اليمن: خسائر الحوثيين تتوالى من الخوخة إلى شبوة

17 ديسمبر 2017
القبائل المؤيدة للشرعية في بيحان (عبدالله القادري/فرانس برس)
+ الخط -




بدا أن التطورات الميدانية يمنياً، بدأت بمغادرة مربّع الجمود عقب الأحداث الأخيرة، التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء، مع إعلان قوات الشرعية تحقيق تقدم نوعي، في أطراف محافظة شبوة جنوبي البلاد، على حساب مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بعد نحو أسبوع من خسارة الأخيرة مناطق في الساحل الغربي، في وقت ارتفعت فيه وتيرة الضربات الجوية التي يذهب ضحيتها مدنيون، في أكثر من محافظة بالبلاد. وخلال الساعات الـ48 الماضية، أعلنت قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية أنها "حققت تقدماً كبيراً في مديريتي بيحان وعسيلان"، آخر مناطق محافظة شبوة الجنوبية، التي كان الحوثيون مسيطرين على أجزاء واسعة منها. وكشفت مصادر الشرعية أنها "تمكنت من تحرير مدينة بيحان العيا، والعديد من المناطق، أبرزها قرن صوفة والخط الاسفلتي والمعيقيب والخزان ومواقع أخرى في هكى وحيد بن سبعان ومفرق السعدي، كما تقدمت بالتزامن في جبهة عسيلان المحاذية لبيحان".

وفي وقتٍ أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن "الحوثيون لا يزالون يسيطرون على أجزاء من المديريتين، الواقعتين بمحاذاة محافظتي مأرب والبيضاء"، أشارت إلى أن "التقدم الذي حققته قوات الشرعية، يوم الجمعة الماضي، يقطع طريق التعزيزات عن الحوثيين في عدد من المناطق التي لا يزالون يسيطرون عليها، وسط أنباء عن تدمير التحالف بغارات جوية لتعزيزات استقدمها الحوثيون من محافظة البيضاء باتجاه شبوة لاستعادة المواقع التي فقدها مسلحو الجماعة وحلفاؤهم".

وانسحب الحوثيون من معظم مناطق محافظة شبوة النفطية في أغسطس/ آب 2015، إلا أن سيطرتهم استمرت في منطقتي بيحان وعسيلان، شمال غربي المحافظة. وتحولت المديريتان، منذ أكثر من عامين، إلى ساحة مواجهات كر وفر، ترتفع وتيرتها تارةً وتتراجع أخرى.

ولمناطق شبوة التي استعادت قوات الشرعية السيطرة على أجزاء منها أهمية بالغة لربطها محافظات شبوة والبيضاء ومأرب. وهي من أهم وآخر المناطق الجنوبية التي احتفظ الحوثيون بالسيطرة عليها، لكنها ليست المرة الأولى التي أحرزت فيها الشرعية تقدماً في بيحان وعسيلان، إذ سبق أن تقدمت بعد معارك مع الحوثيين الذين استعادوا بعض المواقع في وقت لاحق. غير أن الشرعية كشفت أن "التقدم هذه المرة جاء بعملية عسكرية منسقة، وترافق معه انهيار في صفوف الحوثيين، الذين لم يعلقوا بدورهم على تطورات شبوة".



من زاوية أخرى، أتت تطورات شبوة في سياق تصاعدت فيه وتيرة العمليات العسكرية لقوات الشرعية بدعم من التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وجاء التقدم في بيحان، بعد تمكن قوات الشرعية الأسبوع الماضي من تحقيق اختراق نوعي، في الساحل الغربي، من خلال الوصول إلى مديرية الخوخة الساحلية، التابعة إدارياً لمحافظة الحديدة، حيث الميناء الأهم لليمن.

ورفع التحالف من وتيرة ضرباته الجوية في الأيام الأخيرة، مع التركيز على مناطق الساحل القريبة من المواجهات، غرب تعز ومحافظة الحديدة، بالإضافة إلى محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين مع السعودية، وبدرجة ثانية في محافظات صنعاء والجوف. وفي وقتٍ تحدثت مصادر الشرعية والتحالف عن خسائر تكبدها الحوثيون بشرياً ومادياً جراء الضربات، ارتفعت في المقابل أعداد الضحايا المدنيين الذين يسقطون بضربات التحالف أخيراً.

في هذا الإطار، أعلن الحوثيون، أمس السبت، أن "54 مواطناً قُتلوا وأصيب 19 آخرون، جراء غارات التحالف التي وقعت الجمعة في ثلاث محافظات، أولاها صعدة، التي اتهم الحوثيون التحالف فيها بقتل 23 مواطناً بغارة استهدفت سوقاً بمديرية منبه الحدودية، فيما قُتل 21 مواطناً جلهم نساء وأطفال بغارات للتحالف على قرية المزارعة بمديرية الخوخة، وقُتل ثمانية أشخاص وجرح 15 آخرون بغارات للتحالف في سوق النجيبة بمنطقة الهاملي، غرب محافظة تعز".

وجاء التصعيد في وتيرة الضربات الجوية والمواجهات الميدانية على أكثر من جبهة، بالتزامن مع ارتفاع مؤشرات ودعوات التوجه إلى الحسم العسكري، على ضوء الأحداث التي شهدتها صنعاء مطلع الشهر الحالي. وبات الحوثيون على إثرها المسيطر الوحيد في اليمن، فيما كسب التحالف بانفراط عقد تحالف الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، على الرغم من خسارته "الانتفاضة" التي كان قد أعلنها الأخير قبل مقتله.



المساهمون