ولا يزال التحقيق الواسع النطاق الذي يجريه المدعي العام، روبرت مولر، حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016 والروابط المحتملة بين مقربين من ترامب وموسكو، يلقي بظلاله على الإصلاح الضريبي التاريخي الذي أقره مجلس الشيوخ ليل الجمعة السبت.
واعترف فلين، أنه كذب على مكتب التحقيقات الفدرالي حول مضمون محادثاته مع السفير الروسي بواشنطن، سيرغي كيسلياك، خلال الفترة بين انتخاب ترامب وتوليه مهامه في البيت الأبيض. كما وافق على التعاون مع القضاء، ما قد يعطي دفعاً للمحققين.
وكتب ترامب في تغريدة: "لقد اضطررت إلى إقالة الجنرال فلين، لأنه كذب على نائب الرئيس وإف بي آي. لقد اعترف بالكذب. هذا محزن لأن ما قام به أثناء الفترة الانتقالية كان قانونياً. لم يكن هناك شيء يخفيه".
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 2, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
إلا أن المطلعين على الملف سارعوا إلى تحليل صياغة التغريدة، لأن البيت الأبيض ركز فقط، حتى الآن، على كون فلين كذب على نائب الرئيس، مايك بنس، إلا أن ترامب يلمح الآن إلى أنه كان على علم بكذبه على المحققين الفدراليين.
وكان المدير السابق لـ"أف بي آي"، جيمس كومي، أكد أثناء جلسة استماع بداية يونيو/ حزيران 2017 في مجلس الشيوخ، أن ترامب قال له في 14 فبراير/ شباط في البيت الأبيض غداة إقالة فلين: "آمل أن تجدوا طريقة للتخلي عن هذا (الأمر) واترك فلين وشأنه، إنه رجل جيد".
وتساءل المسؤول السابق للمسائل الأخلاقية في الإدارة الأميركية، والتر شوب، على "تويتر": "هل تقرّون بأنكم كنتم تعلمون أن فلين كذب على "إف بي آي" عندما طلبتم من كومي تركه وشأنه؟".
|
استبعاد مُحقق
من جهة أخرى، استبعد "إف بي آي" نائب مسؤول مكافحة التجسس لديه، بيتر ستروك، والذي كان يؤدي دوراً أساسياً في التحقيق حول تدخل موسكو، وذلك بعد العثور على رسائل نصية معادية لترامب، بحسب ما أكد مكتب مولر السبت.
وكتبت "نيويورك تايمز" أن ستروك "كان يعتبر أحد أكثر المحققين خبرة ويمكن الوثوق بهم في مكافحة التجسس".
وكان ستروك شارك أيضاً في التحقيق حول الرسائل الإلكترونية للمرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون. إلا أن ستروك كان خلال تلك الفترة على صلة بمحامية في مكتب التحقيقات الفدرالي، بحسب "واشنطن بوست". ويبدو أنهما تبادلا رسائل نصية مناهضة لترامب وأخرى مؤيدة لكلينتون.
وأكد متحدث باسم مكتب مولر يدعى بيتر كار لوكالة "فرانس برس" إقالة ستروك. إلا أن التحقيق الذي يقوم به مولر يشكل تهديداً للرئيس الـ45 للولايات المتحدة. وفي حال تمكن مولر من إثبات حصول تواطؤ، لا يمكن استبعاد بدء إجراءات إقالته.
وبات المحققون يقتربون من الدائرة المقربة من ترامب. وأقر فلين الجمعة أنه أدلى بتصريحات كاذبة أمام الشرطة حول محادثاته مع كيسلياك. وأكد للادعاء أنه تصرف بناء على تعليمات "مسؤول كبير جداً" في فريق حملة ترامب. وتقول وسائل إعلام عدة، إن الأمر يتعلق بجاريد كوشنر صهر الرئيس ومستشاره المقرب.
وألقت قضية التواطؤ بظلالها على الإصلاح الضريبي الذي أقره مجلس الشيوخ بعد جلسة ماراتونية بـ51 صوتاً في مقابل 49، والذي لا تزال أمامه مرحلة أخيرة تقوم على التوفيق بين الصيغتين اللتين أقرهما مجلس الشيوخ والنواب بحلول نهاية ديسمبر/ كانون الأول قبل أن يتم إقراره نهائياً.
(فرانس برس)