المحافظات العراقية المحررة من "داعش": عزوف مبكر عن الانتخابات

29 ديسمبر 2017
عزوف مدفوع بفشل السياسيين في إعمار المدن المحررة(أحمد الربيع/AFP)
+ الخط -
تشهد المحافظات العراقية الشمالية والغربية المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي إقبالاً محدوداً على تحديث سجل الناخبين الخاص بالتحضير للانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها في مايو/ أيار 2018، الأمر الذي ينذر بعزوف غير مسبوق في هذه المحافظات.

ويؤكد جمعة العاني، وهو مسؤول مركز لتحديث سجل الناخبين في مدينة الرمادي، في محافظة الأنبار (غرب العراق)، أن نسبة تفاعل المواطنين مع عملية التحديث قليلة جداً ولا تكاد تتجاوز الخمسة بالمائة، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن الظروف الأمنية والاقتصادية التي مرت بها المحافظة، فضلاً عن صعوبة التنقل بين مدينة الرمادي والقرى المحيطة بها أمور أثّرت بشكل واضح على عملية التحديث.


وأشار إلى أن ضعف الإقبال تم توثيقه في أغلب مراكز التحديث في الأنبار، مبيناً أن المدة المتبقية غير كافية لتسجيل الحد الأدنى المقبول به لضمان عملية انتخابية سليمة في الأنبار.

من جهته، وصف عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان الدليمي، عملية الإقبال على سجل الناخبين في الأنبار بـ"المخيبة للآمال"، بسبب قلة توافد المشمولين بعملية التحديث إلى الأماكن المخصصة لذلك، مبيناً خلال تصريح صحافي أن هذا الأمر انعكس بشكل سلبي على الجهات المعنية، التي توقّعت إقبالاً أكبر على مراكز التحديث.

وأشار إلى أن تدنّي نسبة تحديث سجل الناخبين يجعل أمر إجراء الانتخابات في موعدها المحدد أقرب إلى المستحيل، بسبب وجود معوقات لم تتم معالجتها حتى الآن، مؤكداً أن الإجراءات القديمة في عمليات تسجيل الناخبين لا تزال قائمة، الأمر الذي يُتيح للأحزاب المتنفذة فرصة لتزوير الانتخابات، بحسب قوله.

ويؤكد الناشط في مجال مراقبة العمليات الانتخابية فاضل المعموري، لـ"العربي الجديد"، أن مؤشرات قياس نسب تسجيل الناخبين في المحافظات المحررة من "داعش" توضح وجود تراجع كبير في رغبة ناخبي محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى في الاشتراك بالعملية الانتخابية المقبلة، مبيناً أن مراكز تحديث سجلات الناخبين كشفت عن نسبة ضئيلة جداً للراغبين في المشاركة في الانتخابات.


ويلفت إلى أن الإحصاءات واستبيانات الرأي لسكان مدن محررة من "داعش" أشارت إلى وجود عزوف لدى أغلبية هؤلاء السكان عن الاشتراك في الانتخابات لأسباب عدة؛ أبرزها فقدان الثقة بالعملية السياسية عموماً وسياسيي محافظاتهم خصوصاً، فضلاً عن فشل الطبقة السياسية في إعادة بناء المدن المحررة التي دمرتها الحرب، وعدم قدرة الحكومات المحلية على تعويض المتضررين.

يشار إلى أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق مستمرة في عملية تحديث سجل الناخبين استعداداً لإجراء الانتخابات البرلمانية والانتخابات المحلية التي قررت الحكومة العراقية إجراءها في يوم واحد؛ هو الثاني عشر من مايو/ أيار 2018.


المساهمون