منتدى دراسات الخليج: إدارة ترامب بلا موقف لحل الأزمة الخليجية

03 ديسمبر 2017
ألمانيا أول دولة بالاتحاد الأوروبي دافعت عن قطر(العربي الجديد)
+ الخط -


ناقش منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية، الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويبحث "الأزمة الخليجية: السياقات الإقليمية والدولية ودور الإعلام"، في يومه الثاني، موقف الدول الكبرى من الأزمة الخليجية، وقد جرى التأكيد على أن "التحدي الأكبر لإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ما يتعلق بعلاقات الولايات المتحدة مع دول الخليج، هو صياغة موقف من النزاع الحالي". 

ولفت الباحث أحمد قاسم حسين، في معرض شرحه موقف الاتحاد الأوروبي من الأزمة، إلى أن "الأزمة الخليجية دفعت صناع القرار في بروكسل إلى إعادة تقييم الدور الأوروبي بما يتناسب مع خطورة الأزمة وتداعياتها، وبما يتطلب من عمل لتحديد سياسة أمنية ودفاعية أوروبية مشتركة، ولا يرتبط بما يجري فقط داخل القارة الأوروبية، بل يتعداه إلى مناطق التماس المباشر بمصالحها الحيوية، خاصة منطقة الخليج العربي".   

وقال حسين إن "الاتحاد الأوروبي يعمل ضمن إطار مؤسساتي لحل الأزمة الخليجية بعيداً عن التصعيد، وفق معادلة ثلاثية الأبعاد: إيران صديقة، خليج مستقل، الحفاظ على أمن الطاقة".

وأشار الباحث جيرمياس كيتنر إلى الدور الألماني في الأزمة الخليجية، التي أدت، كما قال، إلى "ظهور ألمانيا كقوة غربية تتبنى دوراً قيادياً في الجهود الدبلوماسية لحل الخلاف الراهن"، مضيفاً "كانت ألمانيا أول دولة تُدافع عن قطر، واضطلعت بدور محوري في تأمين دعم دولي قوي للدوحة في مواجهة ضغط كتلة السعودية والإمارات"، مؤكداً أن "دوافعها لهذا الموقف القوي كانت نابعة من التهديد المتنامي المتمثّل في انتقال عدم الاستقرار من العالم العربي إلى أوروبا الغربية، إذ انتقل إلى ألمانيا بعد الأزمة السورية نحو مليون لاجئ سوري". 


واعتبر الباحث الأميركي جون ديوك أنطوني أن "التحدي الأكبر لإدارة الرئيس دونالد ترامب في ما يتعلق بعلاقات الولايات المتحدة مع دول الخليج هو صياغة موقف من النزاع الحالي" بين قطر وبعض دول الخليج، مبرزاً أنه "يمكن التعويل في هذا الصدد على البيروقراطية الأميركية التي يمثلها وزير الخارجية ووزير الدفاع، نظراً لأن ترامب غير ملمّ نسبياً بالبيئة الخليجية". 

وقال أنطوني: "على الرغم من الهزّات المحلية التي أعقبت انتخاب ترامب، لم يحصل أي تراجع في الأهمية الاستراتيجية التي توليها أميركا لدول مجلس التعاون الخليجي. فسياسات واشنطن تجاهه ظلت تقوم على مفاهيم استراتيجية راسخة، حيث يرتبط الوضع في بلدان مجلس التعاون بمخزونها من مصادر الطاقة، وتأثيرها الجيو سياسي ارتباطاً وثيقاً بالنمو والاقتصاد العالمي. وتمثل هذه الظواهر أموراً حاسمة لفهم صنع السياسات في الولايات المتحدة لدول الخليج". 

ويرى الباحث الروسي سيرغي ستروكان أنه "يجب على روسيا ألا تهدر الخيط الرفيع في العلاقات مع دول الخليج، التي تطورت خلال عام 2017، خاصة مع السعودية، وأن تستغل التطور الحالي في علاقات الجانبين من أجل حل أزمات إقليمية حادة كالأزمة السورية"، مشيراً إلى أن "روسيا تحاول الحديث عن التوازن في علاقاتها مع قطر، بحكم التضارب في المواقف تجاه الملفات".

 وقال ستروكان إن "زيارة الملك سلمان التاريخية إلى روسيا عام 2017 تعدّ المحطة الأهم في العلاقات الروسية السعودية خلال السنوات الماضية، وتؤشر إلى أن العلاقات الثنائية بدأت توضع على الطريق الصحيح، كما مثلت زيارات ولي العهد الحالي (محمد بن سلمان) المتتالية إلى روسيا بداية التحول في الموقف السعودي تجاه دمشق، كما تسعى الرياض للتنسيق مع روسيا في محاولة لإقناعها باحتواء إيران في سورية". 

وكان المنتدى قد ناقش في جلسته الصباحية "المواقف الإقليمية من الأزمة الخليجية"، تحديداً مواقف إيران وتركيا وباكستان، إذ اعتبر الباحث لوتشانو زكارا أن "العلاقات الإيرانية  القطرية ليست بأفضل حالاتها منذ الربيع العربي، فإيران تشارك السعودية في اتهام قطر برعاية بعض الجماعات المتطرفة في سورية، ومع ذلك انحازت إيران إلى قطر في الأزمة الحالية، بسبب الأولوية التي أعطيت للمواجهة مع السعودية".  

وأضاف زكارا: "على الرغم من أن الأزمة الخليجية تُفيد إيران على المدى القصير، إلا أنها ستؤثر على علاقة إيران مع دول الخليج على المدى الطويل". 


وذكر الباحث التركي مراد يشلتاش أن "وجود الجنود الأتراك في قطر جاء لغايات تدريبية وتوطيد التعاون العسكري بين أنقرة والدوحة"، مضيفاً أن "هدف وجود القاعدة العسكرية التركية في الدوحة عبّر عنه الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) بالقول إن "تركيا تُريد المساهمة في أمن منطقة الخليج بأكملها، وإن وجودها لا يستهدف أي دولة بعينها"".

ووصف يشلتاش ردة فعل تركيا تجاه أزمة الخليج المفتعلة من طرف السعودية والإمارات بأنها "معتدلة"، مؤكداً أنها "حاولت طرح سياسة خارجية واقعية وأكثر توازناً تجاه المنطقة". 


وقال الباحث الباكستاني، زاهد شهاب أحمد، إن "إسلام أباد اختارت الخيار الأكثر أماناً، وهو دور الوسيط، استجابة منها لإدارة برلمانها"، وقال: "يعد الحياد في الأزمة الخليجية مثالاً آخر على مساعي باكستان للحفاظ على الحيادية، وعلى علاقات متوازنة مع شركائها الأساسيين في العالم الإسلامي".