مقتل 13 مدنيّاً وإصابة العشرات بقصف روسي على دير الزور

29 نوفمبر 2017
النظام وروسيا يواصلان قصف الغوطة (محمد بدرة/الأناضول)
+ الخط -
قتل 13 مدنياً وأصيب العشرات جراء قصف جوي روسي على معبرين نهريين بمحافظة ديرالزور، فيما واصلت قوات النظام السوري استهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالرغم من الحديث الروسي عن هدنة مؤقتة في المنطقة قالت فصائل المعارضة، إنها لم تخبر بها من أي طرف.

وقالت مصادر محلية، إن الطائرات قصفت معبراً على الضفة الغربية لنهر الفرات قرب قرية الرمادي، التابعة لناحية البوكمال، أثناء محاولة الأهالي النزوح إلى الضفة الشرقية التابعة لتنظيم "داعش"، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وجرح العشرات. كما قصفت الطائرات، أيضاً، معبر العباس على الضفة الشرقية لنهر الفرات قرب مدينة هجين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح آخرين.

وكان ناشطون وثقوا مقتل أكثر من خمسين مدنياً، معظمهم نساء وأطفال، جراء قصف جوي روسي على مدينة الشعفة شرق ديرالزور، الخاضعة لتنظيم "داعش" الإرهابي.

وفي محيط دمشق، واصلت قوات النظام السوري استهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالرغم من الحديث الروسي عن هدنة مؤقتة في المنطقة، والتي قالت فصائل المعارضة، إنها لم تبلغ.

وتعرضت منطقة حوش الضواهرة، الواقعة في منطقة المرج، والتي يسيطر عليها "جيش الإسلام"، لقصف من قوات النظام التي استهدفت أيضاً حي جوبر الدمشقي، في وقت تجددت الاشتباكات بشكل متقطع بين قوات النظام والمليشيات الموالية لها، ومقاتلي "حركة أحرار الشام"، في محيط إدارة المركبات العسكرية وداخلها، قرب مدينة حرستا.

وكانت مدن وبلدات الغوطة الشرقية تعرضت، خلال الساعات الماضية، لحملات قصف عنيفة حصدت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

يأتي ذلك بالرغم من إعلان وزارة الدفاع الروسية عن إجراء اتصالات هاتفية مع المعارضة في مناطق خفض التوتر من أجل تأمين الهدنة ومتابعة تنفيذها في الغوطة الشرقية.




وقال رئيس مركز المصالحة الروسي، اللواء سيرغي كورالينكو، للصحافيين، إن المركز أجرى، خلال الساعات الأخيرة، اتصالات للتأكيد على الالتزام بنظام الهدنة في مناطق خفض التصعيد في حمص والغوطة الشرقية وجنوب سورية، معتبراً أن الوضع في محيط مدينة حرستا يبقى متوتراً بسبب ما سماه "أعمالاً استفزازية من قبل أحرار الشام وجبهة النصرة".

وفي الغوطة الغربية، أعلنت غرفة عمليات جبل الشيخ غرب دمشق مقتل أكثر من 15 عنصراً من قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية الموالية لها في المعارك الدائرة على محور تلال بردعيا.


وأوضحت الغرفة أن قوات النظام سيطرت على نقطة تقع تحت تلة بردعيا الاستراتيجية، وأنها قامت بالإغارة على قوات النظام وتمكنت من استعادة السيطرة عليها، مشيرة إلى أن قوات النظام حاولت التقدم مجدداً لهذه النقطة، "وتم دحرهم وإيقاعهم بين قتيل وجريح".


وتفرض قوات النظام السوري حصاراً على منطقة بيت جن وجوارها في الغوطة الغربية، بالتزامن مع محاولات متكررة لاقتحام المنطقة وقصف مكثف بالبراميل المتفجرة وصواريخ أرض- أرض.

من جهتها، قالت مصادر النظام إن "وحدة من الجيش نفذت عملية عسكرية ضد تجمعات تنظيم "جبهة النصرة" في محيط تلة بردعيا الاستراتيجية، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، وأسفرت عن السيطرة على السلسلة الشرقية لتلة بردعيا الاستراتيجية إلى الجنوب الغربي من قرية كفر حور بعد القضاء على العديد من المسلحين".

وأضافت أن قوات النظام تواصل عملياتها في المنطقة للسيطرة على كامل تلة بردعيا المحيطة بمزرعة بيت جن.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن جبهة تلة بردعيا الاستراتيجية، الواقعة في محيط قرية مزرعة بيت جن في جبل الشيخ، تشهد اشتباكات عنيفة بين الجانبين، في محاولة تقدّم جديدة لقوات النظام وسط قصف برّي وجوّي مستمر على المنطقة.

وأوضحت المصادر أن مقاتلي المعارضة و"هيئة تحرير الشام"، ضمن "اتحاد قوّات جبل الشيخ"، استعادوا السيطرة على النقاط التي تقدّمت إليها قوّات النظام في محيط تلة بردعيا من الجهة الشرقية، وتمكّنوا من قتل وإصابة عدد من العناصر، إضافة إلى إعطاب دبابة، كما استهدفوا تجمعاً لقوّات النظام في تلة حينة في جبل الشيخ بقذائف الهاون.

وفي ريف حماة الشرقي، سيطرت قوات النظام، الليلة الماضية، على قرية المستريحة عقب اشتباكات هي الأعنف مع "الحزب الإسلامي التركستاني" و"هيئة تحرير الشام"، وذلك بعد عدّة محاولات خسرت خلالها قوّات النظام العديد من الآليات والعناصر، فيما يستمر القصف الجوّي الروسي على قريتي أم ميال والرهجان.

