منذ انتخابه في 2012، بتاتاً في أي مسألة قضائية، ولطالما إلتزمت باحترام استقلالية القضاء".

وتابع البيان "أما بالنسبة إلى القضايا الخطيرة المتعلقة بالسيد فيون، فإن رئيس الجمهورية لم يعلم بها إلا من الإعلام. والرئاسة غير معنية بالفضيحة التي تشمل شخصاً عليه الرد حولها أمام القضاء".

بدوره، نفى الصحافي ديدييه آسو، وهو أحد موقعي الكتاب المذكور، اتهامات فيون، معتبراً أنه "مرشح يائس" يحاول "إثارة حدث إعلامي". وقال "لم نكتب ذلك أبداً، والشخص الوحيد الذي يعتقد بوجود، مكتب سري، في الإليزيه هو فرانسوا فيون، هذا المكتب لا وجود له".

كما علقت وزارة العدل الفرنسية على الاتهام، وأصدرت بياناً قالت فيه إن "هذا المرشح الرئاسي صوّت بشكل منهجي ضد كل نصوص القانون، التي تعزز استقلال القضاء وشفافية الحياة السياسية".

ويحاول فيون في الآونة الأخيرة القيام بهجوم مضاد للخروج من مشاكله القضائية المتعلقة بفضيحة التوظيف الوهمي لزوجته وأبنائه، وأيضاً التسريبات المتلاحقة بخصوص حياته الشخصية وآخرها حصوله على بدلات فاخرة دفع ثمنها المحامي الفرنسي من أصل لبناني روبير بورجي، والتي أكّد فيون أمس الخميس، أنه "أعادها" مُقراً بارتكابه خطأ القبول بهذه الهدايا.

وأدت فضيحة التوظيف الوهمي التي انكشفت في اواخر كانون الثاني/يناير الماضي
إلى توجيه الاتهام إلى فيون في 14 مارس/ آذار الماضي بتهريب أموال عامة وبالتواطؤ لإخفاء أموال عامة. كما وسع القضاء التحقيق الثلاثاء ليشمل "الاحتيال والتزوير" وهي سابقة لم تحدث أبدا لمرشح رئيسي في تاريخ الانتخابات الفرنسية.

وكان فيون قد فاز بشكل غير متوقع في الانتخابات التمهيدية لليمين، وتم اعتباره المرشح الأوفر حظاً للفوز في الرئاسيات المقبلة، لكن غرقه في الفضائح القضائية وتدبيره الإعلامي  لها ساهما بتدهور كبير في شعبيته، وباتت استطلاعات الرأي تضعه في المرتبة الثالثة في الدورة الأولى من الانتخابات، بعد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، والمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون.