تدهور مستمر للوضع الأمني في عاصمة شمال سيناء

22 مارس 2017
الأمن فشل في تنفيذ حملات أمنية (Getty)
+ الخط -






تشهد مدينة العريش، التي تعتبر عاصمة محافظة شمال سيناء المصرية، تدهوراً مستمراً للوضع الأمني، أخيراً، بعدما أقدم مسلحون مجهولون على تهجير سكان عمارة سكنية وتفجيرها، من دون أي حضور أمني، مما استدعى غضب سكان المدينة وتساؤلاتهم عن قوة الردع المنهارة في مواجهة المسلحين.

وفي تفاصيل الحادثة، ذكرت مصادر قبلية، لـ"العربي الجديد" أن مسلحين مجهولين يعتقد انتماؤهم لتنظيم "ولاية سيناء"، الذي أعلن مبايعته لـ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، اقتحموا منزلاً يعود للمواطن محمد برهوم، في حي البطل قرب الطريق الدائري بالعريش.

ولفتت المصادر ذاتها، إلى أن "المنزل المُكون من 4 طوابق تم نسفه بشكل كامل من قبل المسلحين بعد إخلائه من سكانه، فيما غابت قوات الشرطة والجيش عن مكان التفجير؛ رغم استمرار الحدث لمدة ساعة تقريباً".


وفي سياق آخر، أعلن تنظيم "ولاية سيناء" قتْله مجنداً مصرياً قنصاً في كمين "العرادات" جنوب مدينة العريش، وبحسب وكالة "أعماق" التي نشرت تبنّي العملية، فإن التنظيم تمكن من قنص الجندي أثناء خدمته العسكرية، الأحد الماضي.

وفي إشارة أخرى إلى تدهور الحالة الأمنية في العريش، أعلن التنظيم تصديه لحملة عسكرية حاول الجيش المصري شنّها على حي المنطقة الصناعية جنوب مدينة العريش، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه.

وأوضح التنظيم، في بيان، أن مجموعاته المسلحة تمكنت من صد هجوم للجيش المصري، واستهداف 4 عسكريين قنصا بينهم ضابطان، وتفجير آليتين للجيش بعبوات ناسفة.

ويشار هنا إلى أن هذه الحملة الثانية التي يتمكن التنظيم من صدها خلال شهر مارس/آذار الحالي، بعد الذي جرى في حي السمران، مما أدى إلى مقتل 30 من قوات الأمن، وفق ما أكد التنظيم في ذلك الحين.

وكانت عبوة ناسفة قد انفجرت، أول من أمس الاثنين، في مدرعة تابعة للأمن المصري على الطريق الساحلي لمدينة العريش؛ أدت لإصابة 6 عسكريين بينهم 3 ضباط، و3 مدنيين بجروح متفاوتة.

ويظهر مما سبق، أن التنظيم بات يضرب في غالبية أرجاء مدينة العريش، مع التنويع في استهدافاته، من تفجير للآليات وقنص الجنود، ونصب الحواجز كما جرى في ميدان الفالح، إلى أن يصل الحد إلى تفجير منازل داخل المدينة، دون أن يحرك الأمن ساكناً.

وفي هذا الصدد، قال، أحد سكان العريش، أبو محمد العرايشي لـ"العربي الجديد": "لا أدري منْ المسيطر على العريش، المسلحون أم الجيش، يبدو أنهم يتحركون بأريحية أكثر من قوات الأمن نفسها، يفعلون ما يريدون، فيما يفشل الأمن في تنفيذ أي حملة أمنية".

ويتساءل العرايشي، الذي يعمل مدرساً في إحدى مدارس المدينة، عن الأسباب التي أوصلت التنظيم إلى العريش بعد 3 سنوات من الحرب المعلنة من قبل الدولة ضده، والتي ذهب ضحيتها مئات المواطنين وتم تهجير آلاف الأسر.

وأضاف: "استبشرنا بزيارة وزيري الدفاع والداخلية للمدينة، على أن تكون بداية لمرحلة جديدة، يتم فيها الوقوف بحزم ضد التنظيم، إلا أن النتائج بدت عكس التوقعات، مع ازدياد توسع نفوذ التنظيم".


وتشير مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إلى أن التنظيم حوّل قوته إلى الضرب في مدينة العريش، وإيذاء قوات الأمن فيها، في سياسة واضحة بعد الانتهاء من فرض سيطرته على مناطق واسعة جنوب رفح والشيخ زويد.

وأوضحت المصادر أن التنظيم يضرب في كل اتجاهات مدينة العريش من طريق الساحل المليء بالكمائن إلى جنوب المدينة، الذي بات محرّماً على قوات الأمن، بعد صد حملات عسكرية عدّة حاول الأمن من خلالها فرض السيطرة واعتقال مطلوبين في تلك المناطق.

وتعيش سيناء أوضاعاً أمنية صعبة منذ سنوات عدّة، ذهب ضحيتها آلاف المدنيين بين قتلى وجرحى وأسرى ومختفين قسرياً، فيما تدهورت الأوضاع في مدينة العريش خلال الأشهر القليلة الماضية.



المساهمون