وتبرز أهميّة قرية المستريحة في كونها تبعد عن قرية الرهجان الاستراتيجية، التي يتحدر منها وزير دفاع النظام، فهد جاسم الفريج، قرابة الثلاثة كيلومترات.

وكانت قوات النظام سيطرت أيضاً على قريتي أم خريزة وقبيبات شرق حماة، وذلك عقب انسحاب تنظيم "داعش" منها، إذ تعتبر هذه القرى ساقطة ناريّاً لوجود عدد من التلال المحيطة بها، والتي يسيطر عليها النظام، ومن المتوقّع في الأيام المقبلة تقدّم النظام إلى عدد من القرى، بسبب الانسحابات المتتالية للتنظيم وتوزّعه على خطوط الجبهة في محيط قرية سروج ضد فصائل المعارضة.


من جهتها، أعلنت "هيئة تحرير الشام"، مساء أمس، أنها استعادت السيطرة على قريتي أبو عجوة وعنبز من تنظيم "داعش" شرق حماة، وقتلت أربعة وعشرين عناصراً من التنظيم.

كما أعلنت الهيئة صدَّ هجومٍ للتنظيم على قرية مويلح في المنطقة نفسها، وقتل نحو عشرة من عناصره.

وتدور اشتباكات بين الجانبين في محيط قرية الشيحة، وهي واحدة من نحو عشرين قرية سيطر عليها التنظيم أخيراً، عقب وصول تعزيزات عسكرية للتنظيم من البادية السورية.


إلى ذلك، تداولت وسائل إعلام موالية للنظام السوري صوراً للواء محمد خضور، الذي عينه النظام قائداً لقواته وللمليشيات الأجنبية والمحلية في حملتها على ريف حلب الغربي والجنوبي.

وأشارت إلى أن خضور يشرف على المعارك الرامية للسيطرة على بلدة الرملة جنوب حلب باتجاه مطار أبو ضهور بريف حلب الجنوبي، والخاضع لسيطرة فصائل المعارضة السورية.

على صعيد آخر، نقل المنظر السلفي أبو محمد المقدسي اعتراض العديد من عناصر ومسؤولين وأمراء في هيئة تحرير الشام على قيام الأخيرة باعتقال قادة بارزين بتنظيم "القاعدة".

وطالب المعترضون من قاطع البادية الشمالي الإفراج الفوري عن المشايخ المعتقلين وإحالة قضيتهم إلى "العلماء الراسخين"، حسب وصفهم، كأبي قتادة الفلسطيني، مؤكدين أن "قيادة الهيئة الحالية لا تستطيع حل تلك الخلافات الداخلية بالحكمة".

ويأتي هذا في وقت نشر تنظيم "القاعدة" كلمة صوتية لزعيمه أيمن الظواهري، دافع فيها عن المعتقلين، وهاجم فيها "هيئة تحرير الشام".

إلى ذلك، تتوارد المعلومات عن تفاصيل العملية الأمنية التي شنتها "هيئة تحرير الشام" أمس، والتي استهدفت كبار الشرعيين أصحاب الفكر القاعدي المتشدد والشرعيين والقيادات العسكرية الممثلين لتنظيم "القاعدة" في الشمال، منهم من ساهم في تأسيس التنظيم في سورية وانشق في وقت سابق عن "هيئة تحرير الشام"، وسعى، بحسب المصادر، إلى تشكيل كيان جديد يرتبط بتنظيم "القاعدة" بشكل مباشر، رافضاً المسار الذي تتبعه الهيئة أخيراً، لا سيما التنسيق مع تركيا.

وتشير المعلومات إلى اعتقال سامي العريدي، "الشرعي العام السابق لجبهة النصرة"، وأبو جليبيب الأردني، "والي درعا السابق لدى جبهة النصرة"، وأبو همام العسكري، "القائد العسكري العام السابق لجبهة النصرة"، والشيخ أبو عبد الكريم المصري، إضافة إلى عدد من قيادات الصف الثاني والثالث من يوصفون بـ"المهاجرين"، قبيل إعلانهم عن الكيان الجديد الذي يتبع تنظيم "القاعدة" وبعد جمعهم للمنشقين عن الهيئة والرافضين لسياستها.

كما حملت مجموعة من الشخصيات، في بيان، قيادة "هيئة تحرير الشام" والمجلس الشرعي مسؤولية "سلامة المشايخ"، مطالبة بالإفراج عنهم بشكل فوري. ووقع على البيان كل من "أبو ماريا الأردني، أبو المقداد المقدسي، سياف المهاجر، أبو النصر الشامي، أبو خطاب الشامي، أبو صهيب الحموي، أبو علي الأنصاري، أبو هاتون الحديدي، حمزة السوري، أبو حذيفة المقدسي، المهاجر الخراساني، محي الدين أبو المثنى، أبو بكر الشامي، أبو ناصر الشامي".

وتأتي هذه العملية الأمنية في وقت تنقسم فيه "تحرير الشام" بين مؤيد للتدخل التركي والتمركز في إدلب، تطبيقاً لاتفاق أستانة، وبين معارض مهدد بالمواجهة وتفكيك الهيئة والعمل على بناء كيان جديد قد تكون الهيئة أحد أهدافه، وسط معارك عنيفة تخوضها تحرير الشام ضد قوات النظام وتنظيم "داعش" بريف حماة الشرقي منذ أكثر من شهر.