فرنسا: بايرو يعلن دعمه لماكرون في الرئاسيات المقبلة

22 فبراير 2017
ماكرون: فرنسا أمام خطر صعود لوبان للسلطة (شيزنوت/Getty)
+ الخط -

اقترح رئيس حزب "الاتحاد من أجل الديمقراطية"، الوسطي اليميني، فرانسوا بايرو (65 عاما)، اليوم الأربعاء، تقديم دعمه للمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة إيمانويل ماكرون.

وعزا بايرو اختياره التحالف مع ماكرون إلى ما وصفه بـ"الوضع الاستثنائي الذي تمر فيه فرنسا حاليا"، وقال في مؤتمر صحافي في مقر حزبه بباريس: "بما أن الوضع السياسي في فرنسا استثنائي فقد اتخذت قرارا استثنائيا، وقررت أن أعرض على ماكرون تحالفا لخوض الانتخابات الرئاسية باسمي واسم الحزب".

واعتبر بايرو الذي التقى ماكرون قبل نحو أسبوع وتحادث معه مطولا، أن "فرنسا، وأوروبا، تجد نفسها أمام خطر صعود مرشحة الجبهة الوطنية، مارين لوبان، إلى السلطة ونجاحها في الاستحقاق الرئاسي، الأمر الذي سيشكل فشلا لفرنسا وتهديدا مباشرا للوحدة الأوروبية".

وبادر ماكرون بسرعة إلى إعلان موافقته على عرض بايرو بدعمه في الرئاسيات، معلنا أنه سيلتقي به في القريب العاجل لمناقشة تفاصيل هذا العرض. واعتبر ماكرون في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية تحالف بايرو معه "يشكل منعطفا حاسما في الحملة الانتخابية الرئاسية".



وكان بايرو الذي ترشح ثلاث مرات للانتخابات الرئاسية في 2002 و2007 و2012، قد أعلن خلال الانتخابات البلدية في مارس/ آذار 2014، أنه لا يطمح للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في حال فوزه برئاسة بلدية مدينة بو PAU. وفي سبتمبر/أيلول الماضي أعلن دعمه للمرشح اليميني للانتخابات التمهيدية في اليمين والوسط، ألان جوبيه. وبعد هزيمه هذا الأخير أمام فرانسوا فيون ترك بايرو الباب مفتوحا لاحتمال ترشحه لعدم اقتناعه ببرنامج فيون الانتخابي، والذي وصفه بـ "البرنامج الليبرالي المتطرف". 

وبعد اندلاع فضيحة التوظيف الوهمي لزوجة فيون، أعلن بايرو أنه "يفكر في كل الاحتمالات الممكنة بخصوص الانتخابات الرئاسية"، ثم طالب فيون بسحب ترشحه من الرئاسيات.

كذلك انتقد بايرون برنامج المرشح الاشتراكي بونوا هامون، معتبرا أن "الولاية الاشتراكية قدمت أداء سيئا للفرنسيين وخيبت آمال الاشتراكيين أنفسهم، حد أنهم اختاروا في التمهيديات مرشحا معارضا للولاية الرئاسية الاشتراكية".

ومنذ عدة أسابيع روّج المقربون من بايرو لنيته الترشح للاستحقاق الرئاسي، إلى أن حسم الأمر وأعلن بعد ظهر اليوم تخليه عن الترشح ودعمه لإيمانويل ماكرون "مقابل شروط محددة سيناقشها معه في الساعات المقبلة"، حسب تعبيره.

واعتبر بايرو الذي كان يقدم نفسه دوما كبديل وسطي لليسار واليمين، بأن "ماكرون شخصية متألقة وهو يمثل النموذج البديل لتجاوز ثنائية اليسار واليمين".

ومن بين الشروط التي ذكرها بايرو أن يقوم ماكرون بتضمين برنامجه الانتخابي "مشروع قانون لتخليق الحياة السياسية والفصل بين المسؤولية السياسية والمصالح الشخصية". وطالب بتحقيق "بديل سياسي حقيقي وعدم تكرار الممارسات السابقة". كذلك طالب باستعمال نظام اللوائح النسبية في الانتخابات التشريعية المقبلة، من أجل ضمان "تمثيل واسع لمختلف الحساسيات السياسية في البرلمان".

ويشكل هذا الدعم المفاجئ من طرف بايرو هدية سياسية ثمينة لماكرون، والذي يواصل حملته الانتخابية بوتيرة منتظمة ويعزز شعبيته في استطلاعات الرأي التي باتت تضعه في المرتبة الثانية بعد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وأمام مرشح اليمين فرانسوا فيون، والذي تعرض لانتكاسة قوية في الأسابيع الأخيرة بسبب فضيحة منحه وظيفة وهمية لزوجته.

وفي أول ردود الأفعال، انتقد المتحدث باسم المرشح اليميني فرانسوا فيون، تيري سولير، قرار بايرو واعتبره ضربة لجهود العائلة اليمينية والوسطية التي اختارت فيون مرشحاً لها. وذكّر بتصريحات سابقة كان أدلى بها بايرو، اعتبر فيها ماكرون "مرشح المال والأعمال، وبرنامجه قريب من برنامج الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي".